الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

عبدالله حشيش يكتب : مصر والإمارات وإثيوبيا.... المسارات المتوقعة لتقاطع المصالح في السودان.

الكاتب الصحفي - عبدالله حشيش
بقلم - عبدالله حشيش -

تصاعدت الاجتهادات في قراءة المسارات المتوقعة لتقاطع المصالح بين مصر والإمارات وإثيوبيا وإسرائيل في الحرب المشتعلة في السودان.... بعض الاجتهادات ترجح الصدام واخرى ترى إمكانية الاحتواء والحفاظ على الحد الأدنى من التفاهات، خاصة بين مصر والإمارات نظرا لأهمية استمرار العلاقات الإيجابية الممتدة بين البلدين... ويرجح هذا المسار الاحتوائي في تقاطع المصالح، وجود الدولتين في اللجنة الرباعية المعنية بإيجاد تسوية سياسية للازمة بين طرفي الصراع في السودان ممثلا في كل من مجلس السيادة والجيش الوطني السوداني والقوي السياسية المتحالفة معه من جانب ، وبين ميليشيات الدعم السريع والقوي السياسية المتحالفة معها والمتمثلة في القوى المشاركة في حكومة نيالا من جانب اخر .

مصر والإمارات.. بين التحالف والحذر

ويزيد من تعقيد الموقف دخول أطراف اقليمية اخري على خطوط الازمة السودانية، أبرزها إثيوبيا وإسرائيل وكلاهما يدعم ميليشيات الدعم السريع، وتتقاطع أهدافهم ومصالحهم مع الموقف المصري الداعم للجيش السوداني الرافض لاية اطروحات خاصة بتقسيم السودان والذي تعتبره القاهرة "خط احمر" ولا تقبل بتجاوزه لانه يمس جوهر الأمن القومي المصري.
كانت احداث الفاشر الأخيرة نقطة محورية في اظهاد أدوار القوى الإقليمية من الحرب في السودان ، كما كشفت احداث الفاشر موقف ودور القوى الإقليمية، كما كشف بعض القوى السودانية والتى كانت ترفع شعار الحياد بانتظار حسم احد أطراف الصراع للحرب ومن بعدها يتم الانضمام اليه لتحقيق مكاسب سياسية والمشاركة في السلطة...

إثيوبيا وإسرائيل.. دعم للدعم السريع وأطماع توسعية

. احداث الفاشر كشفت أيضا تصريحات المسؤولين في الإمارات عن مبررات تواجدهم في السودان، و انها للدفاع عن مصالحهم هناك في إطار سياسة التمدد الإماراتي في القارة الافريقية... فيما ترى إثيوبيا ان إطالة امد الحرب يستنزف الجيش السوداني مما يساعد أديس أبابا على تنفيذ مشروعاتها التوسعية بضم اراضي من دول الجوار وخاصة السودان وإريتريا والصومال وهو ما ظهر في تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا ابي احمد أمام برلمان بلاده في الأيام الماضية، واعلانه رسميا ضرورة ضم مناطق من أرض ارتيريا بهدف الوصول إلى البحر الأحمر وخاصة منطقة ميناء عصب ، وان مناطق العفر في إريتريا هي اراضي اثيوبية يجب استرداد ها "سلما او حربا"

القرن الإفريقي.. على فوهة بركان

وهنا تتقاطع اطماع إثيوبيا التوسعية أيضا مع مصالح مصر التي ترتبط بشراكة استراتيجية مع إريتريا وترفض اطماع إثيوبيا التوسعية وخاصة مخططاتها في الوصول إلى سواحل البحر الاحمر، كما رفضت مصر من قبل استمرار احتلال اراضي الفشقة السودانية والتى جري تحرير بعضها وبقيت بعض من أرض السودان محتلة من جانب إثيوبيا، وبخلاف إقليم بني شنقول الذي استولت عليه إثيوبيا من قبل واقامت عليه سد النهضة..
إثيوبيا تواصل التحركات العسكرية على الحدود مع إريتريا خلال الأيام الماضية بعدحصولها على امدادات عسكرية ضخمة من حلفائها الإقليميين الذين يسعون الي السيطرة على كل مواني البحر سواء بالوكالة او بالأصالة وبشكل مباشر.
من هنا بات منطقة القرن الافريقي على فوهة بركان وبانتظار خروج الطلقة الأولى لتشتعل الحرب مهددة الاستقرار الإقليمي والدولي .