غضب واسع بعد تصرف مسيء داخل المتحف المصري الكبير.. مطالبات بمحاسبة المتورطين وتشديد الأمن لحماية سمعة الحضارة المصرية

فتاة تضع روج لتمثال واخر يضرب تمثال بالشلوت !!
أثار مقطع فيديو نشرته فتاة عشرينية على تطبيق “تيك توك” موجة غضب عارمة بين المصريين بعد ظهورها وهي تقوم بتصرفات غير لائقة داخل المتحف المصري الكبير، في مشهد وصفه كثيرون بأنه “إهانة للحضارة المصرية وتاريخها العريق”.
الفيديو، الذي تخطى حاجز 3 ملايين مشاهدة خلال أقل من 24 ساعة، أظهر الفتاة وهي تضع أحمر الشفاه والكحل على وجه أحد التماثيل الجرانيتية داخل قاعة العرض الرئيسية بالمتحف، قبل أن تزيله لاحقًا من حسابها، إلا أن نسخًا متعددة منه انتشرت على نطاق واسع.

وأعلنت وزارة السياحة والآثار فتح تحقيق عاجل في الواقعة، وإحالة الفتاة إلى النيابة العامة بتهمة التعدي على التراث الأثري والإساءة إلى الممتلكات العامة، مؤكدة أن التعامل مع هذه التصرفات سيكون بمنتهى الحزم لحماية سمعة المتحف المصري الكبير الذي يُعد أكبر صرح ثقافي مخصص لحضارة واحدة في العالم.
مطالب بمحاسبة المتورطين وتشديد الإجراءات الأمنية
أعرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم البالغ، مطالبين بتشديد الإجراءات الأمنية داخل المتحف ومحاسبة كل من يسيء إلى الرموز الأثرية، حيث كتب أحد المستخدمين:
“بقوا بيعملوا تيك توك علشان يجيبوا مشاهدات وفلوس على حساب سمعة أكبر متحف في العالم.. فين الأمن والمحاسبة؟ ده إهانة للتاريخ كله.”
ودعا نشطاء إلى تغليظ العقوبات على كل من يتعمد القيام بتصرفات مسيئة داخل الأماكن الأثرية، معتبرين أن مثل هذه الأفعال لا تمثل فقط انتهاكًا قانونيًا، بل تعد “جريمة أخلاقية في حق مصر وتاريخها”.
مدبولي: لن نسمح بتشويه صورة مصر
من جانبه، علّق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على الحادثة مؤكدًا أن هذه الممارسات الفردية – رغم محدوديتها – قد تترك انطباعًا غير إيجابي لدى الزائرين، مشددًا على أن الشعب المصري الواعي والمتحضر يرفض مثل هذه السلوكيات.
وقال مدبولي:
“علينا أن نحافظ على أصولنا وصورتنا أمام العالم، فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل هو رمز لهويتنا وحضارتنا، ولن نسمح لأي تصرف فردي أن يعكر فرحتنا بهذا الإنجاز الوطني.”
وأشار إلى أن الإقبال الكبير على المتحف منذ افتتاحه يعكس نجاح الدولة في الترويج له عالميًا، وأن الحفاظ على هذا النجاح مسؤولية مشتركة بين الجهات الأمنية والمواطنين على حد سواء.
الأثريون يطالبون بوعي ثقافي أكبر
وفي تعليقه على الواقعة، قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، إن ما حدث “مرفوض تمامًا” ويُعد مخالفة صريحة للقانون، مشددًا على ضرورة احترام قدسية المتحف الذي يضم آثارًا لا تقدر بثمن.
وأوضح وزيري أن لمس القطع الأثرية أو العبث بها جريمة يعاقب عليها القانون المصري، مطالبًا بتكثيف الوعي الثقافي والسياحي لدى الزوار، حتى لا تتحول هذه التصرفات الفردية إلى ظاهرة سلبية تسيء لصورة مصر أمام العالم.
وأضاف أن المتحف المصري الكبير “أحدث حالة من الفخر الوطني والإعجاب العالمي، لما يحتويه من كنوز فريدة أبرزها مجموعة توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بالكامل”، مشددًا على أن حمايته مسؤولية وطنية تستوجب ردع كل من يحاول المساس بها.
المتحف المصري الكبير.. رمز لحضارة لا تموت
يقع المتحف المصري الكبير على مساحة 490 ألف متر مربع في الجيزة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل تاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين، مما يجعله أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة.
ومنذ افتتاحه التجريبي في نوفمبر 2025، استقبل آلاف الزوار يوميًا من مختلف الجنسيات، في ظل إشادة عالمية بمستوى التنظيم والعرض المتحفي المبتكر.
ويؤكد خبراء الثقافة والتراث أن حماية هذا الصرح واجب وطني، وأن كل من يتعدى على محتوياته أو يسيء إليه يجب أن يُحاسب بتهمة “إهانة الحضارة المصرية وتشويه سمعة التاريخ الوطني”.
شاهد فديو الواقعتين بالضغط علي الرابط بالأسفل

