الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

توغل إسرائيلي جديد في ريف درعا الغربي… وتصاعد الاعتداءات على الأراضي السورية وسط صمت دولي

توغل اسرائيلي في سوريا
-

قوات إسرائيلية تتوغل في قرية معرية وتطلق النار عشوائيًا

شهد ريف درعا الغربي، اليوم السبت، توغلًا جديدًا للقوات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، في تصعيد خطير يعكس استمرار الخروقات المتكررة لاتفاقية الفصل الموقّعة عام 1974.
وأفادت وسائل إعلام سورية بأن قوة تابعة للجيش الإسرائيلي توغلت في قرية معرية بمنطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، حيث أطلقت النار بشكل عشوائي على الأطراف الغربية للقرية، محدثة حالة من الذعر بين السكان المحليين.

القوة المتوغلة، وفقًا لـ"تلفزيون سوريا"، تحركت داخل القرية لساعات قبل انسحابها إلى مواقعها خلف خط الفصل، دون تسجيل خسائر بشرية، بينما أكدت مصادر محلية أن الأهالي التزموا منازلهم خوفًا من تطور الموقف.

اعتداءات متكررة… وسيناريو متصاعد في الجنوب السوري

توغل إسرائيلي سابق في ريف القنيطرة… خمسة آليات عسكرية وحاجز مؤقت

لم يكن التوغل الأخير في درعا حدثًا منعزلًا، بل يأتي في سياق سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية خلال الأسابيع الماضية.
ففي الأسبوع الماضي، توغلت قوة إسرائيلية مؤلفة من خمس آليات عسكرية باتجاه قرية عين فريخة في ريف القنيطرة الغربي، وقامت بإقامة حاجز مؤقت في مفرق يعرف محليًا باسم "الجاموس" غربي القرية.

قوات إسرائيلية تتوغل في ريف درعا جنوب سوريا

تحركات داخل عمق القرى السورية

وأشارت مصادر محلية إلى أن الجنود الإسرائيليين أوقفوا عددًا من السيارات المدنية ودققوا في هويات المارة، قبل أن ينسحبوا بعد نحو ساعة من التوتر.

توغلات متتابعة في أوفانيا والسعايدة والعجرف

لم تتوقف القوات الإسرائيلية عند هذا الحد، إذ سجلت وسائل الإعلام السورية عمليات توغل سابقة في قرى:

  • أوفانيا

  • السعايدة

  • العجرف
    وكلها تقع في ريف القنيطرة، ضمن شريط لا يبعد كثيرًا عن خط الفصل بين سوريا وإسرائيل في الجولان المحتل.

هذه التحركات، حسب مراقبين، تُعد مؤشرات خطيرة على سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى فرض واقع أمني جديد على الحدود الجنوبية لسوريا، في ظل الانشغال الدولي بالحرب الدائرة في غزة وملفات إقليمية أخرى.

سوريا: الاعتداءات الإسرائيلية خرق لاتفاقية فصل القوات لعام 1974

موقف سوري ثابت… والإدانة تتكرر

تُحمّل سوريا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الاعتداءات، مؤكدة أنها تتعارض مع اتفاقية فصل القوات لعام 1974، والتي أنهت الاشتباكات العسكرية في الجولان وحددت خطوط وقف إطلاق النار.

وتؤكد دمشق أن هذه الخروقات تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 350 الخاص بآلية مراقبة وقف إطلاق النار.

مطالبة سورية للمجتمع الدولي بالتدخل

ودعت سوريا عبر بيانات رسمية الأمم المتحدة والدول الضامنة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ووقف ما تصفه بسياسة "التوسع العسكري" الذي يهدد الاستقرار الإقليمي.

إسرائيل تواصل ضرباتها الجوية والصاروخية داخل سوريا

لا تقتصر الانتهاكات الإسرائيلية على التوغلات البرية، بل تشمل هجمات جوية وصاروخية متكررة على مواقع في دمشق، حلب، حمص، والسويداء.

قوة إسرائيلية تتوغل في ريف درعا الغربي جنوبي سوريا

ضربات تستهدف مواقع عسكرية ومطارات

خلال العامين الماضيين فقط، نفّذت إسرائيل عشرات الهجمات التي طالت:

  • مطار دمشق الدولي

  • مطار حلب الدولي

  • مواقع للجيش السوري

  • مستودعات أسلحة ومراكز دعم لوجستي

وأسفرت بعض هذه الضربات عن تعطيل الملاحة الجوية وإيقاف الرحلات المدنية، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من العسكريين.

مبررات إسرائيلية… ورد سوري

تدعي إسرائيل أن هذه الهجمات تستهدف "منع التمدد الإيراني" داخل سوريا، بينما ترد دمشق بأن الضربات تهدف إلى تقويض سيادتها وزعزعة أمن المنطقة.

تحليل أمني: ما الذي يدفع إسرائيل إلى تكثيف التوغلات البرية؟

رسائل عسكرية أم محاولات لفرض منطقة عازلة؟

يرى محللون أن التوغلات البرية الأخيرة تمثل رسائل أمنية وعسكرية تهدف إلى:

  • استطلاع ميداني مباشر لمناطق قريبة من خط الفصل.

  • تقدير جاهزية الجيش السوري والفصائل المحلية.

  • فرض واقع أمني جديد على الحدود الجنوبية.

  • استغلال انشغال المجتمع الدولي بالملفات الأخرى.

احتمال توسع العمليات

يتوقع خبراء أن تتكرر هذه التوغلات خلال الفترة المقبلة، وربما تتسع ضمن سياسة "القضم البطيء"، خصوصًا مع غياب ضغط دولي فعلي على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.

حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تشهدها الأراضي السورية

التوغلات الإسرائيلية الأخيرة في قرية معرية وأرياف القنيطرة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تشهدها الأراضي السورية منذ سنوات.
وفي ظل غياب رادع دولي، وتزايد التوتر الإقليمي، تبدو الحدود الجنوبية لسوريا مرشحة لمزيد من التصعيد، ما لم تُتخذ إجراءات سياسية وأمنية لوقف الانتهاكات وضبط الوضع الميداني.