الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الاقتصاد

انهيار تاريخي في أسعار الذهب العالمية.. مرحلة ”تصحيح المسار” تهز الأسواق

سبائك من الذهب
-

شهدت أسواق الذهب العالمية، الثلاثاء، موجة هبوط حادة تجاوزت 5% في يوم واحد، لتسجل أكبر خسارة يومية منذ أكثر من عقد، وسط ما وصفه خبراء الاقتصاد بمرحلة “تصحيح المسار” بعد الارتفاعات القياسية التي حققها المعدن الأصفر خلال الأسابيع الماضية.

تراجع قياسي يفقد الذهب بريقه مؤقتًا

انخفض سعر الذهب بنحو 5.16% ليصل إلى 4131.40 دولارًا للأونصة (31.1 جرامًا)، في تمام الساعة 15:30 بتوقيت جرينتش (19:30 بتوقيت أبوظبي)، بعد أن كان قد سجل ذروته التاريخية عند 4381.52 دولارًا يوم الإثنين، وفق بيانات وكالة بلومبرغ.

مشغولات ذهبية بإحدى المحال

ويعدّ هذا التراجع الأكبر منذ أبريل 2013، عندما هبطت الأسعار بشكل مفاجئ بسبب تباطؤ النمو الصيني آنذاك. كما تراجعت الفضة بنسبة 6.82% لتسجل 48.86 دولارًا للأونصة، في انعكاس مباشر لحالة البيع الواسعة في الأسواق.

الخبراء يصفونها بـ"جني الأرباح الطبيعي"

قال لوران شوارتز، رئيس المكتب الوطني للذهب في باريس، لوكالة فرانس برس:

"سعر الذهب يشهد حاليًا عمليات جني أرباح طبيعية بعد الارتفاعات المتتالية التي شهدها في الأسابيع الأخيرة."

من جانبه، أكد فؤاد رزاق زادة، المحلل في شركة سيتي إندكس، أن هذا التراجع كان متوقعًا، موضحًا أن:

"الهبوط جاء نتيجة تضافر عوامل عدة، أبرزها تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين، وارتفاع الدولار الأمريكي، وتحسن شهية المستثمرين للمخاطرة."

من الارتفاع التاريخي إلى التصحيح المفاجئ

الهبوط الحالي يمثل انعكاسًا حادًا لمسار الارتفاع القياسي الذي شهده الذهب منذ بداية العام، إذ قفزت الأسعار بنسبة تقارب 67% خلال الأشهر التسعة الماضية، مدفوعة بعوامل عدة:

  • المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.

  • التوترات التجارية العالمية.

  • تراجع الثقة في الدولار الأمريكي.

  • التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة.

ويترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع، وسط توقعات بارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 3.1% على أساس سنوي خلال سبتمبر 2025، وهو ما قد يعزز احتمال خفض الفائدة بـ25 نقطة أساس بنهاية الشهر الجاري.

هل انتهى عصر الذهب المرتفع؟

رغم الهبوط الحاد، يرى معظم المحللين أن ما يحدث لا يُعد انهيارًا دائمًا، بل تصحيحًا مؤقتًا لمسار صاعد طويل الأمد. فالمعدن الأصفر لا يزال يحظى بثقة المستثمرين كملاذ آمن، خصوصًا مع استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي في عدد من مناطق العالم.

في المقابل، يحذر محللون آخرون من أن استمرار ارتفاع الدولار وتحسن أسواق الأسهم العالمية قد يضغطان على الذهب في المدى القصير، مع احتمالية استقراره بين 4000 و4200 دولار للأونصة قبل أن يستعيد زخمه لاحقًا.

أكبر “هزة تصحيحية” منذ أكثر من عشر سنوات

الانخفاض الحاد في أسعار الذهب العالمية يُعدّ أكبر “هزة تصحيحية” منذ أكثر من عشر سنوات، جاءت بعد طفرة استثنائية رفعت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
ويرى الخبراء أن هذا التراجع قد يكون فرصة للمستثمرين لإعادة التمركز، خصوصًا في ظل استمرار حالة الترقب للقرارات الاقتصادية الأمريكية القادمة، التي ستحدد الاتجاه الجديد للمعدن النفيس خلال الربع الأخير من العام.