الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

نهاية تليق بدموع أم

قصة مؤلمة.. كيف قاد خلاف عابر إلى كشف جريمة مدفونة منذ 6 سنوات؟

والدة اسلام ترفع صورته
كتب - محمد زعلول -
الدقهلية

إسلام.. شاب خرج ولم يعد، قتله أصدقاؤه ووارت جثته التراب ثم فضحهم القدر

لم يكن أحد في قرية النسيمية التابعة لمركز المنصورة يتوقع أن تُكشف حقيقة اختفاء الشاب إسلام إبراهيم جمعة عبد العال بعد 6 سنوات كاملة.
ستة أعوام مرّت على غيابه…
ستة أعوام عاشتها أمه بين الدعاء والدموع، وبين سؤال لا يغادر قلبها:
“ابني فين؟”

لكن القدر كان يكتب النهاية… نهاية تليق بدمعة أم، وتفضح خيانة أصدقاء لم يعرفوا من الصداقة سوى الاسم.

البداية… شاب اختفى بلا أثر

كان إسلام، الشاب ذو الـ24 عامًا، معروفًا بين أهالي القرية بطيبة قلبه وهدوئه، قبل أن يختفي في ظروف غامضة.
بحثت أسرته في كل مكان، طرقت الأبواب، لجأت للمستشفيات والمراكز والبوابات، لكن كل الطرق كانت تُغلق.

ومع مرور السنين، بدأ البعض يظن أن الأمل انتهى…
لكن قلب الأم كان يعرف أن الحقيقة لم تُروَ بعد.

الصدفة التي هدمت جدار الصمت

لم تكن الأجهزة الأمنية تتوقع أن يأتي البلاغ من أحد المتورطين نفسه.
فبعد نشوب خلاف بين اثنين من المتهمين أثناء وجودهما بمحافظة أخرى، وجد أحدهما نفسه غارقًا في الخوف…
ندم؟
خوف؟
ضمير استيقظ فجأة؟

لا أحد يعلم، لكن المؤكد أنه دخل قسم الشرطة وألقى القنبلة التي فجّرت الحقيقة…

قال بصوت مرتجف:
“إحنا قتلنا إسلام… ودفناه عند المصرف في النسيمية.”

الأصدقاء الثلاثة… شركاء في الدم

المتهمون هم:

  • محمد ال.ع. ال.

  • السيد ر.م.

  • أحمد م.ع.

ثلاثة أصدقاء… أو هكذا كان يظن إسلام.
لكنهم — وفق الاعترافات — تخلّصوا منه بدم بارد، ثم حملوا جسده ودفنوه على حافة المصرف ليطمروا سرّهم مع جسده.

ست سنوات مرّت… وظلّ السر مدفونًا معهم.

عودة إلى مسرح الجريمة

تحرّكت مباحث مركز المنصورة فورًا، وبرفقة المتهمين توجّهوا إلى المكان الذي دلّوا عليه.
كان الليل ثقيلاً، والأرض صامتة وكأنها تحفظ ما دُفن فيها.

وبدأ الحفر…
لحظات ثقيلة…
حتى ظهرت رفات بشرية.

تم جمع العظام وإرسالها لتحليل البصمة الوراثية، وجاءت النتيجة التي مزقت قلب الأم:
الرفات تعود لإسلام إبراهيم جمعة عبد العال.

دموعها في تلك اللحظة كانت مزيجًا من الراحة القاتلة…
أخيرًا عرفت الحقيقة.
وأخيرًا عاد إليها ابنها… لكن بعظام.

العدالة تبدأ

تم تحرير المحضر اللازم، وأحيل المتهمون إلى جهات التحقيق لاستكمال الإجراءات.
جريمة حاولوا طمسها تحت التراب، لكن الحقيقة — كالعادة — وجدت طريقها إلى الضوء.

خلاصة القصة

هذه ليست مجرد جريمة قتل…
هذه خيانة صداقة، ووجع أم، ودرسٌ قاسٍ عن النفوس التي تغيّرها النزاعات الصغيرة لتحولها إلى قتلة.

إسلام… عاد اليوم ليأخذ حقه
وعلى العدالة أن تُكمل الطريق.