الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

الإعلام الإماراتي بين الإنكار والدعم الخفي: كيف يُلمّع جرائم الدعم السريع تحت شعار السلام في السودان؟»

حمدتي مع حاكم الأمارت
-

برز دور الإعلام الأمارتي خلال الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023، والتي خلّفت آلاف القتلى وملايين النازحين برز الدور الإعلامي الإماراتي كأحد أكثر الملفات إثارة للجدل. فبينما تتهم الحكومة السودانية رسميًا دولة الإمارات بدعم ميليشيات الدعم السريع بالسلاح والمال والغطاء السياسي، يتبنّى الإعلام الإماراتي خطابًا مغايرًا تمامًا، يقوم على التشكيك في جرائم الدعم السريع، واعتبار معظمها "فيديوهات مفبركة" أو "حرب معلومات"، مع التركيز المتواصل على شعارات "السلام" و"الاستقرار" و"وقف الحرب".

هذا التناقض الحادّ بين الخطاب الإعلامي والاتهامات الدولية يثير تساؤلات عميقة حول أهداف هذا التناول الإعلامي وحدود تأثيره على الرأي العام الإقليمي.

حميدتي يعزي في وفاة الشيخ خليفة بن زايد - صحيفة الصيحة

. الإعلام الإماراتي وتجاهل الجرائم الموثقة

رغم صدور عشرات التقارير من الأمم المتحدة ومنظمات دولية مثل "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" التي تُثبت ارتكاب الدعم السريع جرائم قتل جماعي، واغتصاب، وعمليات تطهير عرقي في دارفور و أم درمان والجزيرة، يتعامل الإعلام الإماراتي مع هذه الجرائم بمنطق الإنكار الكامل أو التقليل الممنهج.

أبرز ملامح هذا الخطاب:

  • التشكيك في صحة الفيديوهات والصور، ووصفها بأنها "مفبركة" أو "حرب دعائية".

  • الامتناع عن استخدام مصطلحات مثل "ميليشيا" أو "متمردين"، واستبدالها بمصطلحات مخففة كـ "قوات الدعم السريع".

  • تصوير الدعم السريع كقوة "منضبطة" أو "مظلومة إعلاميًا".

  • التركيز على أخطاء الجيش السوداني وتجاهل جرائم الدعم السريع كليًا.

. خطاب “السلام”.. واجهة دعائية أم موقف إعلامي؟

يُكثّف الإعلام الإماراتي الحديث عن "السلام في السودان" و"الحوار السياسي" و"وقف الحرب"، لكن هذا الخطاب يتناقض مع اتهامات الخرطوم الرسمية بأن الإمارات تدعم الدعم السريع بالسلاح، عبر تقارير وثقتها حكومات غربية.

كيف يمارس الإعلام الإماراتي هذا الخطاب؟

  • نشر مواد إعلامية عن “المساعدات الإنسانية” و"الدور الإقليمي لحفظ السلام".

  • تجاهل جذور الحرب ومسؤوليات الدعم السريع عنها.

  • تقديم الدعم السريع كقوة “مستعدة للحوار”، في مقابل تصوير الجيش السوداني كطرف "متشدد".

هذا الخطاب، وفق محللين سودانيين، يُعد نفاقاً إعلامياً فجّاً، فهو يدعو للسلام بينما يغض الطرف عن الطرف المتهم بشنّ الجرائم.

الاتهامات السودانية للإمارات بدعم الدعم السريع

قدّمت الحكومة السودانية ملفات رسمية إلى مجلس الأمن الدولي تتهم فيها الإمارات بدعم ميليشيات الدعم السريع بالسلاح والعتاد والطائرات المسيّرة.

فحوى الاتهامات السودانية:

  • نقل أسلحة إلى الدعم السريع عبر تشاد وليبيا.

  • توفير منصات إعلامية وسياسية لقادة الدعم السريع.

  • تسهيل تحركات مالية ولوجستية عبر دبي.

ومع ذلك، يواصل الإعلام الإماراتي نفي كل الاتهامات، ووصفها أحيانًا بأنها "حملة منظمة ضد الإمارات".

منصور بن زايد وحميدتي يبحثان تطورات العملية السياسية بالسودان

. تأثير الخطاب الإعلامي الإماراتي على الصراع

التأثيرات المحتملة:

  • تشويش الرأي العام العربي عبر تصوير الحرب كمواجهة بين "طرفين متساويين" رغم الأدلة على جرائم الدعم السريع.

  • تلميع صورة الدعم السريع ومنحه شرعية مؤقتة على المستوى الإعلامي.

  • إضعاف الموقف الدبلوماسي السوداني في المنظمات الدولية.

  • إطالة أمد الحرب عبر التغطية الإعلامية التي تبرر أو تخفف من جرائم الدعم السريع.

التشكيك في جرائم الدعم السريع انحياز فاضح

الإعلام الإماراتي يتبنّى خطاً واضحاً في الأزمة السودانية يقوم على:

  • التشكيك في جرائم الدعم السريع

  • إبراز خطاب السلام بشكل انتقائي

  • تجاهل الاتهامات الدولية والإقليمية

  • تلميع صورة الدعم السريع

وهو ما يثير اتهامات سودانية ودولية بأن الإعلام الإماراتي يمارس دوراً موازياً للدعم السياسي والعسكري المقدم للدعم السريع، مما يجعل هذا الخطاب جزءاً من معركة النفوذ في الإقليم وليس مجرد تناول إعلامي.