نيللي كريم.. رحلة من الباليه إلى عرش الدراما المصرية ,,,ما لا تعرفة عن نيللي كريم

تُعتبر الفنانة نيللي كريم واحدة من أبرز نجمات الفن في مصر والعالم العربي، استطاعت بموهبتها الفريدة أن تجمع بين الأداء التمثيلي المرهف، والجرأة في اختيار أدوارها، والتميز في شخصيتها الفنية والإنسانية.
منذ ظهورها الأول على الشاشة وحتى اليوم، نجحت نيللي في أن تكون نموذجًا للمرأة القوية التي تتحدى الصعاب، وتكتب لنفسها سيرة فنية مليئة بالنجاحات.
البدايات.. راقصة باليه تصعد إلى عالم التمثيل
ولدت نيللي محمد عطا الله كريم في 18 ديسمبر عام 1974 بمدينة الإسكندرية، لأب مصري وأم روسية. عاشت جزءًا كبيرًا من طفولتها في روسيا، قبل أن تعود إلى مصر لتستقر مع عائلتها.
بدأت مشوارها الفني كراقصة باليه في دار الأوبرا المصرية، حيث تميزت بلياقتها ورشاقتها وأسلوبها المختلف، حتى أصبحت واحدة من أبرز الوجوه في فرقة الباليه القومية.

جاءت بدايتها الحقيقية في عالم التمثيل عام 2000 عندما قدمها المخرج عادل أديب في مسلسل وجه القمر أمام النجمة فاتن حمامة، لتلفت الأنظار بملامحها الهادئة وأدائها الطبيعي. ومن هنا بدأت رحلة صعودها في عالم الدراما والسينما.
الحياة الشخصية.. زيجات وخبرات إنسانية شكلت شخصيتها
تزوجت نيللي كريم للمرة الأولى وهي في سن مبكرة، وأنجبت من زوجها الأول ولدين هما "كريم ويوسف"، لكنها انفصلت عنه بعد فترة قصيرة.
وفي عام 2004، تزوجت من خبير التغذية هشام عاشور، واستمر زواجهما حتى عام 2024، حيث أعلنا الانفصال بشكل هادئ بعد ثلاث سنوات من الزواج.
تتحدث نيللي دائمًا عن تجربتها في الزواج والأمومة بواقعية شديدة، مؤكدة أن الفشل لا يعني النهاية، بل هو درس للحياة. وقد عبّرت في أكثر من لقاء عن فخرها بأنها استطاعت التوفيق بين كونها أمًا ناجحة وفنانة حاضرة بقوة في الساحة الفنية.
أعمالها الفنية.. من الكوميديا إلى التراجيديا
تتميز مسيرة نيللي كريم بالتنوع الكبير بين الأعمال الدرامية والسينمائية، فهي لا تكرر نفسها أبدًا، وتختار أدوارها بعناية فائقة.
أبرز مسلسلاتها:
-
سجن النسا (2014): واحد من أكثر أعمالها تأثيرًا، جسدت فيه مأساة نساء تعرضن للظلم، ونالت عنه إشادات نقدية واسعة.
-
تحت السيطرة (2015): تناولت من خلاله قضية الإدمان ببراعة، وقدمت أداءً وصفه النقاد بـ"العبقري".
-
ذات (2013): مأخوذ عن رواية صنع الله إبراهيم، واستعرضت فيه حياة امرأة مصرية عبر تحولات المجتمع.
-
100 وش (2020): عودة نيللي إلى الكوميديا بشخصية "سكر" في عمل جماهيري كبير شاركها بطولته آسر ياسين.
-
فاتن أمل حربي (2022): أحد أقوى أعمالها الدرامية، تناول قضية المرأة المطلقة ومعاناتها القانونية والاجتماعية.
أبرز أفلامها:
-
678 (2010): فيلم اجتماعي ناقش قضية التحرش في الشارع المصري، حصدت عنه جوائز دولية.
-
واحد صفر (2009): جسدت فيه دور امرأة تواجه أزمة الطلاق وسط تحولات المجتمع.
-
الفيل الأزرق 1 و2: بمشاركة كريم عبد العزيز، وقدّمت أداءً نفسياً معقداً ترك بصمة قوية لدى الجمهور.
-
بشتري راجل (2017): فيلم اجتماعي كوميدي ناقش فكرة الأمومة خارج الإطار التقليدي للزواج.
نيللي كريم.. وجه للمرأة المصرية القوية
على مدار أكثر من عقدين، أصبحت نيللي كريم رمزًا للمرأة المصرية التي تناضل من أجل كرامتها، وتعبر عن مشاعرها بصدق.
وهي من الفنانات القلائل اللواتي استطعن الجمع بين الجمال الطبيعي والعمق الفني، وبين الجرأة في اختيار الأدوار والاتزان في حياتها الخاصة.
جوائز وتكريمات
حصدت نيللي كريم عشرات الجوائز من مهرجانات محلية ودولية، من أبرزها:
-
جائزة أفضل ممثلة عن فيلم 678 من مهرجان القاهرة السينمائي.
-
تكريم خاص من مهرجان الإسكندرية السينمائي عن مجمل أعمالها.
-
جائزة أفضل ممثلة عربية عن مسلسل تحت السيطرة من مهرجان "دير جيست".
مشروعاتها المقبلة
تستعد نيللي كريم حاليًا لتصوير مسلسلها الجديد رمضان 2026، الذي يجمعها بالنجم شريف سلامة في دراما اجتماعية نفسية، إلى جانب فيلمها السينمائي المرتقب «جوازة ولا جنازة» من إخراج أميرة دياب، بمشاركة عادل كرم ولبلبة ومحمود البزاوي.

