العدالة تقتص… تنفيذ حكم الإعدام في قاتلي “شهيدة الشرف” إيمان عادل بعد 5 سنوات من الجريمة

في مشهد طال انتظاره لسنوات، أسدلت العدالة المصرية الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها الشارع المصري خلال العقد الأخير، بعدما نفّذت الأجهزة المختصة، فجر اليوم، حكم الإعدام شنقًا بحق المتهمين في قضية مقتل الشابة إيمان عادل، المعروفة إعلاميًا بـ “شهيدة الشرف”، وهي الجريمة التي فجّرت موجة غضب عارمة منذ وقوعها عام 2020 بعدما تبيّن أن زوجها هو من دبّر مؤامرة خسيسة انتهت بقتلها بدم بارد.
جريمة هزّت الوجدان المصري… والعدالة تعود لتقتص
تعود أحداث القضية إلى يونيو 2020 حين شهدت قرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية جريمة مروّعة، بعدما أقدم الزوج أحمد رضا (33 عامًا) على تدبير مؤامرة خسيسة بحق زوجته الشابة إيمان عادل، حيث اتفق مع المتهم الثاني حسين محمد (22 عامًا) – صاحب محل ملابس – على اقتحام منزل الزوجية أثناء غيابه بـ“شكل تمثيلي” لإلصاق تهمة الشرف بزوجته، إلا أن الجريمة تحولت إلى قتل مكتمل الأركان.

ووفقًا لتحقيقات النيابة العامة، فقد اقتحم الزوج المنزل خلسة، وانقضّ على زوجته، وكمّم فمها، ثم ضغط بكلتا يديه على عنقها حتى فارقت الحياة، قبل أن يستخدم رباط رداء كانت ترتديه ليُحكم خنقها، في مشهد تجرده الإنسانية من معناها.
وأثبت تقرير الطب الشرعي أن الضحية تعرّضت لعملية خنق مزدوج أدت إلى الوفاة خلال دقائق، كما حاول الزوج – وفق التحقيقات – تلفيق واقعة اعتداء جنسي لإبعاد الشبهات عن نفسه.
محكمة الجنايات: جريمة مقترنة بجرائم أخرى… والنية الإجرامية واضحة
وجاء في أمر إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات أن الجريمة لم تكن قتلًا فحسب، بل:
-
اقترنت بجناية الشروع في مواقعة المجني عليها كرهًا عنها.
-
واقترنت بحيازة أداة تستخدم في الاعتداء (رباط) دون مبرر.
-
وتم التخطيط لها مسبقًا بهدف التخلص من المجني عليها.
وأكدت المحكمة أن نية القتل كانت عمدية ومباشرة وأن الجريمة ارتُكبت مع سبق الإصرار، ما استوجب توقيع أقصى عقوبة.
ولهذا، أحالت المحكمة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وبعد ورود الرأي الشرعي، صدر الحكم النهائي بإعدامهما شنقًا.

فجر اليوم… العدالة تقتص
أُعلن فجر اليوم تنفيذ حكم الإعدام بحق:
-
أحمد رضا – الزوج المتهم
-
حسين محمد – الشريك في الجريمة
وتم تسليم الجثامين إلى ذويهم عقب تنفيذ الحكم، وسط حالة من الارتياح بين أهالي القرية الذين عاشوا سنوات من الألم على وقع هذه الجريمة البشعة.
“شهيدة الشرف”… لقب يليق بها كما يليق بالعدالة المنتظرة
لم تكن إيمان عادل مجرد اسم في قضية جنائية، بل أصبحت رمزًا لمعاناة نساء كثيرات يدفعن حياتهن ثمنًا للخيانة والغدر والعنف الأسري المقنّع، ورفع المصريون صوتًا واحدًا في ذلك الوقت مطالبين بأقصى عقوبة.
واليوم، وبعد خمس سنوات من الجلسات، وإعادة التحقيقات، والمداولات، والترقب، جاء تنفيذ حكم الإعدام بمثابة:
-
انتصار للعدالة
-
رد اعتبار لروح المجني عليها
-
رسالة واضحة بأن جرائم الشرف المصطنعة لن تمرّ دون حساب
أهالي ميت عنتر: ارتحنا بعد تنفيذ حكم الله
عقب إعلان التنفيذ، عبّر عدد من أهالي القرية عن ارتياحهم قائلين:
“إيمان كانت بنتًا محترمة وهادية.. واللي حصل فيها ميرضيش ربنا.. والنهارده أخذت حقها.”
بينما اعتبر آخرون أن الحكم “رسالة لكل من تسوّل له نفسه تكرار مثل هذه الجرائم”.
جوانب مظلمة في سلوك بعض الأفراد الذين استباحوا أرواحًا بريئة
قضية شهيدة الشرف – إيمان عادل ستظل محفورة في ذاكرة المجتمع المصري، ليس فقط لبشاعة تفاصيلها، ولكن لأنها كشفت عن جوانب مظلمة في سلوك بعض الأفراد الذين استباحوا أرواحًا بريئة من أجل شهوات وأهداف خسيسة.
واليوم…
العدالة قالت كلمتها، واستردت روح إيمان جزءًا من حقها، ليبقى الحكم رسالة رادعة في وجه كل من يفكر في العبث بكرامة الإنسان أو قتل البراءة تحت أي مسمى.

