نرمين نبيل تكتب :المصريون يخلعون الصيفي ويرتدون الفرعوني.. احتفالات شعبية مبهرة بافتتاح المتحف المصري الكبير

المصريون لا يحتاجون مناسبة ليحتفلوا لكن حين تكون المناسبة مصرية خالصة يتحول الاحتفال إلى حالة فخر جماعية ومع افتتاح المتحف المصري الكبير قرر الشعب كله بطريقته الخاصة أن يبدل الأجواء من صيفية عادية إلى فرعونية أصيلة فجأة أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة للاحتفال والكل شارك وكأنه حاضرًا في قلب الحدث
من “كليوباترا” إلى “رمسيس”.. المصريون يحتفلون بطريقتهم
الصور امتلأت بملابس فرعونية والتيجان عادت لتتصدر المشهد بعد غياب آلاف السنين البعض ارتدى زينة تشبه كليوباترا وآخرون استخدموا فلاتر الملوك والملكات وحتى اصحاب الحيونات الأليفة جعلوا اليفهم يشاركهم الاحتفال في الصور و الأطفال دخلوا على الخط بابتساماتهم البريئة لم ينتظر أحد دعوة رسمية لأن كل مصري شعر أن ما يحدث يخصه شخصيًا وأن هذا الصرح الضخم إنجاز باسم الشعب كله لا باسم فئة بعينها
مصر لا تكتفي بحفظ التاريخ بل تواصل كتابته من جديد




افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد مناسبة ثقافية بل كان رسالة قوية بأن مصر لا تكتفي بحفظ التاريخ بل تواصل كتابته من جديد ذلك المتحف الذي أبهر العالم بتصميمه وضخامته هو ثمرة سنوات من العمل الجاد والإصرار وسيمفونية من العرق والإبداع شارك فيها الآلاف من أبناء الوطن
وفي الخلفية يقف عمال مصر أولئك الذين لم تلتقطهم الكاميرات ولم تكتب أسماؤهم في العناوين لكنهم كتبوا بأيديهم تاريخًا جديدًا هم من رفعوا الأعمدة وثبتوا الأحجار وحافظوا على كل تفصيلة لتخرج التحفة المعمارية بهذا الشكل المبهر من المهندس الذي خطط على الورق إلى العامل الذي حمل الطوب وواجه حرارة الشمس جميعهم يستحقون تحية كبيرة تليق بما قدموه من جهد وإخلاص
روح الفراعنة لم تمت بل تسكن في كل يد مصرية تعرف قيمة العمل
   
المتحف المصري الكبير ليس فقط متحفًا للآثار بل هو شهادة على قدرة المصريين على الإبداع والبناء مهما كانت الصعوبات إنه دليل على أن روح الفراعنة لم تمت بل تسكن في كل يد مصرية تعرف قيمة العمل وفي كل قلب ما زال يؤمن بأن العظمة لا تأتي صدفة
مصر.. تجمع بين الماضي والمستقبل
وفي الوقت الذي وقف فيه العالم مدهوشًا أمام الحدث اختار المصريون التعبير عن فرحتهم بطريقتهم الخفيفة الدم فبدلوا الملابس الصيفية وارتدوا الرموز الفرعونية وضحكوا بفخر واحتفلوا كما لم يحتفلوا منذ زمن جملة شالوا اللبس الصيفي وطلعوا الفرعوني لم تكن مجرد مزحة بل تلخيصا لروح هذا الشعب الذي يعرف كيف يمزج بين الفخر والفرح في مشهد واحد
تحية لمصر التي جمعت بين الماضي والمستقبل في لحظة واحدة وتحية لكل من ساهم في تحقيق هذا الحلم فاليوم والمصريون يرتدون عباءة الفراعنة من جديد يثبتون للعالم أن الحضارة لا تزال تبدأ من هنا
تحية لمصر التي جمعت بين التاريخ والحداثة في مشهد واحد،
وتحية للمصريين الذين أثبتوا أن الفخر يمكن أن يُعبَّر عنه بابتسامة وزي فرعوني بسيط..
لكن بروح حضارة لا تموت.

