الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

قصة تجمع بين الخداع والعاطفة.. واقعة فتاة الواحات البحرية ومدير الفندق تتحول من علاقة عاطفية إلى تحقيقات رسمية

رجل وسيدة
كتب - أحمد السيد -

شهدت الواحات البحرية بمحافظة الجيزة واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل خلال الأيام الماضية، بعدما تقدمت فتاة في بداية العشرينات ببلاغ رسمي تتهم فيه مدير فندق يكبرها بثلاثة عقود بـ"الخداع والغش العاطفي"، عقب علاقة بدأت داخل مكان العمل، وانتهت بفتح تحقيق رسمي أمام النيابة العامة وسط حالة من الجدل والغضب بين الأهالي.

القضية لم تكن مجرد خلاف عابر، بل تحولت إلى محور نقاش واسع بعد تضارب الروايات حول طبيعة العلاقة، وما إذا كانت علاقة عاطفية مبنية على وعد بالزواج، أم استغلالًا واضحًا لفتاة شابة في مقتبل العمر.

بداية العلاقة.. ثقة بريئة تتحول إلى أزمة

كشفت الفتاة أنها تعرفت على مدير الفندق أثناء عملها هناك، ومع مرور الوقت نشأت بينهما علاقة وصفتها بأنها أقرب إلى علاقة عاطفية جادة انتهت بتقديم وعود واضحة بالزواج.

وأكدت في أقوالها أمام النيابة أن المدير كان يُظهر اهتمامًا بالغًا بها، ما جعلها تطمئن إلى نياته وتمنحه ثقتها الكاملة، قبل أن تتطور العلاقة بينهما على أساس استعداد الطرفين لإتمام الزواج قريبًا.

لكن – بحسب أقوالها – تغيّر الرجل فجأة، وتراجع عن وعده، بل وبدأ في تجنبها وإظهار مواقف عدائية تجاهها، وهو ما دفعها إلى اتخاذ خطوة تصعيدية بتحرير محضر رسمي ضده.

تصاعد الأزمة.. من خلاف عاطفي إلى بلاغ رسمي

الفتاة أوضحت في المحضر أنها تعرضت لـ"خداع عاطفي" واستخدام وعود الزواج لاستغلالها، مؤكدة أن الرجل استدرجها إلى أحد الأماكن بالفندق وقام بالتعدي عليها، ثم رفض الاعتراف بما حدث، بل واعتدى عليها بالضرب – وفق روايتها – أمام بعض العاملين.

هذا التطور الخطير في مسار العلاقة دفعها إلى اللجوء إلى قسم الشرطة، مطالبة بحقها القانوني ومحاسبة الرجل على ما وصفته بأنه "استغلال للحاجة وثقة فتاة صغيرة في بداية حياتها".

تحركات أمنية سريعة بإشراف القيادات

فور تلقي البلاغ، حررت الأجهزة الأمنية محضرًا رسميًا، وبدأت في جمع الأدلة وسماع أقوال الشهود.

قاد التحقيقات اللواء علاء فتحي مدير المباحث، والعميد أحمد مجم رئيس مباحث قطاع أكتوبر، بينما تمكن العقيد محمد أبو زيد — مفتش مباحث الواحات البحرية — والمقدم مصطفى فودة رئيس المباحث من ضبط المتهم وعرضه على النيابة العامة.

كما استدعت جهات التحقيق عددًا من العاملين بالفندق ممن قيل إنهم شاهدوا جزءًا من الواقعة، لتكوين تصور كامل حول حقيقة ما حدث.

النيابة تحقق.. وتفاصيل جديدة تظهر

أمام النيابة العامة، تم الاستماع إلى أقوال الفتاة بكامل التفاصيل، كما قدمت بعض المستندات التي قالت إنها تثبت طبيعة العلاقة ووعد الزواج.

وبعد مواجهة الطرفين وسماع إفاداتهم، ووفقًا للمصادر، اتخذت النيابة قرارًا بإتمام إجراءات الزواج رسميًا بين الطرفين بعد موافقتهما، مع إخلاء سبيلهما، وتحذير المدير من أي تلاعب مستقبلي بمشاعر الفتيات أو استغلال مركزه الوظيفي.

القرار أثار ردود فعل مختلفة في الواحات البحرية؛ بين من يرى أن الفتاة حصلت على حقها، ومن يرى أن الواقعة تكشف عن حاجة ملحة للتوعية بالعلاقات غير الرسمية ومخاطر الانزلاق وراء الوعود غير المثبتة.

قصة تحمل دروسًا اجتماعية وقانونية

الواقعة بجميع تفاصيلها سلطت الضوء على:

  • خطر العلاقات المبنية على وعود غير موثقة

  • استغلال فارق العمر والمكانة الوظيفية

  • ضعف الوعي القانوني لدى كثير من الفتيات والشباب

  • أهمية تحرك الجهات الأمنية سريعًا لحماية الضحايا

كما تؤكد أهمية أن تكون العلاقات العاطفية واضحة ومبنية على خطوات رسمية تحفظ حقوق جميع الأطراف، وتمنع استغلال المشاعر داخل بيئة العمل.