الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الاقتصاد

قناة السويس تحقق أرقامًا قياسية بعد وقف حرب غزة.. ارتفاع الإيرادات بنسبة 17.5% وتحسن حركة الملاحة العالمية

قنااة السويس.
-

انتعاش الملاحة بعد اتفاق شرم الشيخ للسلام

أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن تحسن ملحوظ في مؤشرات الملاحة بالقناة خلال شهر أكتوبر الماضي، وذلك عقب توقيع اتفاق شرم الشيخ للسلام ووقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الهدوء النسبي في المنطقة انعكس إيجابًا على حركة التجارة العالمية وعودة السفن للعبور من القناة بمعدلات قياسية.

وأوضح ربيع أن إجمالي الحمولات الصافية للسفن العابرة ارتفع بنسبة 16.3%، فيما زادت الإيرادات المحققة بنسبة 17.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعكس عودة الثقة الدولية في أمان الممر الملاحي المصري بعد فترة من التوترات الإقليمية.

قناة السويس.. الشريان الحيوي للتجارة العالمية

وأكد رئيس الهيئة خلال لقائه بالمبعوث الإيطالي لمشروع الممر الاقتصادي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا، فرانشيسكو تالوه، أن قناة السويس ستظل الركيزة الأساسية لحركة التجارة الدولية والممر الملاحي الأقصر والأكثر أمانًا لربط الشرق بالغرب.

قناة السويس تحقق أرقاما قياسية بعد وقف حرب غزة

وأضاف ربيع أن القناة تمثل العصب الحيوي للاقتصاد المصري، حيث تدر ما بين 8 إلى 10 مليارات دولار سنويًا من العملة الصعبة، وتعد من أهم مصادر الدخل القومي، مشيرًا إلى أن عودة الاستقرار السياسي في المنطقة أنعش حركة الملاحة بعد شهور من التراجع الناتج عن الحرب الإسرائيلية على غزة وتحويل بعض السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

الممر الاقتصادي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا

تطرق اللقاء إلى مناقشة مشروع الممر الاقتصادي العملاق الذي أُعلن عنه رسميًا خلال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي عام 2023، والذي يهدف إلى ربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا عبر شبكة متكاملة من الموانئ، السكك الحديدية، الطرق، وخطوط الطاقة والاتصالات.

وأوضح ربيع أن هذا المشروع، رغم أهميته الجيوسياسية، لن يكون بديلاً عن قناة السويس، بل من المحتمل أن يكون مكملاً للتجارة العالمية، مشيرًا إلى أن القناة تحتفظ بمكانتها باعتبارها أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا، مما يمنحها ميزة تنافسية دائمة في ظل تكاليف النقل العالمية المرتفعة.

تطوير القناة للحفاظ على الصدارة

أشار رئيس الهيئة إلى أن قناة السويس نجحت في تبني مشروعات تطوير كبرى للحفاظ على تنافسيتها العالمية، من أبرزها مشروع تطوير القطاع الجنوبي الذي أسهم في رفع معدلات الأمان الملاحي بنسبة 28% وزيادة المناطق المزدوجة داخل القناة، مما عزز مرونتها في مواجهة الطوارئ.

كما تم توسيع وتحديث الخدمات البحرية المقدمة للسفن العابرة، مثل خدمات الصيانة والإصلاح والإسعاف والإنقاذ البحري وتبديل الأطقم، وهي خدمات جديدة تهدف إلى رفع جودة تجربة العبور وجعل القناة خيارًا مفضلاً لشركات الشحن العالمية.

قناة السويس تدخل مرحلة التصنيع والتصدير البحري

وفي إنجاز جديد، أعلن ربيع أن الهيئة قطعت شوطًا كبيرًا في توطين صناعة الوحدات البحرية وتطوير أسطولها، حيث نجحت شركة قناة السويس للقوارب الحديثة في توقيع عقد لتصدير قاطرتين بقوة شد 90 طن لصالح مجموعة نيري الإيطالية، في خطوة تؤكد تحول الهيئة من مجرد ممر ملاحي إلى مركز صناعي بحري متكامل.

قلب التجارة العالمية النابض

بهذه الأرقام القياسية والإنجازات الميدانية، تؤكد قناة السويس أنها لا تزال قلب التجارة العالمية النابض، وأن مصر ماضية في استراتيجيتها لتطوير الممر الملاحي وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني، خاصة بعد انتهاء الحرب في غزة واستعادة الاستقرار الإقليمي.