الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

سعيد محمد أحمد يكتب : الجولاني٠٠هل سيذهب مع الريح على طريقة مرسى؟!!!

الكاتب الصحفي سعيد محمدد أحمد
بقلم سعيد محمد أحمد -

فى أعقاب زيارة ابو محمد الجولاني لموسكو٠٠٠
هل سيعيد التاريخ نفسه؟ سؤال تردد ويتردد كثيرا لدى العديد من المراقبين والمتابعين للازمة السورية الراهنة التى لازالت على حالها بل وتتراجع هويتها يوما بعد يوم ٠

زيارة الجولاني إلى موسكو.. خطوة غامضة ومثيرة للجدل

فيما اشارت معظم التقارير الإخبارية والإعلامية المتطابقة مع رؤى المتابعين فى الداخل السورى ومن مختلف القوميات إلى قناعة بان التاريخ ربما سيعيد نفسه'برغم تسارع محاولات القنوات الفضائيه وتحديداً (الخليجية) منها ذات الاجندات الخاصة فى إصرارها على الاستمرار فى التعتيم وتعويم وتلميع الجولانى فى العديد من مناطق النزاع المسلح الشديدة التطرف ما (جرى فى العديد من المناطق باحياء محافظة حلب مؤخرا )' والتعامل معه كرئيسا للأمر الواقع وليس مؤقتا لفترة انتقالية تجاهل فيها خيارات الشعب' وفق "فقه الدم" من قبل "اسعد الشيباني" الذى وصف تعامله مع سوريا كالتعامل (مع الخطيفة) وبمنطق من يحرر يقرر ٠

روسيا تعلن إجراء مناقشات

وهناك من تساءل هل ذهب الجولانى إلى موسكو لتسليم حصة روسيا من الاراضي والتأكيد على الالتزام بكل الاتفاقات التى أبرمها النظام السابق بل والمطالبة بالمشاركة فى تسليح وتدريب الجيش السورى عوضا عن الراعى التركى لمجرد استرضاء بوتين وممارسة لعودة نفوذه فى سوريا٠' وفرض حمايته على الساحل السورى بالكامل "اللاذقية وطرطوس وكافة المناطق الريفية"' لمواجهة غزو الجهاديين الأجانب الإرهابيين والسلفيين والتكفيريين منهم ' ليؤكد فى النهاية أن المستفيد من التقسيم هم جماعة هيئة تحرير الشام' لتبقى الفوضى قائمة والانفلات الامنى مع غياب دولة تقبل كل السوريين تحت مظلة دولة واحدة موحدة وهو امر مرفوض من قبل جماعة الجولانى ٠

تشابه المشهد بين الجولاني ومرسي

البعض يرى أن هناك احتمالية ان يعيد التاريخ نفسه فى الحالة السورية الراهنة مثلما جرى مع الحالة المصرية ابان زيارة (مرسى العياط) إلى موسكو فى إبريل ٢٠١٣ ليذهب مع الريح إلى غير رجعة بعد ثلاثة اشهر لتسعيد مصر وعيها وشبابها فى إعادة بناء كامل مؤسسات الدولة'وهى ذات المعطيات التى واجهها (الجولاني) خلال زيارتة لموسكو وحديثه عن (صعوده العديد من الدرج)' معتبرها نوعا من الرياضة' فى إطار من الكوميديا السوداء وهو الأمر الذى تعرض له مرسى العياط ٠

بديل محتمل على الساحة السورية

ويرى العديد من المراقبين أن هناك شبه إجماع على كافة شبكات التواصل الاجتماعى وفى الداخل السورى حول احلام وربما آمال عريضة لدى السوريين فى أن يذهب (الجولاني) ايضا مع الريح' خاصة مع بزوغ نجم جديد ومنافس قوى على الساحة السورية وبدعم اوروبى امريكى خليجي' ويحظى بأجواء إيجابية شعبية فى الداخل السورى كونه من الطائفة العريضة من أهل السنة الشديدة الاعتدال' العميد مناف طلاس الضابط المنشق عن الجيش السورى فى الحرس الجمهورى منذ عام ٢٠١٢

الرجل لم تتلوث يداه بدماء السوريين' ويملك إرثا تاريخيا فى سوريا شاء من شاء وأبى من أبى' ومدعوما من قبل فرنسا والاتحاد الأوروبي ليتولى مسؤولية تأسيس مجلس عسكرى سورى انتقالى'لاستعادة بناء الدولة السورية واستعداده للتعامل مع الجولانى ' إلا أن الأمر شكل تهديدا حقيقيا ووجوديا وبديلا مقبولا عن الجولانى من قبل العديد من الاطراف الدولية والإقليمية والعربية ومتوافقا مع مختلف الطوائف والمذاهب والاكراد
وخاصة قوات سوريا الديمقراطية( قسد) القوة والمنظومة العسكرية الحقيقية لإقامة جيش وطنى سورى'مما شكل ارتباكا كبيرا لدى الجولانى بقبول كل طلبات الجنرال مظلوم عبدى قائد قوات سوريا الديمقراطية وقبوله بانتشار قوات سوريا الديمقراطية على مجمل الأراضى السورية لمحاربة ارهاب الدواعش لتبقى الأمور حتى الآن محل اختبار نتيجة غياب الثقة بين كافة أطراف الصراع ٠

هل يذهب الجولاني مع الريح؟

ويبقى السؤال المشروع : هل يتقبل (الشرع) أو الجولانى وجماعتة نصرا بلا ثأر وعدالة بلا انتقام؟
وهل سينجح استمرار تثبيت الإستبداد الدينى( الدولة الدينية) فى سوريا مقابل فشل الجولاني فى التوقيع على الاتفاق الامنى؟ وفقدان سيطرتة على. مجمل الأوضاع فى سوريا٠

المؤكد أن فشل الجولاني سواء فى التوقيع على الاتفاق الأمنى' وما يرتبط به من اتفاق للسلام مع إسرائيل والتلكؤ فى تطبيق الشروط الأمريكية أمر ا يتعارض مع المطالب الامريكية علاوه على فشله فى إدارة الوضع الراهن فى سوريا والمقبل على الانفجار والحرب الأهلية بسبب التقسيم الجغرافي للعديد من المناطق التى تتداخل فيها العديد من الطوائف والمذاهب الدينية والعرقية التى يسحيل الفصل فيما بينها ٠