القرآن سبق العلم بأكثر من 1400 عام.. تحذيرات طبية بحظر لحم الخنزير في بريطانيا بعد ارتباطه بعشرات الآلاف من حالات السرطان

إعجاز قرآني يتجدد في العصر الحديث
في تطور طبي مثير يؤكد عظمة التشريعات الإلهية، حذّر عدد من كبار العلماء في بريطانيا من مخاطر لحم الخنزير المقدد، وطالبوا الحكومة البريطانية بحظره نهائيًا من الأسواق بعد أن كشفت دراسات علمية حديثة ارتباطه بعشرات الآلاف من حالات الإصابة بسرطان الأمعاء.
هذا التحذير العلمي يأتي بعد أكثر من 14 قرنًا من تحريم الإسلام لأكل لحم الخنزير، في تأكيد جديد على أن ما حرّمه القرآن الكريم لم يكن عبثًا، بل لحكمة علمية وصحية أثبتها الطب الحديث.
دعوات علمية لحظر لحم الخنزير في بريطانيا
كشفت تحالفات بحثية علمية بريطانية أن المواد الحافظة المستخدمة في لحوم الخنزير المقدد، وخاصة مادة "النتريت" (Nitrite)، هي السبب وراء آلاف الإصابات بالسرطان سنويًا، مشيرة إلى أن الحكومة تجاهلت التحذيرات رغم الأدلة القاطعة.
وأظهرت البيانات أن هذه المادة، التي تمنح اللحوم لونها الوردي وتزيد من صلاحيتها، تنتج مركبات “النيتروزامين” المسرطنة أثناء الطهي أو الهضم.

وطالب العلماء الحكومة البريطانية بـ حظر استخدام النتريت فورًا، مشيرين إلى أن استمرار السماح بها تسبب في أكثر من 50 ألف حالة إصابة و خسائر تجاوزت 4 مليارات دولار خلال السنوات العشر الماضية داخل نظام الرعاية الصحية البريطاني (NHS).
دراسات صادمة عن خطر اللحوم المصنعة

وفقًا لتقرير نُشر في المجلة البريطانية للسرطان ومؤسسة أبحاث السرطان البريطانية، فإن تناول 50 غرامًا فقط من اللحوم المصنعة يوميًا يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18%.
ويُعتقد أن نحو 5400 حالة سنويًا في بريطانيا تعود مباشرة إلى استهلاك هذه اللحوم، بتكلفة علاجية تُقدّر بـ 80 ألف دولار للمريض الواحد.
منظمة الصحة العالمية سبق أن صنّفتها “مسرطنة”
منذ عام 2015، صنّفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، اللحوم المصنعة ضمن المجموعة الأولى من المواد المسرطنة، وهي الفئة نفسها التي تضم التبغ والأسبستوس.
لكن، رغم مرور عشر سنوات على هذا التصنيف الخطير، لم تتخذ الحكومة البريطانية أي إجراءات حقيقية للحد من انتشارها.
وقال البروفيسور كريس إليوت، مؤسس معهد الأمن الغذائي العالمي:
“مر عقد كامل منذ تقرير منظمة الصحة العالمية، ولم تفعل الحكومة شيئًا يُذكر لتقليل التعرض للنتريت... وكل عام تأخير يعني مزيدًا من السرطانات والمعاناة للأسر.”
الخطر الأكبر في لحم الخنزير المقدد
يُعد لحم الخنزير المقدد (Bacon) من أكثر أنواع اللحوم المصنعة احتواءً على مادة النتريت، إذ تشير الدراسات إلى أن 90% من المنتجات المتداولة في الأسواق البريطانية تحتوي عليها.
ويؤكد العلماء أن الخطر لا يقتصر على سرطان الأمعاء فقط، بل يمتد إلى سرطانات الثدي والبروستاتا والمعدة.
وقال البروفيسور روبرت توريسكي من جامعة مينيسوتا:
“الأدلة اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه في عام 2015... لقد وقعت آلاف الحالات التي كان يمكن تفاديها لو تحركت الحكومات مبكرًا.”
بدائل طبيعية “آمنة” موجودة بالفعل
طالب العلماء بإجبار الشركات على استخدام بدائل طبيعية للتجفيف والحفظ، مؤكدين أن هناك تقنيات آمنة وفعّالة أثبتت نجاحها دون الحاجة إلى النتريت.
كما دعوا وزير الصحة البريطاني إلى فرض تحذيرات صحية واضحة على عبوات اللحوم المصنعة، تمامًا كما هو الحال في علب السجائر، وتنفيذ خطة تدريجية للتخلص الكامل من هذه المواد خلال السنوات المقبلة.
ورغم وجود بعض المنتجات “الخالية من النتريت” وتُسوّق تحت مسميات مثل “لحم خنزير طبيعي” أو “نقي”، إلا أنها لا تمثل سوى 5 إلى 10% فقط من السوق البريطانية.
السرطان يزداد بين الشباب
تشير الإحصاءات إلى أن سرطان القولون والمستقيم هو الرابع الأكثر شيوعًا في بريطانيا، بنحو 44 ألف إصابة سنويًا، بينما في الولايات المتحدة يُسجّل 142 ألف حالة سنويًا.
وتكشف الدراسات أن معدلات الإصابة بين الفئة العمرية 25 إلى 49 عامًا ارتفعت بنسبة تتجاوز 50% منذ التسعينيات، وهو ما يثير مخاوف العلماء من انتشار مبكر لهذا النوع من السرطان بين الشباب.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) بعدم تجاوز 70 جرامًا من اللحوم المصنعة يوميًا، أي ما يعادل شريحتين فقط من لحم الخنزير المقدد، فيما تنصح منظمات الصحة العالمية بتجنبه تمامًا كلما أمكن.
سبق قرآني مذهل
من اللافت أن هذه التحذيرات العلمية تأتي بعد أكثر من 14 قرنًا من تحريم الإسلام لأكل لحم الخنزير، كما جاء في قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ﴾ [البقرة: 173].
ليتضح اليوم أن هذا التحريم لم يكن فقط لحكمة دينية، بل لحماية الإنسان من أخطار صحية مميتة لم يكتشفها العلم إلا مؤخرًا، مما يعكس إعجاز التشريع القرآني في حفظ النفس البشرية قبل أن يتوصل إليها العلم الحديث.
الرسالة الإلهية سبقت كل ذلك بقرون
بينما يطالب العلماء اليوم بحظر لحم الخنزير المقدد لحماية البشر من السرطان، كانت الرسالة الإلهية قد سبقت كل ذلك بقرون، لتحفظ الإنسان من ضرر جسدي ونفسي واقتصادي جسيم.
إنها رسالة جديدة إلى العالم الحديث بأن كل ما ورد في القرآن الكريم من تشريعات هو لحكمة بالغة، يثبتها العلم يومًا بعد يوم.

