الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

رجال الظل.. من هم قوات G.I.S المصرية التي تحمي مفاوضي حماس وإسرائيل في مصر؟

قوات الظل
-

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو المفاوضات الجارية في شرم الشيخ بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة مصرية، برز حضور لافت لرجال لا يظهرون إلا في المهام عالية الخطورة، أولئك الذين يتحركون بصمت واحترافية خلف الكواليس لتأمين الشخصيات والمواقع الحساسة.
إنهم رجال الظل في مصرقوات G.I.S — الذراع الخفية لجهاز المخابرات العامة المصرية، والدرع السري للدولة في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية.

قوات G.I.S.. درع مصر الواقي

ترمز الأحرف G.I.S إلى General Intelligence Service، أي جهاز المخابرات العامة المصرية، لكن هذا الاختصار يُستخدم إعلاميًا وأمنيًا أحيانًا للإشارة إلى وحدات النخبة الخاصة التابعة للجهاز، وهي قوات التدخل السريع ومكافحة الإرهاب التي تعمل بسرية تامة تحت إشراف مباشر من رئاسة الجهاز.

تُعرف هذه القوات بكونها النظير المصري لوحدات العمليات الخاصة الأمريكية (CIA SAC) أو القوات الخاصة البريطانية (SAS)، وتُعد من أعلى التشكيلات تدريبًا وسرية في المنطقة.

تجمع تدريبات قوات G.I.S بين القتال القريب، القنص الدقيق، القفز المظلي، التسلل الليلي، وحرب المدن، ما يجعلها قادرة على تنفيذ مهام دقيقة في بيئات معقدة داخل مصر وخارجها.

مهام متعددة.. وسرية مطلقة

تُكلف هذه القوات بمهام ذات حساسية قصوى، تشمل:

  • تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب داخل مصر وخارجها.

  • تحرير الرهائن وإنقاذ الشخصيات البارزة في ظروف شديدة الخطورة.

  • جمع المعلومات الميدانية وتنفيذ عمليات استخباراتية سرية.

  • تأمين الوفود الرسمية والبعثات الدبلوماسية المصرية في مناطق النزاع.

  • حماية المنشآت الوطنية وملاحقة العناصر الإرهابية عالية الخطورة.

  • قوات GIS الضاربة

وبحسب مصادر أمنية، فإن ظهور عناصر G.I.S في محيط المفاوضات بمنتجع شرم الشيخ جاء ضمن خطة تأمين شاملة للوفود المشاركة من حماس وإسرائيل وتركيا والولايات المتحدة، وذلك بعد تعرض خليل الحية، رئيس وفد حماس المفاوض، لمحاولة اغتيال إسرائيلية في الدوحة الشهر الماضي.

ظهور نادر في مهام استثنائية

تتميز قوات G.I.S بندرتها الإعلامية، إذ لا تظهر إلا في العمليات التي تحمل طابعًا وطنيًا عالي الحساسية.
ومن أبرز ظهوراتها:

  • مايو 2019: عند تسليم الإرهابي هشام عشماوي إلى مصر من قبل الجيش الوطني الليبي، حيث ظهرت عناصر G.I.S في الصور الرسمية تحيط بعشماوي وهي ترتدي سترات تحمل شعار الجهاز.

  • مايو 2021: خلال زيارة اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة السابق، إلى قطاع غزة لتثبيت وقف إطلاق النار، حيث رافقته قوات G.I.S لتأمين تحركاته وسط توترات أمنية بالغة الحساسية.

  • أكتوبر 2025: خلال مفاوضات شرم الشيخ الحالية بين حماس وإسرائيل، شوهدت عناصر G.I.S تقف خلف وفد حماس المفاوض في مشهد جذب الأنظار داخل القاعة.

قوات النخبة في الظل

قوات GIS الضاربة

ورغم أن عدد أفراد هذه القوة غير معلن، فإنها تُصنف ضمن أكثر الوحدات الأمنية سرية في الشرق الأوسط.
تعمل في صمت، لا شعارات ولا بيانات، فقط النتائج الميدانية التي تثبت كفاءتها وقدرتها على إحباط مخططات إرهابية وتأمين مصالح الدولة العليا دون ضجيج إعلامي.

وتُعتبر G.I.S الذراع الخفية التي تحمي الداخل والخارج المصري، إذ تشارك في عمليات خارج الحدود بالتنسيق مع القوات المسلحة وجهاز الأمن الوطني، خاصة في الملفات المعقدة مثل الإرهاب الدولي، التهريب، والتجسس.

مصر.. قوة توازن إقليمية

في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، تؤكد مصر من خلال هذه التحركات أنها لا تزال محور الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
فبينما تُدار المفاوضات في العلن، هناك رجال في الظل يؤمنون خطوطها ويحرسون مساراتها، يسهرون من أجل أن تمر هذه القضايا الحساسة في أمان وسرية تامة.

من هي فرقة القوات الخاصة المصرية التي تؤمن رئيس المخابرات المصرية في غزة؟ -  RT Arabic

أنهم رجال لا يُذكرون بالأسماء

لا أحد يعرف أسماءهم ولا رتبهم، لكن أثرهم ظاهر في كل عملية تنجح وفي كل خطر يُزال قبل أن يُعلن عنه.
إنهم رجال G.I.S.. الدرع الخفي لمصر، والعيون الساهرة التي تحمي الوطن بصمتٍ من خلف الكواليس.