الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الاقتصاد

تصريحات باول تقلب الأسواق العالمية.. الذهب يهبط بعد خفض الفائدة وصدمة من موقف الفيدرالي الأمريكي

جيروم باول
بوابة الصباح اليوم وكالات الانباء -

شهدت الأسواق العالمية مساء الأربعاء حالة من الاضطراب المفاجئ عقب خطاب رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، الذي ألقاه بعد إعلان لجنة السياسات النقدية خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو القرار الذي كان متوقعًا من جانب المستثمرين.
لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في قرار الخفض نفسه، بل في التصريحات المفاجئة التي تلت القرار، والتي أشار فيها باول إلى أنه “ليس متأكدًا من خفض آخر للفائدة في الاجتماع المقبل” المقرر عقده في 12 ديسمبر 2025، ما أثار موجة تصحيح عنيفة في الأسواق المالية وأدى إلى هبوط أسعار الذهب والأسهم الأمريكية بشكل حاد.

تصريحات باول التي قلبت الموازين

قال رئيس الفيدرالي الأمريكي في كلمته:

“خفض آخر في ديسمبر ليس أمرًا محسومًا على الإطلاق، القرار القادم سيتوقف على البيانات الاقتصادية القادمة ومخاطر التوقعات.”

وأوضح أن اللجنة الفيدرالية شهدت تباينًا واسعًا في وجهات النظر بشأن مستقبل السياسة النقدية، وأن أي قرار لاحق سيكون مرتبطًا بمؤشرات التضخم وسوق العمل والنمو الاقتصادي.
تصريحات باول جاءت لتضع حدًا لتوقعات المستثمرين الذين كانوا ينتظرون مسارًا تيسيريًا مستمرًا للفائدة خلال الأشهر المقبلة، ما أحدث ما يشبه “الانقلاب في الأسواق” فور انتهاء المؤتمر الصحفي.

بعد قرار الفيدرالي.. ماذا حدث في أسعار الذهب والدولار ؟

الذهب والأسهم في تراجع.. والدولار يتماسك

رغم أن خفض الفائدة عادة ما يدعم أسعار الذهب ويضغط على الدولار، إلا أن نبرة باول المتحفظة أحدثت العكس تمامًا.
فقد شهدت الأسواق عمليات جني أرباح حادة على الذهب، الذي تراجع بعد موجة صعود قوية سابقة، في حين تعرضت الأسهم الأمريكية لخسائر فورية بسبب تصريحات باول التي بددت الآمال في استمرار التيسير النقدي.

وأكدت تقارير مالية من وكالات عالمية مثل رويترز وفايننشال إكسبريس أن المستثمرين أعادوا تقييم توقعاتهم، وبدأوا في التحول نحو الأصول الدولارية تحسبًا لاحتمال تثبيت الفائدة حتى نهاية العام، مما عزز مؤقتًا من قوة الدولار وأضعف شهية المخاطرة في البورصات.

خلفيات القرار وتأثيراته

أوضحت دوائر اقتصادية أن الفيدرالي لجأ إلى خفض الفائدة لتخفيف الضغوط عن الاقتصاد الأمريكي، لكنه في الوقت نفسه يسعى لمنع خروج الأموال من النظام المصرفي الأمريكي وللحفاظ على جاذبية الدولار وسط اضطرابات الأسواق العالمية.
ويرى محللون أن تصريحات باول الأخيرة تمثل محاولة لطمأنة الأسواق من جهة، وتقييد التوقعات المفرطة بخفض جديد من جهة أخرى، وذلك لتفادي أي انهيار محتمل في العملة الأمريكية أو طفرة تضخمية جديدة.

مستقبل الذهب بعد “تصحيح باول”

بعد موجة التصحيح المفاجئ، يرى الخبراء أن الذهب دخل مرحلة جني أرباح قصيرة الأمد، وأنه ينتظر نتائج المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين يوم غد، والتي ستحدد المسار القادم.
وفي حال صدور أنباء إيجابية عن اتفاق اقتصادي بين القوتين، يتوقع المحللون أن يعوض الذهب خسائره سريعًا ويبدأ في صعود جديد، خصوصًا مع استمرار الضبابية في الأسواق الأمريكية.

الحدث الأبرز في الأسواق العالمية لعام 2025 حتى الآن

تصريحات جيروم باول مثلت الحدث الأبرز في الأسواق العالمية لعام 2025 حتى الآن، إذ جاءت مخالفة للتوقعات وأحدثت رد فعل عنيفًا في مؤشرات الذهب والأسهم.
وفي حين يرى البعض أن باول "خدع الأسواق" مرة أخرى لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي، يؤكد آخرون أن قراره واقعي وحذر، في ظل محاولات الفيدرالي حماية الدولار ومنع أي اضطرابات مالية جديدة.