الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

القضاء الإداري يحجز دعوى هيفاء وهبي وهاني سامح ضد نقيب الموسيقيين للحكم في 28 ديسمبر

هيفاء وهبي
كتبت - مي صلاح -

معركة قضائية جديدة تهز الوسط الفني في مصر

في تطور لافت يُعيد تسليط الضوء على أزمة متصاعدة بين الفنانين ونقابة المهن الموسيقية، قررت الدائرة الثالثة بمحكمة القضاء الإداري، اليوم الخميس، حجز الدعوى المقامة من الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي والمتدخل فيها المحامي الدكتور هاني سامح، ضد نقابة الموسيقيين ونقيبها مصطفى كامل، للنطق بالحكم في جلسة 28 ديسمبر المقبل.
هذه القضية باتت تُعد من أبرز النزاعات القانونية في الأوساط الفنية المصرية خلال العام 2025، لما تحمله من أبعاد تتعلق بـ حرية الإبداع، والرقابة النقابية، والاختصاصات القانونية للنقابات المهنية.

هيئة مفوضي الدولة: قرار المنع باطل ويتعارض مع حرية الإبداع

لا يتوفر وصف.

تقرير المفوضين: النقابة تجاوزت القانون واعتدت على الدستور

أصدرت هيئة مفوضي الدولة تقريرًا أوصت فيه بشكل واضح ببطلان قرار نقابة الموسيقيين بمنع هيفاء وهبي من الغناء داخل البلاد، مؤكدة أن القرار:

  • يفتقر للسند القانوني

  • يعتدي على الضمانات الدستورية لحرية الإبداع

  • يمثل رقابة غير قضائية على الفن

  • صدر دون مسوغ قانوني أو إجراءات نظامية

وأضاف التقرير أن قرار النقابة الصادر في 16 مارس بسحب تصاريح هيفاء وهبي ومنعها من الغناء، يخالف المادتين 65 و67 من الدستور المصري، اللتين تكفلان حرية التعبير والإبداع الفني وتحظران العقاب أو المنع إلا بناء على حكم قضائي.

هاني سامح يطالب بعزل النقيب: “قرارات مُقيدة للفن وتتنافى مع دستور الدولة”

محامي الدعوى: النقابة تمارس سلطات قروسطية وتضر بسمعة مصر الفنية

لا يتوفر وصف.

في مذكراته المقدمة للمحكمة، شن الدكتور هاني سامح هجومًا حادًا على نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، مطالبًا:

  • بعزله من منصبه

  • إلغاء قراراته المتعلقة بالفنانين

  • تعيين لجنة من وزارة الثقافة لإدارة النقابة مؤقتًا

وأكد سامح أن قرارات النقيب تستند إلى “قيم قروسطية وسلفية” لا تمت للفن المصري بصلة، وأن النقابة تجاوزت اختصاصاتها القانونية عبر التدخل في المجال الفني بشكل يتعارض مع القانون ويضر السياحة الثقافية والتدفق الفني في مصر.

وأشار سامح في مداخلته إلى أن قرارات المنع الأخيرة جاءت “استجابة لتعليقات متشددة على مواقع التواصل الاجتماعي”، مما أدى إلى:

  • تراجع نشاط المهرجانات

  • تعطّل عدد من الحفلات الدولية

  • الإضرار بصورة مصر لدى الفنانيـن العرب والأجانب

الطعن على قرار منع هيفاء وهبي: انتهاك صريح للدستور

المواد الدستورية التي استندت إليها الدعوى

استندت الدعوى إلى مجموعة من النصوص القانونية والدستورية، أبرزها:

  • المادة 65: تكفل حرية الفكر والإبداع

  • المادة 67: تحظر فرض الرقابة على الفنون إلا بقانون وبعد حكم قضائي

  • أحكام المحكمة الدستورية العليا التي أبطلت مواد قانون النقابة رقم 35 لسنة 1978 بشأن معاقبة غير المقيدين في جداول النقابة

وبالتالي—بحسب الدعوى—لا يجوز للنقابة قانونًا أن تمنع فنانًا من الغناء أو إصدار عقوبات تأديبية بحق غير الأعضاء دون حكم قضائي.

نقابة الموسيقيين في دائرة الضوء.. وملف القرارات مثار جدل متجدد

القضية الحالية ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت النقابة في السنوات الأخيرة سلسلة من الأزمات ذات الطابع القضائي، بينها:

  • قرارات منع ممثلين ومطربين من الغناء بسبب “ملابس” أو “أسلوب أداء”

  • حظر فرق موسيقية بسبب المحتوى الغنائي

  • اعتراضات على مشاركات فنانين عرب في حفلات داخل مصر

  • اتهامات بتوسيع سلطات النقابة على حساب حرية الإبداع

هذه القرارات التي كثيرًا ما وُصفت بأنها “اجتهادات فردية” من بعض أعضاء مجلس النقابة، تشعل الجدل الشعبي والإعلامي مع كل مرة يصدر فيها قرار جديد.

توقعات ما قبل 28 ديسمبر.. هل تنتصر حرية الإبداع؟

المراقبون القانونيون يرجحون أن يكون اتجاه المحكمة قريبًا من توصيات هيئة المفوضين، خصوصًا مع:

  • وضوح النصوص الدستورية

  • وجود أحكام سابقة لصالح الفنانين

  • بطلان العقوبات النقابية دون حكم قضائي

  • تجاوز النقابة لاختصاصاتها بتطبيق عقوبات على غير الأعضاء

وفي حال حكمت المحكمة لصالح هيفاء وهبي وهاني سامح:

  • سيُلغى قرار المنع

  • قد تتعرض النقابة لإعادة تنظيم إداري

  • وقد يُعاد النظر في صلاحيات النقيب وطبيعة القرارات الصادرة عنه

معركة مختلفة.. عنوانها “الفن لا يُمنع إلا بقانون”

تبقى القضية واحدة من أهم المعارك القانونية في الوسط الفني خلال السنوات الأخيرة، كونها تتجاوز هيفاء وهبي شخصيًا لتطرح سؤالًا مصيريًا:
هل يملك نقيب الموسيقيين صلاحية منع الفن؟ أم أن الدستور هو الحكم؟

الجميع ينتظر جلسة 28 ديسمبر، التي قد تُعيد رسم حدود العلاقة بين النقابات المهنية والفنانين، وتحدد مستقبل حرية الإبداع في مصر لعقود مقبلة.