إطلاق نار داخل قافلة طبية في قنا.. حادث مأساوي يهز دشنا ويعيد فتح ملف الاعتداءات على الأطباء

في حادث صادم أعاد إلى الواجهة قضية أمن الكوادر الطبية داخل القوافل المجانية، شهدت قرية العطيات التابعة لمركز دشنا بمحافظة قنا، اليوم الخميس، واقعة مأساوية بعد إصابة طبيب نساء وتوليد يُدعى أبو الحسن بطلق ناري خلال أدائه واجبه داخل قافلة طبية لخدمة الأهالي.
بداية يوم طبي انتهى بكارثة
القافلة الطبية، التي جاءت كجزء من جهود وزارة الصحة لخدمة القرى الأكثر احتياجًا، بدأت صباحًا وسط إقبال كبير من أهالي دشنا، خصوصًا من السيدات اللاتي يبحثن عن متابعة صحية دورية في ظل نقص الخدمات الطبية بالمنطقة.
وبين زحام المرضى وتنظيم الأدوار، كان الطبيب "أبو الحسن" يمارس عمله المعتاد، ويستقبل الحالات واحدة تلو الأخرى، قبل أن تتحول الأجواء فجأة إلى حالة طوارئ.
مشادة بسيطة تتحول إلى جريمة
وفق التحريات الأولية، حاول أحد المرضى الدخول للكشف دون الالتزام بالدور المخصص له، الأمر الذي رفضه الطبيب حفاظًا على النظام واحترامًا لبقية المنتظرين.
إلا أن الرفض أثار غضب المريض، ليتحول النقاش إلى مشادة حادة سرعان ما تطورت إلى مشاجرة.

وفي لحظة فقدان للسيطرة، أشهر المريض سلاحًا ناريًا كان يحمله، وأطلق عيارًا أصاب الطبيب في ذراعه، وسط حالة من الفزع بين الموجودين وانتشار الصراخ في محيط القافلة.
إسعاف الطبيب ونقله للمستشفى
على الفور تدخل فريق القافلة، وتم نقل الطبيب المصاب إلى مستشفى قنا العام، حيث خضع لفحوصات عاجلة وإجراءات طبية للسيطرة على النزيف.
وأكد مصدر طبي أن حالة الطبيب مستقرة حتى الآن، لكنه يحتاج إلى متابعة دقيقة داخل المستشفى.
تحرك عاجل من الأجهزة الأمنية
لم تمر دقائق حتى انتقلت قوات الأمن إلى موقع الحادث، وبدأت في جمع المعلومات وشهادة الشهود، وتمشيط المنطقة لضبط الجاني والسلاح المستخدم.
ووفق مصادر أمنية، تم تحديد هوية المتهم وجارٍ ملاحقته لاتخاذ الإجراءات القانونية المشددة.
غضب واسع ومطالبات بتأمين القوافل
أثارت الواقعة موجة غضب كبيرة على مواقع التواصل وبين الأهالي، الذين أكدوا أن الطبيب كان يؤدي واجبه الإنساني، وأن الاعتداء عليه بهذه الطريقة "تعدٍ على المجتمع بأكمله".
كما طالب العاملون في القطاع الطبي بضرورة تعزيز إجراءات تأمين القوافل الصحية، خصوصًا في المناطق الريفية التي تشهد ازدحامًا وتوترًا خلال الفعاليات الطبية المجانية.
رسالة تقدير للطواقم الطبية
الحادث المؤلم لم يمنع الأهالي من التأكيد على تقديرهم وامتنانهم للأطباء الذين يتركون أسرهم وأماكن عملهم لخدمة القرى والمناطق النائية، داعين إلى توفير بيئة آمنة لهم أثناء أداء رسالتهم الإنسانية.
وتستمر الجهات المختصة في متابعة حالة الطبيب، بينما تتواصل جهود البحث لضبط الجاني وتقديمه للعدالة.

