الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

إلغاء لقاء ويتكوف ولحية في إسطنبول بضغوط إسرائيلية

الحية وبيتكوف.
-

خوف من “اعتراف غير مباشر بحماس”.. وكواليس حساسة تكشفها الصحافة العبرية عن علاقة الرجلين

في تطور مفاجئ يكشف حجم الاضطرابات داخل المطبخ السياسي الإسرائيلي، أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، بأنه تم إلغاء اللقاء المنتظر بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووفد حركة حماس برئاسة خليل الحية، والذي كان مقرراً عقده في إسطنبول، وذلك بعد ضغوط وانتقادات إسرائيلية شديدة.

الصحافة العبرية وصفت الخطوة بأنها “منعطف مهم” في مسار المفاوضات حول غزة، خاصة وأن اللقاء كان سيأتي في مرحلة حاسمة مرتبطة بالاتفاق المرحلة الثانية التي تتفاوض عليها الأطراف منذ أشهر.

إسرائيل تعتبر اللقاء “اعترافاً بحماس”.. وإلغاء الاجتماع جاء نتيجة ضغط مكثف

صحيفة إسرائيل هيوم أكدت أن القرار الأمريكي بإلغاء الاجتماع جاء استجابة مباشرة للضغوط التي مارستها جهات سياسية وأمنية إسرائيلية ترى في اللقاء:

  • اعترافاً بمكانة حماس السياسية

  • تقويضاً لجهود إسرائيل في فرض شروطها في المرحلة الثانية للمفاوضات

  • عرقلة للقدرة على مواصلة الضغط العسكري لتحقيق مكاسب على الأرض

أما موقع وللا العبري فذهب إلى أبعد من ذلك بالإشارة إلى أن دوائر مؤثرة داخل الحكومة والجيش تعتبر أي انفتاح أمريكي مباشر على قيادة حماس بمثابة “منح شرعية” للحركة في مرحلة تحاول فيها إسرائيل التشدد وعدم تقديم تنازلات.

لقاء كان سيصبح الثاني بين الرجلين… والسياق حساس للغاية

الاجتماع الملغى كان سيكون الثاني من نوعه بين ويتكوف والحية، بعد لقائهما الأول قبل ساعات من توقيع اتفاق شرم الشيخ في 9 أكتوبر.

وكان الهدف من اجتماع إسطنبول:

  • مناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق

  • بلورة إطار تفاوضي مقبول للطرفين

  • تقليل الفجوات قبل العودة لطاولة المباحثات

لكن يبدو أن الحسابات السياسية داخل إسرائيل كانت أقوى من حسابات الدبلوماسية الأمريكية.

ويتكوف يلتقي الحية في اسطنبول وسط خشية إسرائيلية من التقارب الإنساني بين الرجلين

“الكيمياء الشخصية” بين الحية وويتكوف تُقلق إسرائيل

ربما الأكثر إثارة في الرواية العبرية هو ما كشفته وسائل الإعلام عن قلق إسرائيلي غير مألوف من “الكيمياء الإنسانية” التي ظهرت بين الرجلين خلال لقائهما الأول.

وبحسب التقارير، فإن كلاهما فقد ابنه في أحداث دموية، وهو ما أدى إلى لحظة إنسانية مشتركة دفعت بالمحادثة إلى منحنى عاطفي.

مستشار البيت الأبيض السابق جاريد كوشنر كشف الأمر صراحةً في برنامج 60 Minutes قائلاً:

“عندما تحدث ستيف والحية عن أبنائهما، تحوّل الحوار من مفاوضات سياسية إلى حديث بين شخصين يكشفان ضعفهما أمام بعضهما البعض.”

هذا البُعد الإنساني، وفق الإعلام العبري، أثار ذعراً لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي تخشى أن يساهم في:

  • تليين موقف الإدارة الأمريكية

  • تقليل اعتماد واشنطن على الرواية الإسرائيلية

  • فتح الباب أمام “مفاوضات موازية” لا تسيطر عليها تل أبيب

إلغاء اللقاء قد يعطل المرحلة الثانية من الاتفاق

إلغاء الاجتماع لا يُعد مجرد خطوة تكتيكية، بل له تداعيات مباشرة على:

  • مسار الهدنة طويلة الأمد

  • ملف الأسرى والمحتجزين

  • الترتيبات الأمنية والإدارية في مرحلة “اليوم التالي”

  • مستقبل التسوية السياسية في غزة

إسرائيل، وفق الصحافة العبرية، تخشى أن يؤدي أي تقارب أمريكي–حمساوي إلى:

  • إضعاف موقفها التفاوضي

  • منعها من فرض شروط المرحلة الثانية

  • تقليل فرصها في تحقيق مكاسب سياسية بعد الحرب

خلاصة المشهد: ضغوط إسرائيل، وتردد أمريكي، وملف غزة على صفيح ساخن

إلغاء لقاء إسطنبول يعكس:

  • عمق الأزمة بين واشنطن وتل أبيب

  • حساسية ملف التطبيع الإقليمي

  • هشاشة المسار التفاوضي حول غزة

  • خوف إسرائيل من أي تواصل قد يمنح “شرعية” لحماس على الساحة الدولية

ورغم الإلغاء، تؤكد مصادر أمريكية أن الاتصالات ستستمر، لأن الوضع على الأرض لا يحتمل مزيداً من التعقيد.