حقائق لا تعرفها عن نيللي كريم
رغم شهرتها الكبيرة في عالم الفن، هناك العديد من الجوانب المجهولة في حياة الفنانة نيللي كريم التي قد يفاجأ بها جمهورها ومحبوها:
-
تحمل الجنسية الروسية والمصرية
وُلدت نيللي لأم روسية وأب مصري، وتحمل الجنسيتين، وتتحدث الروسية بطلاقة، وتزور روسيا باستمرار لزيارة أقاربها هناك. -
كادت أن تصبح راقصة باليه عالمية
قبل دخولها عالم التمثيل، كانت نيللي ضمن نخبة راقصات فرقة الباليه القومية في دار الأوبرا المصرية، وكانت تستعد للسفر إلى روسيا لإكمال دراستها في أكاديمية الباليه، لكنها اختارت الفن بعد اكتشاف موهبتها التمثيلية. -
رفضت عمليات التجميل
صرّحت نيللي في أكثر من لقاء أنها ترفض إجراء أي عمليات تجميل، مؤكدة أن ملامحها الطبيعية هي جزء من هويتها الفنية، وقالت:"الناس بتحبني زي ما أنا.. مش محتاجة أكون نسخة من غيري."
-
تحب الطبخ وتعتبره علاجًا نفسيًا
كشفت أنها تجد في الطبخ راحة كبيرة وتعدّه وسيلتها للهروب من ضغوط العمل والتصوير، وغالبًا ما تطهو بنفسها لأولادها في أوقات الفراغ. -
تخشى الأدوار المكررة
نيللي معروفة بقدرتها على التجديد في كل عمل، وصرّحت:"لو قدمت نفس الشخصية مرتين.. يبقى انتهيت فنيًا."
-
كانت قريبة من عالم الرياضة
في بداياتها كانت تمارس السباحة وركوب الخيل، كما شاركت في بعض الحملات التوعوية لدعم اللياقة البدنية للمرأة المصرية. -
أكثر شخصية أثرت فيها هي «نجوى» في مسلسل تحت السيطرة
حيث اعتبرت الدور نقطة تحول إنساني وفني في مسيرتها، وقالت إنها بعد هذا العمل أصبحت أكثر وعيًا بمعاناة المدمنين وأسرهم. -
تحلم بإخراج فيلمها الخاص يومًا ما
عبّرت نيللي عن رغبتها في خوض تجربة الإخراج، مؤكدة أن السنوات التي قضتها أمام الكاميرا أهلتها لرؤية مختلفة للعالم من خلفها.
تجمع بين الحس الإنساني والموهبة الفطرية
تظل نيللي كريم نموذجًا فريدًا للفنانة المثقفة والملتزمة، التي تجمع بين الحس الإنساني والموهبة الفطرية، وبين القوة والأنوثة في آن واحد.
رحلتها من راقصة باليه في الأوبرا إلى نجمة دراما وسينما عربية هي قصة إصرار ونجاح تستحق أن تُروى للأجيال القادمة.

