مادورو يتنازل عن موارد فنزويلا الطبيعية لواشنطن مقابل تخفيف الضغوط وإبعاد شبح الحرب

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مفاوضات حساسة جرت خلف الكواليس بين الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تضمنت عرضًا مثيرًا للجدل يقضي بتنازل فنزويلا عن جزء من مواردها الطبيعية الضخمة مقابل تخفيف الضغوط السياسية والاقتصادية ومنع العمل العسكري ضدها.
وتُعد هذه التسريبات من أخطر مؤشرات المرحلة، إذ تكشف حجم الضغوط التي تعرّض لها النظام الفنزويلي، وحجم الأطماع الأمريكية في الموارد الهائلة لبلاد تُعد من أكبر مالكي احتياطيات النفط في العالم.
عرض فنزويلي غير مسبوق: حقوق أمريكية في احتياطيات النفط
وفقًا للصحيفة، فإن الرئيس ترامب تحدث في لقاءات خاصة مع مساعديه عن الاحتياطي النفطي الفنزويلي الذي يُقدر بـ 300 مليار برميل — وهو الأكبر عالميًا — مشيرة إلى أنه تلقى عرضًا من مادورو يمنح الولايات المتحدة حقوقًا موسعة في جزء كبير من تلك الموارد دون اللجوء إلى أي حل عسكري.

وبحسب التقرير:
-
العرض شمل منح شركات أمريكية امتيازات تفضيلية للوصول إلى احتياطيات فنزويلا من الهيدروكربونات.
-
تضمن كذلك إشراك واشنطن في إدارة بعض الموارد الطبيعية الحساسة.
-
الهدف: تهدئة التوترات وتخفيف العقوبات وإبعاد بلاد مادورو عن سيناريو الحرب.
ورغم أن ترامب ألغى المحادثات في ذلك الوقت، إلا أن مسؤولًا رفيعًا في الإدارة قال للصحيفة إن التفاوض لم ينتهِ بالكامل، وإن التحركات العسكرية الأمريكية كانت جزءًا من استراتيجية الضغط على كاراكاس.
حاملة طائرات أمام السواحل الفنزويلية: ضغط أمريكي محسوب
ذكرت الصحيفة أن واشنطن دفعت بحاملة طائرات إلى المياه القريبة من فنزويلا خلال فترة المفاوضات، كرسالة مباشرة بأن الخيار العسكري مطروح على الطاولة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر داخل الإدارة الأمريكية أن:
-
نشر الحاملة كان جزءًا من "إخضاع مادورو".
-
الرسالة الأساسية: إما تنازلات اقتصادية… أو مواجهة عسكرية غير مضمونة العواقب.
وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض رفض العرض الفنزويلي لأن مادورو أصرّ على بنود تحمي مستقبله السياسي واستمراره في الحكم، وهو ما كانت واشنطن ترفضه بشدة.
اتهامات متبادلة.. ومادورو يتهم واشنطن بالسعي للسيطرة على موارد البلاد
في المقابل، صرّح مادورو سابقًا بأن الولايات المتحدة تسعى إلى:
-
تدبير حرب في فنزويلا
-
الإطاحة بنظامه
-
السيطرة على موارد بلاده الطبيعية الغنية
وأضاف أن واشنطن تستخدم أدوات عسكرية واقتصادية لتحقيق ذلك، في ظل استمرار العقوبات الأمريكية التي تستهدف النفط والذهب والفئات العليا من النظام الفنزويلي.
اتهامات أمريكية… ومهام عسكرية مثيرة للجدل
على الجانب الآخر، تتهم الولايات المتحدة حكومة مادورو:
-
بالضلوع في تهريب المخدرات
-
وبناء شبكات تجارة غير شرعية بالتعاون مع مجموعات مسلحة
وخلال الفترة بين سبتمبر ونوفمبر، استخدمت واشنطن قواتها العسكرية لتدمير قوارب قالت إنها كانت تحمل مخدرات قبالة السواحل الفنزويلية.
لكن الكونغرس الأمريكي أبدى تشكيكًا في قانونية تلك العمليات:
-
تنفيذ عمليات عسكرية خارجية دون موافقته يخالف القوانين
-
ويثير أزمة دستورية حول حدود سلطات الرئيس
ما كشف حجم الانقسام داخل المؤسسات الأمريكية بشأن السياسة تجاه فنزويلا.
خلاصة المشهد: موارد هائلة.. وضغوط سياسية.. ومستقبل غامض
التقرير الأخير يكشف بوضوح:
-
حجم الضغوط الاقتصادية التي يواجهها النظام الفنزويلي
-
رغبة واشنطن الشديدة في الاستفادة من الثروة النفطية الفنزويلية
-
محاولات مادورو الموازنة بين البقاء في السلطة والحفاظ على موارد البلاد
-
استمرار التوتر بين البلدين في ظل صراع مصالح معقد
ومع استمرار الأزمة السياسية الداخلية في فنزويلا، تبدو هذه الاتصالات السرية مجرد جزء صغير من لعبة شطرنج دولية تدور حول واحدة من أهم خزائن النفط في العالم.

