الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

توتر متصاعد بين واشنطن وكاراكاس.. سفن حربية أمريكية تقترب من السواحل الفنزويلية

السفن الامريكية بالقرب من فنزويلا
-

تحركات عسكرية أمريكية تثير القلق في أمريكا اللاتينية

كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية، عن اقتراب سفن الإنزال الأمريكية “يو إس إس إيو جيما” ومجموعة من السفن المرافقة لها من السواحل الفنزويلية، في خطوة أثارت تساؤلات حول نوايا واشنطن في المنطقة وسط تصاعد التوتر السياسي والعسكري بين البلدين.

ووفقًا للتقرير، فإن السفن الأمريكية تبعد حاليًا حوالي 200 كيلومتر فقط عن جزيرة لا أورشيلا الفنزويلية، التي تُعد واحدة من أهم القواعد الجوية والرادارية في البلاد.

مادورو يتحدى ترامب.. فنزويلا تعلن اكتمال خطتها الدفاعية | سكاي نيوز عربية

تحركات ميدانية مثيرة للجدل

أوضحت المجلة أن السفن الأمريكية — ومن ضمنها سفن من فئة "أرلي بيرك" — كانت قد رُصدت خلال الأيام الماضية قبالة سواحل غرينادا، قبل أن تبدأ في التوجه غربًا نحو المياه الإقليمية القريبة من فنزويلا.
وأكدت “نيوزويك” أن هذه التحركات تضع السفن ضمن نطاق العمليات البرمائية والهجومية المحتملة، ما يرفع منسوب القلق في أوساط المراقبين العسكريين بالمنطقة.

وبحسب صور الأقمار الصناعية التي تم تحليلها، فإن القطع البحرية الأمريكية تتحرك في تشكيل هجومي يتيح لها شن عمليات إنزال أو توجيه ضربات دقيقة في حال صدور أوامر بذلك.

كاراكاس تراقب بصمت وواشنطن تنفي النوايا العدائية

حتى اللحظة، لم تصدر الحكومة الفنزويلية بيانًا رسميًا حول التحركات الأمريكية قرب سواحلها، إلا أن وسائل الإعلام المحلية تحدثت عن حالة استنفار أمني في القواعد البحرية والجوية الواقعة شمال البلاد.

في المقابل، نقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله يوم الجمعة الماضي:

“لا أفكر في شن ضربات داخل فنزويلا.”

وجاء هذا التصريح بعد تقارير إعلامية أمريكية تحدثت عن استعداد إدارة ترامب لتنفيذ ضربات محدودة تستهدف مواقع عسكرية ومنشآت يُشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات.
ورغم النفي الرسمي، يرى مراقبون أن التحركات البحرية “تتجاوز مجرد الاستعراض”، وتأتي في سياق الضغط السياسي والعسكري على حكومة نيكولاس مادورو.

جزيرة لا أورشيلا.. موقع استراتيجي حساس

تقع جزيرة لا أورشيلا شمال فنزويلا، وتضم أحد أهم القواعد الجوية والمجمعات الرادارية في البلاد، وتُعتبر نقطة حيوية لمراقبة التحركات في البحر الكاريبي.
ويعتقد خبراء عسكريون أن اقتراب السفن الأمريكية من الجزيرة يمثل إشارة واضحة لواشنطن بأنها قادرة على الوصول إلى عمق المجال الأمني الفنزويلي خلال دقائق معدودة.

وتحمل هذه الخطوة دلالات استراتيجية، خصوصًا في ظل التحالف المتزايد بين فنزويلا وروسيا وإيران، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة تهديدًا مباشرًا لنفوذها في نصف الكرة الغربي.

خلفيات سياسية واقتصادية

تأتي هذه التحركات وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع النفط الفنزويلي، ورفض مادورو الانصياع للضغوط الغربية.
ويرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إرسال رسالة ردع دون الانخراط في مواجهة مباشرة، في حين تعتبر فنزويلا ذلك انتهاكًا لسيادتها ومحاولة ترهيب سياسي.

وفي المقابل، تتخوف بعض العواصم اللاتينية من أن تؤدي أي مواجهة عسكرية إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وإعادة إشعال صراعات قديمة في منطقة الكاريبي.

غموض يخيّم على المشهد

رغم نفي ترامب لأي نية للهجوم، إلا أن تحركات الأسطول الأمريكي قرب فنزويلا تثير كثيرًا من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه المناورات البحرية.
ويبقى الموقف مرشحًا للتصعيد في أي لحظة، في ظل غياب الثقة بين واشنطن وكاراكاس، ومع استمرار التوترات الاقتصادية والسياسية التي تُنذر بـ أزمة جديدة على سواحل أمريكا اللاتينية.