تجنيد عصابات داخل غزة لحفظ «الأمن» بعد حماس: ما الذي يجري؟... تفاصيل

قالت صحيفة ישראל היום الإسرائيلية بأن جهات أميركية وإسرائيلية تنخرط في ترتيبات ميدانية داخل قطاع غزة، تشمل التعاون مع مجموعات مسلحة محلية يُفترض أن تؤدي مهامًا أمنية داخليّة في مناطق تشهد انتشارًا عسكريًا إسرائيليًّا ووجهاً لوجستيًّا دوليًّا.
المكونات والتنسيقات المعلنة
-
المصادر تقول إن التنسيق يتم بين القيادة الأميركية المتمركزة في كرِيات غات داخل إسرائيل، وبين ميليشيا تُعرف باسم «أبو شباب» في شرق رفح، إضافة إلى مجموعة «حسام الأسطل» في خان يونس.
-
ملشيات ابو شباب -
بحسب الصحيفة، مجموعة الأسطل أقامت ما وصفتها بـ «منطقة آمنة» داخل نطاق خان يونس، وتتلقى تسليحًا ودعمًا بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، ضمن ما تُعدّه واشنطن «تهيئة الأرض» لتشكيل قوة أمن محلية تُسهم في حفظ النظام وتوزيع المساعدات وتشغيل بعض شؤون الحياة اليومية داخل القطاع.
خلفية القرار والمبرّرات
-
ما يفسّر هذه الخطوة، بحسب المصادر، هو عدم وجود دول كثيرة مستعدة لإرسال قوات برّية دولية إلى غزة قبل حسم ملف سلاح حماس، لذلك تمّ اللجوء إلى خيار “القوى المحلية” كبديل مؤقت.
-
من جهة أخرى، فإن الولايات المتحدة ترى أن سيطرة محلية من “عصابات محلية” تكون أكثر مرونة وأقل تكلفة من نشر قوات دولية، خصوصًا في بيئة معقّدة كالقطاع.
المخاطر والتحذيرات
-
هذا النهج يفتح الباب أمام تفكيك لقانون الدولة، وإحلال منظومة غير رسمية تُدير الأمن وتوزّع الخدمات داخل غزة، ما قد يشكل “دولة داخل الدولة”.
-
منظمات حقوقية فلسطينية وإقليمية تحذر من أن هذه الترتيبات قد تؤدي إلى تكرار تجارب “الميلشيا” غير الشرعية، والتي غالبًا تمارس السلطة بغير مساءلة، ما يهدد بالقانون، والشرعية، وحقوق الإنسان.
-
وجود علاقات سلاح ودعم خارجي لعصابات محلية يذكّر بتجارب سابقة في المنطقة انتهت بـ “تفجّر حروب أهلية داخلية” أو تقسيم النفوذ، ما يضاعف احتمالات الانزلاق نحو الفوضى.
-

ما الذي يعنيه هذا لقطاع غزة؟
-
ظهور “قوة أمن محلية” قائمة على تماسك عصابي أو عشائري، بدعم خارجي، يُمثل تحوّلًا في بنية السلطة داخل غزة، من قيادة مركزية (حماس) إلى شبكة متعددة القوى.
-
توزيع الأدوار: هذه القوة ستُعنى «بحفظ النظام وتوزيع المساعدات» في بعض المناطق، ما يعني أنها ستتولّى مهاماً كانت من صلاحيات الحكومة أو الحركة، ما يجعلها لاعباً جديداً مؤثّراً.
-
الأمر قد يُفسّر كمرحلة انتقالية نحو إعادة بناء النظام الإداري والأمني في غزة بعد حماس، لكن المخاطر تشمل غياب الضمانات القانونية، وغياب المحاسبة أمام الجمهور.
-

ماذا على المتابع أن يعرف؟
-
أن الترتيبات ما تزال في مرحلة التنسيق والمخطّط، ولم تُعلن بعد بصيغتها النهائية.
-
أن التعاون بين الولايات المتحدة، إسرائيل، والعصابات المحلية داخل غزة، معلن من الصحافة الإسرائيلية، لكن تفاصيله الدقيقة، تمويله، ونطاقه الجغرافي، ما زالت غامضة.
-
أن الأسماء مثل «أبو شباب» و«حسام الأسطل» دخلت التداول الإعلامي كمكونات محلية في هذا المخطط، لكن لا توجد بعد معلومات رسمية فلسطينية مستقلة تؤكد كل ما يورد.
-
أن تداعيات هذا الخيار الأمني – إن تمّ تنفيذه على نطاق واسع – قد تشمل تغيرات جذرية في بنية الحُكم المحلي داخل غزة، ربما إلى ما يُشبه “مناطق نفوذ متعددة” بدل قيادة مركزية واحدة.
السيطرة داخل قطاع غزة بعد حماس
في مشهد يعكس تغيّراً كبيراً في أُطر السيطرة داخل قطاع غزة بعد حماس، تظهر الولايات المتحدة وإسرائيل وكأنهما في صدد تجنيد مجموعات محلية مسلّحة لتوفير الأمن المحلي، بديلًا مؤقتًا أو تحضيريًا عن وجود دولي أو قوة عسكرية أجنبية. هذا التحول ليس مجرد أمنٍ أو لوجستيك، بل يحمل أبعادًا سياسية وجغرافية جديدة قد تُعيد تشكيل البنية الداخلية لقطاع غزة.

