الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

اعتراف يقلب الموازين في جريمة الإسماعيلية.. ”أبويا كان عارف كل حاجة”

الطفل سفاح الاسماعلية وضحيتة
-

فجّر الطفل المتهم – المعروف إعلامياً بـ«سفّاح الإسماعيلية الصغير» – مفاجأة مدوّية أمام جهات التحقيق، بعدما أدلى باعتراف قلب موازين القضية تماماً، إذ قال في أقواله إن والده كان يعلم بما حدث ولم يتدخل لمنعه.
هذا الاعتراف المثير فتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول دور الأب في الجريمة البشعة التي ارتكبها طفله القاصر، وأعاد طرح علامات استفهام كبرى حول أسباب تفاقم العنف داخل الأسر المصرية.

النيابة تواصل التحقيقات وتحفظ على الأب

بحسب مصادر مطلعة داخل التحقيقات، فقد قررت النيابة العامة بالإسماعيلية التحفظ على والد الطفل المتهم، بعد أقوال الابن التي تضمنت إشارة واضحة إلى معرفته المسبقة بالحادث.
النيابة تستمع حاليًا إلى أقوال الأب لفحص مدى تورطه أو علمه بالجريمة، في حين أمرت بتشكيل لجنة نفسية واجتماعية من المختصين لتحليل سلوك المتهم القاصر وتحديد مدى إدراكه لحقيقة أفعاله وقت ارتكاب الجريمة.

وتشير المعطيات الأولية إلى أن القضية أصبحت أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في بدايتها، بعد أن تحوّل الاتهام من مجرد فعل ارتكبه طفل بمفرده، إلى اشتباه في تواطؤ أو إهمال أسري جسيم.

اعترافات الطفل.. صدمة في قاعة التحقيق

قال الطفل في اعترافاته أمام النيابة:

“أبويا كان عارف اللي حصل، وما اتصرفتش لوحدي.”
هذه الجملة البسيطة، بحسب المحققين، كانت كفيلة بقلب مسار القضية رأسًا على عقب، إذ لم يتوقع أحد أن يُلقي الطفل بتلك المسؤولية الثقيلة على والده، وهو ما دفع النيابة لفتح تحقيق موازٍ حول البيئة الأسرية التي نشأ فيها المتهم، وما إذا كانت قد ساهمت في تكوين دوافع الجريمة.

تحليل اجتماعي ونفسي: هل يولد المجرم مجرماً؟

أثارت الجريمة أيضًا نقاشًا واسعًا بين الخبراء حول نظرية عالم الإجرام الإيطالي تشيزاري لامبروزو، الذي افترض أن “المجرم يولد مجرمًا”، وليس فقط نتاج البيئة أو التربية.
وربطت بعض التحليلات بين ملامح المتهم الصغير وبعض الصفات التي تحدث عنها لامبروزو في نظريته، مثل:

  1. الجمجمة غير المتناسقة أو الجبهة المنخفضة.

  2. الفكّان البارزان والأنف المفلطح.

  3. العيون الغائرة والنظرة الحادة.

  4. كثافة الشعر في الوجه والجسد.

  5. وجود وشوم أو علامات جسدية غريبة.

ويرى مختصون في علم النفس الجنائي أن مثل هذه السمات قد لا تكون دليلاً قاطعًا على الميل الإجرامي، لكنها قد تشير إلى اضطرابات في التكوين النفسي والاجتماعي، خصوصًا عند غياب دور الأسرة والرقابة الأخلاقية في سنوات الطفولة الأولى.

جريمة تهز المجتمع.. ومطالب بتشديد الرقابة الأسرية

كيف قتل طفل الإسماعيلية زميله وقطّعه لأشلاء؟.. التفاصيل الكاملة للمأساة  الصادمة | صحيفة الخليج

القضية التي أصبحت حديث الشارع المصري، لم تعد مجرد ملف جنائي، بل تحوّلت إلى جرس إنذار للمجتمع بأسره، خاصة مع تصاعد حوادث العنف بين الأطفال والمراهقين في الآونة الأخيرة.
خبراء علم الاجتماع دعوا إلى ضرورة إعادة النظر في دور الأسرة والمدرسة، وتفعيل برامج التربية الأخلاقية والنفسية لحماية الأجيال الجديدة من الانحراف.

اللغز مستمر

حتى اللحظة، لا تزال النيابة تباشر التحقيقات لكشف ملابسات القضية بالكامل، لمعرفة ما إذا كان الأب متواطئًا بالفعل أم أن ما قاله الطفل مجرد انعكاس لحالة الصدمة والاضطراب النفسي.
وفي انتظار النتائج النهائية، تبقى جريمة الإسماعيلية واحدة من أكثر القضايا غموضًا وإثارة للرأي العام في السنوات الأخيرة.

أول صور للمتهم بقتل زميله فى الإسماعيلية وتقطيعه بمنشار كهربائي - اليوم  السابع

تحليل القانوني: ما العقوبة المحتملة للطفل والأب في جريمة الإسماعيلية؟

وفقًا لأحكام قانون الطفل المصري رقم 12 لسنة 1996 وتعديلاته، فإن الطفل الذي لم يتجاوز 15 عامًا وقت ارتكاب الجريمة لا يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد أو المشدد، وإنما يُحال إلى محكمة الطفل التي يجوز لها اتخاذ تدابير بديلة، مثل الإيداع في مؤسسة عقابية أو دار رعاية متخصصة لمدة تتناسب مع خطورة الجرم.
أما إذا كان المتهم قد تجاوز سن 15 عامًا ولم يبلغ 18، فيمكن للمحكمة أن تحكم عليه بعقوبة لا تتجاوز نصف الحد الأقصى للعقوبة المقررة للبالغين، أي أن أقصى ما يمكن أن يُحكم به هو السجن لسنوات محدودة وليس المؤبد.

وفيما يتعلق بالأب، فإذا ثبت من التحقيقات أنه كان على علمٍ مسبقٍ بالجريمة أو حرّض عليها أو ساعد في تنفيذها أو أخفى معالمها، فإن النيابة العامة يمكن أن توجه له اتهامات تصل إلى الاشتراك في القتل العمد أو التستر على الجريمة، وهي جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات المصري بالسجن المشدد الذي قد يصل إلى 25 عامًا أو أكثر حسب ظروف القضية ونتائج التحقيق.

ويؤكد خبراء القانون أن النيابة أمام ملف معقد يجمع بين الجريمة والعلاقة الأبوية، ما يجعلها مطالبة بتحقيق دقيق يوازن بين العدالة والرحمة، وبين مسؤولية الأب التربوية ومسؤوليته القانونية.