إنتخابات البرلمان تثير الجدل.. “نواب الباراشوت” بين تمثيل مجهول وهموم غائبة

مع اقتراب انتخابات مجلس النواب المعجّلة، تصاعد الجدل في الأوساط السياسية والشعبية حول ظاهرة ما بات يُعرف بـ"نواب الباراشوت"، أي المرشحين الذين يهبطون فجأة على دوائر انتخابية لا يعيشون فيها ولا يعرفون تفاصيلها الاجتماعية أو احتياجاتها الخدمية.
من القاهرة إلى سوهاج.. مرشحون من خارج الدائرة
شهدت الأيام الأخيرة تزايدًا في ترشيحات شخصيات سياسية من العاصمة القاهرة على دوائر في محافظات الصعيد، أبرزها سوهاج وقنا والمنيا، وهو ما أثار استغراب الناخبين والمتابعين على حد سواء، خصوصًا أن بعض هؤلاء المرشحين لم يسبق لهم الوجود الفعلي أو التواصل المباشر مع أبناء تلك الدوائر.
ويصف مراقبون هذه الظاهرة بأنها "عودة لنمط الترشح بالمظلة السياسية"، حيث يُفرض المرشح عبر دعم حزبي أو علاقات نفوذ، دون ارتباط حقيقي ببيئته الانتخابية، مما يفقد العملية الانتخابية أحد أهم عناصرها: التمثيل الواقعي لهموم المواطن المحلي.
معضلة التمثيل الحقيقي
السؤال الذي يتردد في الأوساط السياسية:
هل يستطيع نائب لا يعيش في دائرته، ولا يعرف مشاكلها اليومية، أن يعبّر عنها بصدق داخل البرلمان؟
يرى محللون أن وجود هذا النوع من النواب يكرّس الفجوة بين المواطن وممثله البرلماني، ويضعف الدور الرقابي والتشريعي، إذ يغيب عن النائب الإلمام بالتفاصيل الخدمية والمعيشية التي تشكّل أساس العمل النيابي.
دهشة الشارع وردود الفعل
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية عشرات المنشورات الساخرة من "المرشحين الهابطين بالبراشوت"، معتبرين أن بعضهم “لم تطأ قدماه الدائرة من قبل”، بينما تساءل آخرون عن مصداقية الأحزاب التي ترشح أسماء “غريبة” على بيئة الناخبين.
في المقابل، دافع مؤيدو بعض المرشحين عنهم باعتبارهم “يمثلون الفكر الوطني العام وليس الجغرافيا الضيقة”، مؤكدين أن البرلمان يحتاج إلى كفاءات تشريعية لا تقتصر على القرب الجغرافي فقط.
أزمة تتكرر في محافظات عدة
الظاهرة لم تقتصر على سوهاج فحسب، بل تكررت في عدد كبير من المحافظات مثل البحيرة والدقهلية وأسيوط، حيث فوجئ الناخبون بأسماء مرشحين “قادمين من العاصمة”، ما زاد حالة الجدل حول مستقبل التمثيل الشعبي ومدى استجابة البرلمان القادم لقضايا المواطنين الحقيقية.
نواب الباراشوت” تعكس مأزقًا متجددًا في الحياة السياسية المصرية
ظاهرة “نواب الباراشوت” تعكس مأزقًا متجددًا في الحياة السياسية المصرية بين من يرى في البرلمان ساحة للتأثير الحزبي والنفوذ، ومن يتمسك بفكرة النائب الذي يعيش بين الناس ويعبّر عنهم بصدق.
ومع اقتراب يوم التصويت، يبقى السؤال مطروحًا: هل يختار الناخب ممثله بناءً على الانتماء الجغرافي أم الكفاءة السياسية؟