الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

باحث في التصوف اليهودي : ”نحن على أعتاب فترة يأجوج ومأجوج”.. البشرية مبرمجة لتدمير نفسها والتعليم أول علامات الانهيار

«يأجوج ومأجوج» في الأنثروبولوجيا التاريخية
-

تحذير صادم من باحث في التصوف اليهودي

حذّر الباحث في التصوف اليهودي الدكتور رامي شقاليم من أن العالم يقترب من "نقطة الانهيار الكبرى"، مؤكداً أن البشرية مبرمجة لتدمير نفسها، وأن ما يشهده النظام التعليمي في إسرائيل والعالم هو إحدى العلامات الكبرى لفترة يأجوج ومأجوج، وفقاً لتصوره المستند إلى المعتقدات اليهودية الصوفية.

وفي مقابلة مطولة مع صحيفة معاريف العبرية، رسم شقاليم صورة قاتمة للمستقبل، مشيرًا إلى أن الجهل والتدهور الأخلاقي وانهيار التعليم كلها مقدمات لمرحلة "إعادة التشغيل الكوني" التي تحدّثت عنها عقيدة الكبّالا (القبّالة).

الخلفية الفكرية: التصوف اليهودي وعقيدة «الكبّالا»

ينتمي رامي شقاليم إلى مدرسة الكبّالا، وهي تيار صوفي يهودي نشأ في القرون الوسطى، يُعنى بفهم أسرار الخلق والوجود والعلاقة بين الإله والعالم المادي.
وتستند رؤيته إلى كتب مثل "هاتمونا" (كتاب الصورة) والتلمود، حيث يعتقد أتباع الكبّالا أن الكون يمرّ بدورات من الدمار وإعادة الخلق، وأن كل دورة تمتد لآلاف السنين قبل أن يعاد بناء العالم في شكل جديد.

ويقول شقاليم إن البشرية تمرّ الآن بمرحلة تشبه "الطلق قبل الولادة"، حيث تزداد المعاناة والفوضى قبل ظهور "المخلّص" وفق المفهوم اليهودي.

Fact or Fiction حقيقة أم خيال: يأجوج ومأجوج في التراث اليهودي

انهيار التعليم كإشارة إلى نهاية الدورات البشرية

ركّز الباحث على انهيار النظام التعليمي في إسرائيل باعتباره دلالة على دخول العالم مرحلة "الجهل المظلم"، إذ يرى أن التكنولوجيا ساهمت في "تسطيح العقول" وإبعاد الناس عن التواصل الإنساني والمعرفة الحقيقية.

وقال شقاليم:

"شعب إسرائيل يحتاج إلى إعادة تشغيل كاملة — ريستارت — في كل المجالات، خصوصًا التعليم. المعلم لم يعد مربياً، والطلاب فقدوا الاحترام والانضباط. التعليم كان هو الأبجديات، لكنه اليوم أصبح هشاً وضعيفاً للغاية."

ويرى أن هذه الفوضى المعرفية ليست صدفة، بل جزء من "القدر الإلهي الذي يهيّئ العالم للدورة الجديدة من الخلق".

البشر مبرمجون لتدمير أنفسهم

في تحليله للعقيدة الكونية، قال شقاليم إن البشرية "تُعيد إنتاج الفناء في كل دورة زمنية"، مستشهداً بمفاهيم وردت في القبّالة عن الدمار الدوري للعوالم السابقة مثل أطلانطس وليموريا.

وأوضح أن العالم خُلق ليعيش ستة آلاف سنة، ثم تأتي "الألف السابعة" التي تمثل عصر المسيح أو الألف السبتية، وفيها يُعاد تشكيل الوجود بطريقة جديدة.
وأضاف:

"كل سبعة آلاف سنة هناك دمار وخلق آخر مختلف. القدوس المبارك يخلق عوالم ويدمرها. ونحن الآن في نهاية الدورة الثانية من الخلق."

فترة "يأجوج ومأجوج" في الفكر اليهودي

أشار الباحث إلى أن مرحلة "يأجوج ومأجوج" ليست مجرد أسطورة، بل هي مرحلة الدم والنار وأعمدة الدخان التي تسبق الخلاص، كما ورد في التلمود ومسيخيت سنهدرين.
وفسّرها بأنها المرحلة الأصعب في الولادة الروحية للعالم الجديد، حيث تتفكك الأنظمة السياسية والاجتماعية تمهيداً لإعادة البناء.

وقال شقاليم:

"كلما اقتربنا من أيام المسيح، سنفدي أنفسنا بالدم والنار وأعمدة الدخان. هذه هي الولادة الكونية الجديدة التي تتحدث عنها الكبّالا."

التكنولوجيا.. بين التقدّم والانفصال

ربط شقاليم بين تطور التكنولوجيا والانفصال الإنساني، مؤكداً أن الأدوات الرقمية جعلت البشر أكثر عزلة وجهلاً في آنٍ واحد.
وأوضح أن الهواتف الذكية "ألغت الحوار الحقيقي" بين الناس، وأن التواصل الاجتماعي فقد جوهره، مما أسهم في تفكك الروابط الإنسانية.

"في الماضي كان الحيّ مجتمعاً متماسكاً. اليوم نتحدث عبر الشاشات فقط. لقد أخذتنا التكنولوجيا إلى الأمام، لكنها جعلتنا جهلاء على الجانب الآخر."

الابتعاد عن القيم الروحية ا "علامات واضحة على بداية نهاية الدورة الكونية الحالية

يختتم رامي شقاليم تحذيره بالقول إن الجهل وضعف التعليم والابتعاد عن القيم الروحية ما هي إلا "علامات واضحة على بداية نهاية الدورة الكونية الحالية".
ويرى أن العالم يتجه نحو إعادة تشغيل شاملة، وأن البشرية تقف على عتبة دمارٍ شامل يعقبه خلقٌ جديد، في ما يشبه – وفق تعبيره – "الولادة المؤلمة لعصر ما بعد يأجوج ومأجوج".