الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

عبدالله حشيش يكتب : دخول ”دقلو” الفاشر.... ومسارات ازمة السودان

الكاتب الصحفي -عبدالله حشيش
بقلم -عبالله حشيش -

دخول ميلشيا الدعم السريع مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال كرفان بعد حصار دام فترة طويلة، إثار تساؤلات وتكهنات حول مسارات الحرب في السودان التي تدور رحاها منذ مايزيد عن العامين بين الدولة السودانية وجيشها برئاسة عبد الفتاح البرهان و مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.... وجاءت معظم القراءات الأولية للدوائر الإقليمية والعالمية، مرجحة

السيطرة على الفاشر.. تحول استراتيجي في ميزان القوى

سيناريوهات كارثية انطلاقا من تواجد رعاة إقليميين ودوليين لدعم ومساندة مليشيا دقلو وترغب هذه القوى في ان ينجح الدعم السريع في أحكام سيطرتة على ولايات غرب السودان، وان هذه السيطرة من جانب مليشيا الدعم السريع على تلك الولايات يدعم موقف "حكومة نيالا" الموازية، ويقدم فرصا كبيرة لحصولها على اعتراف دولي بوجودها كقوة منافسة لحكومة بورسودان بقيادة البرهان،... كما أن تعثر مفاوضات الوساطة التي تجريها الولايات المتحدة الأمريكية و الرباعية الدولية، سوف يدعم مخطط الانفصال، ومرحج ان يحصل دعم مساندة من جانب رعاة الدعم السريع من القوى الإقليمية، ومرجح أيضا استخدام حكومة نيالا كورقة ضغط وابتزاز على البرهان رئيس مجلس السيادة، واستثمار ذلك في الوصول الي مرحلة اعلان الانفصال عبر استفتاء شعبي كما جري في انفصال جنوب السودان، وان ذلك متوقع ان يظهر في صياغات ايه اتفاقيات بشأن اية تسوية سياسية للازمة في السودان وضع شرط إقامة نظام فيد رالي او كونفدرالي مع منح الأقاليم حق تقرير المصير......

تعجل بتنفيذ مخطط التقسيم، وربما يقود السودان الي الفوضى

دخلت الحرب في السودان مرحلة خطيرة بعد سقوط الفاشر تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع، وباتت تعجل بتنفيذ مخطط التقسيم، وربما يقود السودان الي الفوضى التي تزيل السودان كدولة من الخرائط السياسية الجغرافية للقارة الأفريقية.
تسارع الأحداث الدموية في الفاشر عاصمة ولاية شمال كرفان، تعد من مؤشرات الأوضاع الكارثية في السودان طبقا لما يتردد في الأوساط العسكريةالسودانية، بأن من يسيطر على مدينة الفاشر سوف يفتح له الطريق للسيطرة على ولايات شمال السودان وان هذا ما تحقق لمليشيا الدعم السريع الان بعد سيطرتها على مدينة الفاشر باكتمال سيطرتها على ولايات غرب السودان سوف يسمح بتدفق كميات ضخمة من الأسلحة المتطوره، واعداد كبيرة من المرتزقة من جنسيات أفريقية ولاتينية وبدعم مخطط أطراف اقليمية في تمكين مليشيا الدعم السريع من الحكم في السودان ، بعد أن بات مطار نيالا موصولا بمطارات تشاد وأفريقية الوسطي وبشكل مؤمن من عدة أطراف، وسوف تلقى هذة القوى الإقليمية بكل ثقلها في دعم مليشيا الدعم السريع في المرحلة المقبلة، ولاسيما ان المليشيا أعطت وعودا لقوى دولية واقليمية بمنحها حقوق الاستثمار والاستغلال لثروات السودان من الذهب اليورانيوم.، كما تؤكد معلومات أخرى متواترة عن دخول إسرائيل الي الساحة السودانية لتحقيق عدة أهداف استراتيجية منها الحصول على خام اليورانيوم للمساعدة في برامج إسرائيل النووية، وايضا ممارسة الضغط على مصر لتعطيل التركيز المصري في دعم غزة وإجبار مصر على تغيير موقفها الرافض لتهجير سكان غزة.

واشنطن تعود إلى الميدان السوداني

المشهد السوداني ، شهد دخول إدارة الرئيس الأمريكي ترمب على خطوط الازمة باستضافة مفاوضات بين أطراف الصراع في السودان، وان الفشل في سير المفاوضات قد يدفع ترمب الي اتخاذ قرار منفرد بإدارة السودان أسوة بقراره الخاص بإدارة غزة تحت مجلس سلام برئاسته.
وتبقى الأوضاع في السودان "حبلي" بتطورات خطيرة وكارثية ويصعب التكهن بمساراتها بدقة في الوقت الراهن ، وان احد تطوراتها سوف يقود الي تصدير ازمات الي كل دول حوار السودان وخاصة مصر، وفي مقدمة الازمات المتوقعة عودة النزوح المكثف من السودان الي مصر مما يعني المزيد من الضغوط الاقتصادية على الأوضاع في مصر وربما الي أزمة داخلية في مصر يجب " التبه " لها من قبل مؤسسات الدولة المصرية.