الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

ترامب يلوّح بالتدخل العسكري في نيجيريا.. وواشنطن تضع أبوجا تحت المجهر الدولي

ترامب
بوابة الصباح اليوم وكالات الانباء -

ترامب يفتح ملف نيجيريا من جديد

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بعدما صرّح بأنه لا يستبعد أي نوع من التدخل العسكري في نيجيريا، على خلفية ما وصفه بـ"تصاعد الهجمات ضد المسيحيين" في البلاد، معتبرًا أن على الحكومة النيجيرية "تحمّل مسؤولياتها أو مواجهة العواقب".

وقال ترامب في منشور على منصة "Truth Social" إنه طلب من وزارة الدفاع الأميركية الاستعداد لعمل محتمل داخل الأراضي النيجيرية إذا لم تتحرك الحكومة النيجيرية لوقف ما سماه "أعمال القتل المنظمة ضد المدنيين".
وأضاف:

"قد ندخل ذلك البلد الملعون بسرعة، وضراوة، وحلاوة… إذا لم يتوقف القتل هناك".

وهدد ترامب أيضًا بوقف المساعدات الأميركية لنيجيريا في حال استمرار ما وصفه بـ"التقاعس عن حماية المسيحيين"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "لن تبقى متفرجة على ما يحدث في قلب إفريقيا".

A malnourished child receives treatment at the Intersos facility, an Italian humanitarian organization, the only remaining facility providing in-patient services for malnutrition in Maiduguri, northeastern, Nigeria, May 1, 2025. (AP Photo/Sunday Alamba, file)

أبوجا ترد: نرفض التهديد وندعو إلى احترام السيادة

في المقابل، ردّ المتحدث باسم رئاسة نيجيريا على تصريحات ترامب، مؤكدًا أن بلاده ترفض أي تهديد أو تدخل خارجي في شؤونها الداخلية.
وقال في بيان رسمي إن نيجيريا "تواجه تحديات أمنية معقدة تتجاوز البعد الديني"، مشيرًا إلى أن العنف في البلاد "نتيجة صراعات طويلة بين المزارعين والرعاة ومجموعات إجرامية"، وليس حربًا ضد طائفة بعينها.

وأكد البيان أن نيجيريا ترحب بالتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، لكنها ترفض أن يكون ذلك على حساب سيادتها الوطنية واستقرارها الداخلي.

خلفيات الأزمة.. تصاعد العنف في الشمال

تأتي تصريحات ترامب في ظل تصاعد الهجمات في شمال نيجيريا، حيث تنشط جماعات متطرفة أبرزها "بوكو حرام" وداعش في غرب إفريقيا، إلى جانب أعمال عنف طائفية بين المسلمين والمسيحيين في ولايات الوسط والشمال.
ووفق تقارير منظمات دولية، فإن البلاد تشهد ارتفاعًا في معدلات القتل والنزوح، وسط عجز حكومي عن السيطرة الكاملة على المناطق النائية.

المراقبون: تهديد ترامب ضغط سياسي لا أكثر

يرى محللون سياسيون أن تهديد ترامب بالتدخل العسكري في نيجيريا لا يتجاوز كونه أداة ضغط سياسي تستهدف تحريك الرأي العام الأميركي والأفريقي معًا، مشيرين إلى أن أي تدخل فعلي سيكون معقدًا ومكلفًا للغاية من الناحية السياسية والعسكرية.

ويقول المحلل في شؤون الأمن الإفريقي "ديفيد أودوجي" إن "الولايات المتحدة قد تستخدم ورقة نيجيريا لفرض توازن جديد في إفريقيا، خاصة في ظل التمدد الروسي والصيني المتزايد في القارة".

تزايد التنافس الدولي على النفوذ في إفريقيا.

بين التهديد الأميركي والرفض النيجيري، تدخل العلاقات بين البلدين مرحلة حساسة تعكس تزايد التنافس الدولي على النفوذ في إفريقيا.
ويبقى السؤال مطروحًا:
هل سيترجم ترامب تهديداته إلى تحرك عسكري حقيقي، أم أن الأمر لا يعدو كونه رسالة ضغط سياسية لإعادة ضبط معادلات القوة في القارة السمراء؟