الغاء مباراة مالاوي وغينيا الاستوائية في تصفيات كأس العالم 2026.. واقعة غريبة تهز التوقف الدولي

واقعة غريبة في تصفيات المونديال
شهدت فترة التوقف الدولي لشهر أكتوبر/تشرين الأول 2025 واقعة غير مسبوقة في القارة الإفريقية، بعدما تم إلغاء مباراة مالاوي وغينيا الاستوائية التي كانت مقررة يوم الخميس، ضمن الجولة التاسعة من تصفيات كأس العالم 2026.
المباراة كان من المفترض أن تُقام على ملعب بينغو الوطني في العاصمة المالاوية، إلا أن المنتخب الضيف رفض السفر، لتُلغى المواجهة رسميًا قبل ساعات من موعدها، في حدث أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية الإفريقية.
سبب إلغاء المباراة
ووفقًا لما أعلنه اتحاد مالاوي لكرة القدم في بيان رسمي، فقد تم إلغاء اللقاء بسبب ظروف سفر طارئة تخص بعثة غينيا الاستوائية، مؤكّدًا أن المباراة لن تُقام في موعدها المحدد، وأن منتخب مالاوي سيُعتبر فائزًا بالنقاط الثلاث وفق لوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وأشار البيان إلى أن المنتخب المالاوي سيحصد نقاط المباراة كاملة، ما يُقرّبه من المركز الثاني في المجموعة، ويُقلّص الفارق إلى نقطتين فقط عن الوصيف منتخب ناميبيا، في انتظار قرار رسمي من "كاف" لتأكيد النتيجة النهائية.
تمرد لاعبي غينيا الاستوائية
من جانب آخر، كشفت وسائل إعلام إفريقية أن لاعبي منتخب غينيا الاستوائية رفضوا السفر إلى مالاوي احتجاجًا على ما وصفوه بـ"سوء إدارة اتحاد الكرة الحالي"، بعد سلسلة من الفضائح الإدارية والمالية التي هزّت صورة الاتحاد المحلي خلال الأشهر الماضية.
ووفق التقارير، فإن اللاعبين أبلغوا اتحادهم بعدم رغبتهم في خوض اللقاء "تضامنًا مع زملاء لهم لم يتسلموا مستحقاتهم منذ أشهر"، في خطوةٍ غير مسبوقة تهدد مستقبل المنتخب في المنافسات الإفريقية المقبلة.
موقف المنتخبين في التصفيات
رغم أن منتخبي مالاوي وغينيا الاستوائية فقدا فعليًا فرص التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، فإن النقاط الثلاث التي حصل عليها منتخب مالاوي تحسّن موقعه مؤقتًا في جدول المجموعة.
ويملك منتخب مالاوي الآن فرصة لاحتلال المركز الثاني، لكن عدد نقاطه لن يكون كافيًا للمنافسة على بطاقات الملحق النهائي، التي تُخصص لأفضل المنتخبات صاحبة المركز الثاني في المجموعات الإفريقية.
أما منتخب غينيا الاستوائية، فقد ودّع التصفيات رسميًا، بعد سلسلة من النتائج السلبية والأزمات الإدارية التي طغت على مشواره في التصفيات.
ردود فعل غاضبة في إفريقيا
أثار قرار الإلغاء موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر محللون أن الواقعة تكشف عن عمق الأزمات التي تواجه كرة القدم الإفريقية على مستوى التنظيم والاحتراف.
وطالب عدد من النقاد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بضرورة التدخل السريع لفرض عقوبات صارمة على المنتخبات التي تمتنع عن خوض المباريات دون مبرر قاهر، حفاظًا على نزاهة المنافسة.
خلفية عن تصفيات كأس العالم 2026
تُقام تصفيات كأس العالم 2026 في إفريقيا بنظام المجموعات، حيث تتنافس المنتخبات على حجز بطاقات التأهل إلى النسخة المقبلة من البطولة التي ستُقام في الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك.
وتضم التصفيات الإفريقية 9 مجموعات، يتأهل أصحاب المراكز الأولى مباشرة إلى المونديال، بينما يخوض أفضل أربعة من أصحاب المركز الثاني مرحلة الملحق الحاسم.
هشاشة البنية الإدارية في بعض الاتحادات الإفريقية
تُعد واقعة إلغاء مباراة مالاوي وغينيا الاستوائية واحدة من أبرز الأحداث المثيرة خلال التوقف الدولي لشهر أكتوبر، إذ تعكس هشاشة البنية الإدارية في بعض الاتحادات الإفريقية، وتسلّط الضوء على الحاجة الملحّة لإصلاحات جذرية داخل المنظومة الرياضية بالقارة السمراء.
فبينما تستعد المنتخبات الكبرى لمواصلة مشوارها نحو مونديال 2026، لا تزال بعض الفرق الأخرى تتعثّر في أزمات إدارية تُهدد طموحات لاعبيها وجماهيرها على حدّ سواء.