سعيد محمد أحمد يكتب : عملية ”تهريب” الجولاني عبر ”الأبواب الخلفية” للبيت الأبيض

من يتصور أن ما يسمى ب"الثورة"، قد انتصرت فى سوريا، إما واهما أو متغافلا أو متناسيا، او حالما، وربما جاهلا وغائبا عن الوعى ، لان من انتصر فى حقيقة الأمر فى سوريا، الأرهاب والداعمين له جماعة الاسلام السياسى من اخوان سوريا و" تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وهيئة تحريرالشام"، ذلك التنظيم الارهابى العالمى الذى تربى تحت رعاية وتمويل ودعم تركيا رسميا وبتعليمات امريكيه واضحة، بأن الوصى الشرعى على سوريا يؤكده حضور وزير الخارجية التركى ه"اكان فيدان"، واجتماعه مع الرئيس الامريكى ترامب وأبو محمد الجولانى" الشرع الجديد"، حيث وصف بأنه اجتماع اذعان وتنفيذ أوامر يتابعها الراعى العثمانى فى كيفية الخلاص من المقاتلين الاجانب والدواعش.
الجولاني يدخل البيت الأبيض من الباب الخلفي
فيما حالة الغموض وعدم الفهم التى أحاطت بالزيارة الرسمية لأبو محمد "الجولانى" رئيس سوريا "بالقوة الجبرية"، وزعيم تنظيم القاعدة سابقا ولازال، إلى البيت الأبيض، وهلل لها المؤيدين له والمطبلين، فى أن تجرى الزيارة الرسمية دون صخب اعلامى، وبعدم الكشف عن حقيقة عدم استقبالة رسميا عبر الأبواب الرسمية للبيت الابيض، ليكتشف الجميع أنه جرى "تهريبة" عبر الباب الخلفى للبيت الأبيض دون إجراء مراسم رسمية لاستقباله ليستقبله أحد موظفى البيت الابيض دون ضجيج إعلامى ومثلما استقبل ودع من الباب الخلفى سيرا على الأقداام .
تلك هى حقيقة العملاء والخونة وحقيقة وحجم الأرهابى "الجولانى" مهما صدر بحقه ألف قرار وقرار، سيظل فى نظر العالم عموما والسوريين الأسوياء خاصة ارهابيا، فهو "ربيب البغدادى وسابي النساء ومفجر المساجد والكنائس" وقاتل المئات من الأبرياء من مختلف المذاهب والطوائف سواء فى العراق أو سوريا وبالتالى فالأمر ليس غريبا فى أن يتم التعامل معه بدونية .
المؤكد أن حقيقة القصة والتعامل معه لم يكن مزحة، بل كان عملا مقصودا ومرتبا وشكل صفعة قوية للجولانى ومرافقية ومطبيله من قبل ترامب فى تطور لافت ومفاجىء سواء على صعيد التعامل معه بروتوكوليا ودبلوماسيا وتعبيرا عن نظرة وتعامل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الجولانى وسوريا معا، فزيارة الجولانى تذكرنى بمسرحية "الدخول بلا ملابس - داخلية – رسمية"، فيما يرى بعض المراقبين أن تصرف الإدارة الامريكية قد جانبها الصواب لاعتبارات كثيره اهمها أنها لا تنظر إليه كرئيس دولة بالفعل، و إلا قد سمح له بالدخول عبر البوابة الرسمية للبيت الأبيض وليس عبر الأبواب الخلفية وبعيدا عن الإعلام .
إهانة متعمدة أم رسالة سياسية؟
فيما اعتبر الكثير أن الهدف من عدم ظهور الجولاني أمام الكاميرات والأضواء جاء فى اطار انه بلا وزن وفاقد للقيمة والكرامة بقبوله الدخول تهريبا عبر الابواب الخلفية، وان ذلك حجمه الطبيعى كونه مصنف إرهابيا، وهو أمر يدركة ترامب جيدا فى كيفية التعامل مع مثل هولاء الخونة برغم كلمات الغزل والاطراء، ففى النهاية الجولانى سيبقى يؤدى دورا وظيفيا لحين انتهاء المطلوب منه بالتعاون مع التركى الوصى الشرعى له ولسوريا .
تركيا: الوصي العثماني على "المسرح السوري"
فيما يرى مراقبون ان حضور الوزير التركى يشكل تدخلا سافرا فى الشأن السورى الداخلى، وأنه يمثل الحاكم الفعلي أو الوصي العثماني على الحكومة المؤقتة السورية، خاصة إذا جرى الحديث عن دمج قوات سوريا الديمقراطية" قسد"، وتطبيق اتفاق العاشر من شهر مارس الماضى والذى يعد تطبيقة فى ظل الظروف الراهنة أمرا بعيد المنال، وربما قد يكون مستحيلا لاختلاف الرؤى الاستراتيجية والفكرية والعسكرية والجغرافية .
الجولاني بين تحالف الناتو والإرهاب
فيما يبقى توقيع الجولانى على الأنضمام إلى قوات التحالف الدولى وقوات الناتو باعلان الحرب على الدواعش والإرهاب فى سوريا امرا يدعو إلى للسخرية، فكيف لزعيم تنظيم إرهابى تربى وعاش فى احضان الدواعش وتنظيم القاعدة وداعما لكافة التنظيمات والخلايا الإرهابية من المجاهدين الأجانب السلفيين المتطرفين فى يعلن الحرب عليهم بل ويرفع السلاح ضد أصدقاء وأعوان الامس حيث تغنى بهم واعتبرهم من أشد الانصار اليه ليرد الجميل لهم على حد قول الجولانى سابقا.
فيما يرى البعض ان ما سيقدم عليه الجولانى ربما قد يكون عملاا انتحاريا باطلاق الرصاص على نفسه، وانه أصبح اعتبارا من توقيعه على الانضمام للتحالف هدفا مشروعا لكافة التنظيمات والخلايا الارهابية الرافضة له ولخيانتة وبالطريقة التى يراه الغرب فيها للتخلص منه، خاصة بعد ان وصل عدد قتلاه من السوريين أكثر من 11ألف قتيل وفقا للتقديرالرسمية وعلى مدى عشرة أشهر منذ سقوط النظام فى 8 ديسمبر 2024 تحت رعاية ودعم الجولانى ولم يتم استثناء طائفة سورية واحدة من القتل والسبى واستحلال أملاك الجميع.

