الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

في ظل مساعي السعودية لإتمام صفقة الطائرات.. الحقائق تتكشف: هل يبيع ترامب “وهم المقاتلات المتطورة” مقابل التطبيع؟

نتنياهو والطائة الموجودة لدي جيش الاحتلال
-

F-35 كاملة القدرات؟ خبراء يكشفون الحقيقة: “ما سيصل للرياض ليس ما تملكه إسرائيل.. ولا حتى ما تمتلكه أمريكا نفسها”

بينما تستمر المفاوضات السعودية–الأمريكية لإنجاز صفقة F-35 التي وصفها ترامب بأنها “الأقوى والأحدث مثل تلك الموجودة لدى إسرائيل”، تتكشف يومًا بعد يوم معلومات جديدة تشير إلى أن ما يُروَّج له سياسيًا لا يمتّ للحقيقة العسكرية بصلة، وأن الحديث عن “إعطاء السعودية نسخة كاملة القدرات” أقرب إلى عملية بيع وهم سياسي مرتبط بملف التطبيع، وليس صفقة عسكرية بصورتها الحقيقية.

النسخة الإسرائيلية من F-35 تتفوق على النسخة الأمريكية نفسها

التقارير العسكرية تؤكد أن:

إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي حصلت على F-35 بفتح كامل للأنظمة الإلكترونية (Avionics)، مع صلاحية التعديل والتطوير دون الرجوع للولايات المتحدة.

وبالتالي:

  • النسخة الإسرائيلية ليست مجرد F-35

  • بل نسخة خاصة تحمل الاسم “أدير” (Adir)

  • وهي متفوقة على النسخة الأمريكية من حيث:

    • أنظمة الملاحة

    • بروتوكولات الحرب الإلكترونية

    • التسليح الذكي

    • البرمجيات التشغيلية

إسرائيل لديها تاريخ طويل في تطوير نسخ معدلة من المقاتلات الأمريكية:

  • F-16 النسخة “صوفا”

  • F-15 النسخة “راعم”

والسبب:

إسرائيل واحدة من أقوى دول العالم في مجال أفيونكس المقاتلات.

الأسبوع العربي نيوز - محمد بن سلمان وترامب في البيت الأبيض

ما هي أفيونكس المقاتلات؟ ولماذا تُعد أخطر من الصواريخ نفسها؟

“أفيونكس المقاتلات” هو اختصار Avionics، ويشمل:

  • أنظمة الاتصالات

  • الرادارات المتقدمة

  • الملاحة الجوية

  • التحكم الإلكتروني في الطيران

  • أجهزة الاستشعار

  • أنظمة إدارة المهام

  • الحرب الإلكترونية

  • تشفير الاتصالات وربط البيانات

بمعنى آخر:

الأفيونكس هو “العقل الحقيقي” للمقاتلة، بينما المحرك والجسم هما مجرد أدوات تنفيذ.

من دون الردارات والبرمجيات وأنظمة الاتصال، تصبح أي مقاتلة—حتى F-35—مجرد هيكل طائر بلا قيمة قتالية حقيقية.

هل تحصل السعودية على النسخة الإسرائيلية؟ الإجابة: مستحيل

رغم كل الوعود السياسية، تؤكد التسريبات أن:

  • السعودية لن تحصل أبدًا على نسخة مفتوحة مثل “أدير”.

  • ولن تحصل على قدرات حرب إلكترونية مشابهة.

  • ولن تحصل على حرية إدخال تعديلات محلية.

  • وستبقى مرتبطة بقيود برمجية تمنع أي تطوير أو إضافة منظومات مستقلة.

وبالتالي:

ما سيصل للسعودية—في حال تمت الصفقة—هو نسخة أقل بكثير من النسخة الإسرائيلية، وأقل كذلك من النسخة التي تستخدمها أمريكا نفسها.

الخطر الأكبر: ربط السعودية بشبكة الاتصالات العسكرية الأمريكية الموحدة

من أخطر البنود الفنية التي لم يُعلن عنها بشكل رسمي:

ربط المقاتلات السعودية بنظام الاتصالات العسكري الأمريكي الموحد (Joint Combat Communications Network).

هذا يعني:

  • كل طائرة سعودية ستصبح مُراقَبة لحظة بلحظة.

  • لا يمكن تشغيل مهام حساسة دون موافقة أمريكية.

  • أي تعديل أو تطوير سيكون مرهونًا بواشنطن.

  • لا يمكن للسعودية استخدام المقاتلات ضد أي طرف دون إذن الولايات المتحدة.

  • يتم نقل وتخزين البيانات العملياتية على خوادم خارج المملكة.

بمعنى مباشر:

السعودية تحصل على الطائرة.. لكن مفاتيح تشغيلها الكاملة ليست بيدها.

هل الصفقة مرتبطة بالتطبيع؟

وفق تسريبات إسرائيلية وأمريكية:
نعم، وبشكل واضح.

واشنطن تشترط:

  • بدء مفاوضات التطبيع

  • التزام سعودي بخطة ترامب

  • موقف واضح من ملف الدولة الفلسطينية

  • التهدئة الإقليمية وإضعاف نفوذ إيران

وفي المقابل:

يُطرح “وعد F-35 الكاملة” كورقة تغليف سياسي للضغط وليس كحقيقة عسكرية.

“بيع وهم” مقابل تنازلات سياسية كبرى

السعودية تسعى لامتلاك مقاتلات متطورة..
لكن الحقيقة أن ما يُباع لها سياسيًا ليس هو ما ستتسلمه عسكريًا.
وما يشترطه ترامب قد يكون أقرب إلى “بيع وهم” مقابل تنازلات سياسية كبرى.