نرمين نبيل :حفلة أمير عيد الأخيرة.. حفلة من القلب مش من البروتوكول

الفن لما يكون صادق بيكسب القلوب قبل التصفيق
حفلة أمير عيد الأخيرة ما كانتش مجرد عرض موسيقي أو تجمع جماهيري، لكنها كانت لحظة صدق نادرة بتفكرنا إن الفن لسه قادر يوحّد الناس حوالين الإحساس الحقيقي، مش الأضواء ولا الدعاية.
من اللحظة الأولى اللي طلع فيها أمير على المسرح وقال: "هنعملكوا حفلة مش هتنسوها طول عمركم"، كان باين إن اللي جاي مش حفلة روتينية، لكن تجربة إنسانية حقيقية، خارجة من القلب وموجهة للقلب.
جمهور على قلب واحد
من قبل الحفلة بساعات، كان الآلاف من الفانز واقفين من بدري، صابرين على الزحمة والتعب، بس عيونهم مليانة حماس.
مافيش شكوى، مافيش ملل، الكل بيغني، بيضحك، وبيردد كلمات أغاني كايروكي اللي شكلت وجدان جيل كامل.
في كل مشهد من الحفلة، كنت تحس إن الطاقة طالعة من الناس وراجعة ليهم تاني، كأن المسرح بقى دايرة كبيرة من حب متبادل بين الفنان وجمهوره.
الحفلة ما كانتش مجرد موسيقى، كانت حالة. حالة صدق، حالة انتماء، حالة بتخلي الناس تحس إن فيه فنان بيتكلم بلغتهم، بيوجعهم ويوسّيهم، وبيفرح معاهم بنفس القدر.
حفلة من الناس.. مش من الكاميرات
في الوقت اللي حفلة أمير كانت طالعة من القلب وراجعة له، كانت فيه حفلات تانية بتحصل في نفس البلد لكن بطابع مختلف تمامًا.
زي حفل افتتاح المتحف المصري الكبير — حدث عالمي مهيب، لكن بعيد عن نبض الناس.
الناس اتفرجت عليه بإعجاب، لكن ما حسّوش إنه ليهم. ماكانش فيه الدفء اللي يخلي المواطن العادي يحس بالفخر أو الفرح الحقيقي.
المشهد كان جميل، لكنه منمّق أكتر من اللازم، معمول علشان العالم يشوفه مش علشان الشعب يحس بيه.
وفي المقابل، أمير عيد طلع يغني من غير ديكور مبالغ فيه، ولا رعاة إعلانات، ولا كرافات ولا بروتوكول.
بس غنّى بصدق، فلمس الناس. وده الفرق بين حفلة معمولة علشان تتبسط وبين حفلة معمولة علشان تتباهى بيها.
الفن الحقيقي مش محتاج تمويل
اللي بيكلم الناس بصدق مش محتاج ميكروفون أكبر، ولا سبوت لايت أعلى.
أمير عيد مش هيطلع يتكلم عن حفلة عمره في كل برنامج، ومش هتلاقي الإعلام يتداول الصور بالعناوين الرنانة، لكنه سيب أثر في قلوب الناس، وده أهم بكتير من أي تريند.
الفن الحقيقي مش مشروع اقتصادي، ومش جزء من حملة دعائية.
هو حكاية بتتقال من إنسان لإنسان، وكل ما كانت صادقة أكتر، كل ما وصلت أسرع.
وده اللي عمله أمير في حفلة “من القلب”، اللي خلت الآلاف يحسوا إنهم مش مجرد جمهور... لكن شركاء في تجربة إنسانية صافية.
الفن اللي بيخاطبنا مش اللي بيُعرض علينا
حفلة أمير عيد الأخيرة كانت تذكير إن الفن الحقيقي مش محتاج بروتوكول ولا ديكور ولا تمويل بالملايين.
محتاج بس فنان صادق بيحب جمهوره وبيكلمهم من غير حواجز.
وفي بلد مليانة حفلات رسمية ومؤتمرات ضخمة “علشان العالم يشوف”، أمير عيد رجّعنا للأصل:
الفن مش استعراض... الفن مشاركة، وإحساس، وصدق.

