استقالات تضرب حزب الجبهة الوطنية في سوهاج.. بسبب ترشيح شخصيات من خارج المحافظة

تفاقمت الأزمة داخل حزب الجبهة الوطنية بعد تقديم عدد من أعضائه في محافظة سوهاج استقالات جماعية، اعتراضًا على إدراج مرشحين من خارج المحافظة ضمن قوائم الحزب الانتخابية.

أزمة جديدة تهز صفوف الحزب

شهدت محافظة سوهاج خلال الساعات الماضية موجة من الاستقالات داخل حزب الجبهة الوطنية، بعد اعتراض عدد من قيادات وأعضاء الحزب على قرار القيادة المركزية بترشيح أسماء من خارج المحافظة ضمن قوائم الحزب في الانتخابات المقبلة.

وأكد الأعضاء المستقيلون أن القرار يتعارض مع مبدأ تمكين الكوادر المحلية، ويُعد “إقصاءً متعمدًا لأبناء سوهاج الذين شاركوا في بناء الحزب منذ تأسيسه”، معتبرين أن ما حدث “طعنة في ظهر القواعد التنظيمية التي عملت بجهد خلال السنوات الماضية”.

قيادات محلية تعترض على “التهميش”

وقال أحد أعضاء الحزب المستقيلين في تصريحات صحفية إن “اختيار مرشحين من خارج سوهاج يُعد تجاهلًا متعمدًا لدور أبناء المحافظة الذين كانوا من أوائل من دعموا الحزب ونشروا فكره في الصعيد”.

وأشار إلى أن القرارات الأخيرة اتُخذت دون مشاورات مع المكاتب التنظيمية في المحافظات، مما أثار غضب الكوادر الحزبية التي رأت في ذلك “نهجًا مركزيًا يُهمّش صوت القواعد ويهدد وحدة الحزب”.

استقالات جماعية ورسائل احتجاج

وأفادت مصادر داخل الحزب بأن عددًا من قيادات المكاتب التنظيمية في سوهاج تقدموا باستقالاتهم الرسمية إلى الأمانة العامة، معربين عن رفضهم “الطريقة التي تُدار بها العملية الانتخابية داخل الحزب”، مؤكدين أن القرار الأخير تسبب في انقسام داخلي حاد.

كما تم إرسال رسائل احتجاج رسمية إلى رئيس الحزب تطالب بإعادة النظر في القوائم الانتخابية، وضمان أن تشمل المرشحين الفعليين من أبناء المحافظة “الذين يملكون تاريخًا نضاليًا داخل الحزب”.

الحزب يلتزم الصمت

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الأمانة العامة لحزب الجبهة الوطنية بشأن الاستقالات أو أسباب اختيار المرشحين الجدد، في وقت تتزايد فيه الدعوات لعقد اجتماع عاجل لتهدئة الأوضاع وإعادة ترتيب الصفوف قبل انطلاق الحملة الانتخابية.

قراءة تحليلية: خلافات تعكس أزمة الثقة

يرى مراقبون أن ما يحدث داخل حزب الجبهة الوطنية في سوهاج يعكس أزمة ثقة متصاعدة بين القيادة المركزية والقواعد التنظيمية في المحافظات، خصوصًا في صعيد مصر الذي يُعد أحد أهم معاقل الحزب.

ويؤكد محللون أن استمرار هذه الخلافات قد يضعف الموقف الانتخابي للحزب في أكثر من دائرة، ما لم تُتخذ خطوات عاجلة لاحتواء الغضب وإعادة بناء التواصل بين المقر الرئيسي والأعضاء في المحافظات.