تراجع مشتريات الذهب في مصر مع تجاوز الأسعار حاجز 5 آلاف جنيه لعيار 21
شهدت مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثالث من عام 2025 تراجعًا ملحوظًا، في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار الذي دفع الغالبية إلى تقليل الشراء أو الاكتفاء بإعادة بيع المشغولات القديمة، بينما اتجه المستثمرون بشكل واضح نحو السبائك والجنيهات الذهبية باعتبارها وسيلة أكثر أمانًا لحفظ القيمة.
انخفاض حاد في المبيعات
بحسب تقرير مجلس الذهب العالمي الصادر اليوم، بلغت مشتريات المصريين من الذهب 9.9 طن فقط خلال الربع الثالث من 2025، بانخفاض نسبته 14% مقارنة بالربع الثاني الذي سجل 11.5 طن، كما تراجعت بنسبة 5% على أساس سنوي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وأوضح التقرير أن مبيعات المشغولات الذهبية انخفضت إلى 4.4 طن مقابل 5.1 طن خلال نفس الفترة من العام الماضي، و5.7 طن في الربع السابق من هذا العام، وهو أدنى مستوى منذ مطلع 2023.
السبائك والعملات الذهبية تتفوق على المشغولات
ورغم التراجع العام في المشتريات، إلا أن السبائك والعملات الذهبية شهدت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 5% على أساس سنوي لتصل إلى 5.6 طن، مقارنة بـ 5.3 طن في الربع الثالث من 2024، لكنها تبقى أقل من 5.9 طن المسجلة في الربع الثاني من العام الحالي، وفقًا لبيانات منصة جولد بيليون التي نقلت معلوماتها عن مجلس الذهب العالمي.
ويرجع الخبراء هذا الاتجاه إلى بحث المصريين عن ملاذات استثمارية آمنة في ظل اضطرابات الأسواق، حيث تمثل السبائك والجنيهات الذهبية خيارًا لحفظ المدخرات دون تكاليف تصنيع مرتفعة.
العوامل الدولية وتأثير الفيدرالي الأمريكي
أشار مجلس الذهب العالمي إلى أن تراجع الطلب على المشغولات الذهبية لم يقتصر على مصر، بل شمل منطقة الشرق الأوسط بالكامل نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية بعد قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة ثم التلميح بعدم الاستمرار في الخفض، وهو ما أحدث حالة من التذبذب في الأسواق ودفع المستثمرين نحو جني الأرباح.
كما ساهمت الأوضاع الجيوسياسية المتوترة في المنطقة في زيادة القلق لدى المستهلكين، وتراجع ثقتهم في الإقبال على الشراء للزينة أو الادخار طويل الأجل.
رأي الخبراء: الجنيه الذهب "ملاذ المصريين"
أكد أمير رزق، عضو رابطة تجار الذهب، أن الإقبال على السبائك والجنيهات الذهبية في السوق المحلي ازداد بشكل كبير، مشيرًا إلى أنها أصبحت أداة مفضلة لحماية المدخرات من تقلبات الأسعار.
وقال رزق في تصريحات صحفية
"سعر الجنيه الذهب يتحرك مباشرة مع الأسعار العالمية، وهو استثمار آمن بعيد عن المخاطر، ويمكن بيعه أو شراؤه بسهولة في أي وقت."
وأوضح أن تكلفة تصنيع الجنيه الذهب منخفضة جدًا مقارنة بالمشغولات، مما يجعله خيارًا مناسبًا للمستثمرين الذين يبحثون عن القيمة الحقيقية للمعدن دون الارتباط بعوامل الموضة أو التصميم.
استثمارًا صعب المنال للطبقات المتوسطة.
رغم التراجع في مبيعات المشغولات، يبقى الذهب أحد أهم الملاذات الاستثمارية في مصر، خاصة مع استمرار الضبابية في أسواق العملات والعقارات، وتذبذب سعر الدولار.
لكن ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 5 آلاف جنيه لعيار 21 جعل اقتناء الذهب رفاهية للكثيرين، واستثمارًا صعب المنال للطبقات المتوسطة.