كان يبحث عن الترند والمشاهدات
فيديو شاب يقرأ القرآن في المتحف المصري الكبير يشعل مواقع التواصل.. بين الإعجاب والغضب!

في واقعة أثارت عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر مقطع فيديو لشاب مصري يتلو آيات من القرآن الكريم بصوت مرتفع داخل البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، وسط دهشة الزوار وعدسات هواتفهم.
تلاوة في قلب المتحف تشعل الجدل
ظهر الشاب، المعروف على "تيك توك" و"إنستجرام" بنشر مقاطع لتلاواته في أماكن عامة، وهو يقرأ آيات من سورة غافر التي تتناول قصة فرعون والنبي موسى عليه السلام، في مشهدٍ وصفه البعض بأنه "رمزي ومؤثر"، بينما اعتبره آخرون استعراضًا غير لائق في صرح أثري عالمي.
الفيديو الذي لم تتجاوز مدته دقيقتين، حصد مئات الآلاف من المشاهدات خلال ساعات، وتصدر هاشتاغ #المتحف_المصري_الكبير قائمة الترند في مصر، وسط موجة انقسام حادة بين مؤيد ومعارض.
«مشهد روحاني» أم «عبث بالمقدسات»؟
قسمت الواقعة الجمهور إلى معسكرين؛ الأول اعتبر أن التلاوة وسط تماثيل الفراعنة "إحياء لرسالة التوحيد في مكان طالما ارتبط بالرموز الوثنية"، وكتب أحد المعلقين:
"سبحان الله.. كأن التاريخ يدور من جديد، القرآن يُتلى أمام آثار فرعون الذي تحدى الله".
بينما رأى آخرون أن ما فعله الشاب يتنافى مع حرمة القرآن وهيبة المكان، وقال أحد المغردين:

"المتحف مش جامع! ده تصرف غير مسؤول بيعرض القرآن للسخرية وبيسيء لصورة مصر أمام السياح".
خبراء وآراء متباينة
المؤرخ بسام الشماع رفض تضخيم الحدث، مؤكدًا في تصريحات صحفية أن المتحف ليس مكانًا محرّمًا لقراءة القرآن:
"لو قبلنا الحفلات الغنائية داخل المتاحف، فكيف نستنكر قراءة القرآن؟ بالعكس، المشهد كان حضاريًا ولم يثر استهجان أحد من الأجانب."
لكن أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة هاجم الواقعة بشدة قائلًا:
"هذا السلوك مرفوض تمامًا، لأن المتحف ليس مكانًا للعبادة أو الدعوة. لا يجوز تلاوة القرآن في أماكن الترويح أو السياحة، فذلك يعرض كلام الله للإهانة دون قصد."
هل كان يسعى للشهرة؟
ورجّح بعض المتابعين أن يكون الشاب قد تعمد إثارة الجدل بغرض الانتشار وتحقيق المشاهدات، خصوصًا أن قناته على "تيك توك" متخصصة في مقاطع مشابهة. بينما دعا آخرون إلى التهدئة وعدم تضخيم الموقف، معتبرين أن النقاش يعكس فقط حساسية العلاقة بين الدين والمجال العام في مصر.
تحرك رسمي مرتقب
في الوقت نفسة فتحت السلطات تحقيقًا في الواقعة بعد انتشار المقطع بشكل واسع، فيما تداولت بعض الصفحات أنباء غير مؤكدة عن القبض على الشاب، لكن حتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي من إدارة المتحف أو وزارة السياحة والآثار.

