رغم الضمانات الدولية
إسرائيل تروج لعدم تخلي حماس عن سلاحها.. ومخاوف من إفشال اتفاق شرم الشيخ

كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن "الافتراض الأساسي لدى إسرائيل هو أن حركة حماس لن تتخلى عن سلاحها"، رغم توقيعها على اتفاق شرم الشيخ الذي تم برعاية دولية وبحضور ممثلين من عدة دول إقليمية وعالمية، وينص بشكل واضح على نزع سلاح الفصائل وقيام حكومة تكنوقراطية في غزة تتولى إدارة الشؤون المدنية والأمنية.
ترويج إسرائيلي لنسف الاتفاق
الدوائر السياسية في تل أبيب بدأت، بحسب مراقبين تقوم بالترويج لرواية مفادها أن حماس تناور ولن تلتزم ببنود الاتفاق، في محاولة قد تُفهم على أنها تهيئة للرأي العام الإسرائيلي لأي فشل محتمل في تطبيق الاتفاق أو لتبرير استمرار العمليات العسكرية والقيود الأمنية على القطاع.
وأكدت المصادر الإسرائيلية التي نقلت عنها صحيفة يديعوت أحرونوت أن الاتفاق لا يضمن عمليًا نزع سلاح حماس بشكل كامل، وأن الفصائل المسلحة في غزة لا تزال تحتفظ بمخازن أسلحة وشبكات أنفاق يصعب تفكيكها في المدى القريب ياتي هذا الطرح في ظل رغبة في استمرار عمليات جبش الاحتلال .
قوة دولية متعددة الجنسيات لحفظ الأمن في غزة
وبحسب التقرير، فإن القوة الدولية المزمع دخولها إلى قطاع غزة ستكون تشكيلًا غير مسبوق، إذ ستضم جنودًا من إندونيسيا وباكستان وأذربيجان، وهي دول ذات خلفيات سياسية وعسكرية متنوعة، ما يضفي على المهمة طابعًا حساسًا من الناحية الإقليمية والدبلوماسية.
وستكون هذه القوة مسؤولة عن إدارة الأمن الداخلي وحفظ الاستقرار في القطاع، إضافة إلى مراقبة الحدود ومنع تهريب الأسلحة إلى داخل غزة، في تنسيق جزئي مع الجيش الإسرائيلي الذي سيبقى على الخط الحدودي من الجانب الآخر.
خلفيات الدول المشاركة في القوة الدولية
تقرير يديعوت أحرونوت أشار إلى أن اختيار هذه الدول ليس عشوائيًا:
-
إندونيسيا، كأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، سبق وأن طُرحت كمرشح محتمل للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، ما يجعل مشاركتها ذات دلالة سياسية في سياق التطبيع الإقليمي.
-
باكستان، وهي دولة نووية إسلامية، أقامت مؤخرًا تحالفًا دفاعيًا مع المملكة العربية السعودية، وتعيش حالة توتر مزمن مع الهند التي تربطها علاقات وثيقة مع إسرائيل.
-
أذربيجان، التي تشترك في حدود مع إيران، تعد من أقرب الدول الإسلامية إلى إسرائيل، وتشهد بينهما تعاونًا أمنيًا وتكنولوجيًا متزايدًا، وهو ما يعزز الثقة الإسرائيلية في مشاركتها ضمن أي ترتيبات أمنية قادمة.
شرم الشيخ.. محطة دبلوماسية حاسمة
اتفاق شرم الشيخ، الذي تم التوصل إليه قبل أيام، يُعد أول اتفاق عملي منذ عام 2023 يهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار وإعادة إعمار غزة، إلى جانب تشكيل إدارة مدنية مستقلة بإشراف عربي ودولي.
وقد جاء توقيع الاتفاق في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة ممثلين عن مصر، والولايات المتحدة، وقطر، والاتحاد الأوروبي، وسط ضمانات دولية لتنفيذه على مراحل تشمل إعادة الإعمار، وفتح المعابر، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين.
مخاوف من انهيار الاتفاق وضغوط اليمين الإسرائيلي
غير أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة أثارت مخاوف من أن تكون تل أبيب تمهد لانسحاب غير معلن من الاتفاق أو لإعادة فرض شروط جديدة قبل تطبيقه فعليًا، خاصة في ظل تنامي الضغط الداخلي من اليمين الإسرائيلي الرافض لأي تسوية مع حماس دون "تفكيك كامل لقدراتها العسكرية".
ويرى محللون أن إسرائيل تحاول استباق المراحل التنفيذية للاتفاق بإثارة الشكوك حول نوايا حماس، في وقت تسعى فيه القاهرة وشركاؤها الدوليون إلى تثبيت الهدنة وتحويلها إلى اتفاق سياسي دائم.
تجاذبات سياسية وأمنية إقليمية.
في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى شرم الشيخ محطة مفصلية في طريق طويل نحو استقرار قطاع غزة، وسط تجاذبات سياسية وأمنية إقليمية.
ويؤكد المراقبون أن نجاح الاتفاق مرهون بمدى التزام جميع الأطراف، وبقدرة القوة الدولية على أداء مهامها دون تدخلات، مع ضمانات فعلية تحمي الاتفاق من الانهيار في حال استمرت إسرائيل في خطابها المشكك بنوايا حماس.

