الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

تحت شعار -لانريد ان نغضب احد

إلغاء عطلة 6 أكتوبر في سوريا:حلاوتك ياجولاني أحلي من التفاح الأمريكاني !

الشرع يقدم فروض الولاء والطاعة
-

أصدر الجهاز التنفيذي في سوريا قرارًا بإلغاء عطلة 6 أكتوبر (ذكرى حرب أكتوبر / 1973) من قائمة الأعياد الرسمية، مرفقًا بتبرير بأن الحكومة لا “تريد أن تغضب أحدًا”. هذا القرار أثار موجة من النقاشات السياسية والاجتماعية، ما دفع إلى طرح أسئلة حول الدوافع الحقيقية والتأثيرات المحتملة داخليًا وخارجيًا.

في هذا التقرير نستعرض:

  1. خلفية العطلة وأهميتها الرمزية في سوريا

  2. طبيعة القرار وتفسيره الرسمي وردود الفعل

  3. السياق السياسي والدوافع المحتملة

  4. الأبعاد الاجتماعية والنفسية

  5. التأثيرات المحتملة داخليًا وإقليميًا

  6. الخلاصة والأسئلة المفتوحة

1. الخلفية: عطلة 6 أكتوبر في الذاكرة السورية

أحمد الشرع يهنئ ترامب بتنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة

  • تُعد ذكرى 6 أكتوبر مناسبة وطنية مهمة في عدة دول عربية، وتُحتفل بها كتخليد لذكرى حرب 1973 التي شاركت فيها سوريا إلى جانب مصر ضد إسرائيل.

  • في سوريا، كانت العطلة تعتبر يومًا وطنيًا رسميًا، يُمنح فيه الموظفون عطلة رسمية، وتقام فعاليات واحتفالات سياسية وتاريخية حول بطولات قوات جيش الدفاع.

  • العطلة تحمل رمزية كبيرة في الوجدان الشعبي؛ فهي ليست مجرد يوم عمل يُسترد، بل رمزية للكرامة الوطنية وقوة الانتصار أو الصمود.

إلغاء عطلة بهذه الرمزية يُعد تغييرًا ليس بسيطًا، بل تغيّرًا قد يُقرأ كإعادة ترتيب للأولويات الرمزية للدولة.

2. طبيعة القرار والتفسير الرسمي

  • القرار تم إعلانه عبر مرسوم تنفيذي أو تعديل في اللوائح الرسمية (حسب ما أفاد به الإعلام المحلي)، يهدف إلى تحديد الأعياد الرسمية والأيام التي تُمنح كإجازات بأجر كامل للموظفين.

  • في نص التفسير الذي رافق القرار، وردت عبارة بارزة: «لا نريد أن نغضب أحدًا»، ما أثار اهتمام المراقبين باعتبارها إشارة ضمنية إلى ضغوط داخلية أو خارجية أعادت صياغة التعامل الرمزي مع الذكرى الوطنية.

  • لم يصدر في الوقت الحالي بيان موسَّع من جهة رسمية أعلى (رئاسة الدولة أو مجلس الوزراء) يشرح كافة الأسباب، أو يحدد ما إذا كان التعديل دائمًا أو مرحليًا.

3. السياق السياسي والدوافع المحتملة

عند النظر إلى القرار من زاوية سياسية، يمكن طرح عدة دوافع محتملة (قد تكون واحدة أو مزيجًا منها):

أ) إعادة ترتيب الرموز الوطنية

قد يكون الهدف اختزال الرموز التي تُثار في الظروف السياسية الحساسة، وتقليل مساحة استغلال العطلة في التظاهر أو الاحتجاجات أو المطالبة بالتغيير.

ب) ضغط خارجي أو استشارات إقليمية

العبارة “لا نريد أن نغضب أحدًا” يمكن أن تُفهم على أنها تلميح إلى ضغوط دولية أو توازنات علاقات إقليمية، ربما بين الدول التي لها مواقف حساسة تجاه قضايا الصراع الفلسطيني أو المواجهات العسكرية في المنطقة.

ج) التناسب مع أولويات الدولة الاقتصادية

الدولة ربما ترى أن العطلات الرسمية تُكبّدها أعباء مالية في ظروف اقتصادية صعبة، وتحتاج إلى ضبط إجازات رسمية لتخفيف الضغط على الإنفاق العام.

د) رسالة سياسية داخلية

يمكن أن يكون القرار أيضًا رسالة مفادها أن الدولة تريد إعادة تشكيل سردها الرسمي وتأكيد أن الولاء لا يُقاس فقط بالرموز القديمة، بل بالأداء وقضايا الحاضر.

4. الأبعاد الاجتماعية والنفسية

ردود الأفعال الشعبية

  • على منصات التواصل، عبَّر كثيرون عن الصدمة والاستغراب، معتبرين أن القرار يمس جزءًا من الهوية الوطنية.

  • البعض سخر من القرار بعبارات مثل: "يا حلاونك يا جولاني.. يا تفاح أمريكاني" في إشارة إلى استياء من التنازلات الرمزية المحتملة.

  • آخرون رأوا في ذلك “مطاولة جديدة” للابتعاد عن التاريخ نحو سياسات أكثر واقعية، وأن الأعياد الوطنية لا يجب أن تُستخدم للسياسة.

البعد النفسي

إزالة عطلة رمزية قد تُترك أثرًا نفسيًا على الشعور بالانتماء والاعتزاز الوطني، خاصة إذا لم يقترن القرار بتواصل رمزي أو فعاليات بديلة تحافظ على الذاكرة الجماعية.
كما أن القرار قد يُفسّر لدى بعض الجمهور كمحاولة لتقليل المشاركة الشعبية في الاحتفالات أو الفعاليات التي قد تستخدم في التعبير السياسي.

5. التأثيرات المحتملة داخليًا وإقليميًا داخليًا

  • قد ينخفض حضور المواطنين في الفعاليات الرسمية أو الاحتفالات التي تقام عادة في 6 أكتوبر، ما يُضعف الأداء الرمزي للدولة في الاحتفاء الوطني.

  • من الممكن أن يُعزز القرار الحساسيات الطائفية أو المناطقية إذا اعتبره البعض تقليصًا لحقوق الرموز الوطنية.

  • قد يُستخدم القرار من قِبل المعارضة أو الإعلام النقابي في انتقاد توجهات السلطة نحو “تسطيح الرموز” أو إضعاف الرموز الجماعية.

إقليميًا

  • قد يُساء تفسير القرار في الدول التي تحتفل بـ6 أكتوبر كدرس تاريخي في الكرامة والمواجهة.

  • ربما يُنظر إليه من قوى إقليمية كخطوة لترشيق الموقف السوري في سياق المفاوضات الإقليمية أو الترتيبات الدبلوماسية حول الصراع الفلسطيني أو إعادة الإعمار أو تسوية النزاعات في المنطقة.

6. الخلاصة والأسئلة المفتوحة

إلغاء عطلة 6 أكتوبر في سوريا هو قرار ليس عابرًا، بل يحمل دلالات رمزية وسياسية. فبينما تقول السلطة إن القرار يأتي لتنسيق العطلات الرسمية ومنع “إثارة غضب أي طرف”، فإن الجمهور يراه بمثابة تغيير في الموازين الرمزية التي كانت تُعبّر عن الانتماء الوطني والذاكرة المشتركة.

الأسئلة التي تبقى معلقة:

  • هل هذا القرار مؤقت أم دائم؟

  • هل ستُرافقه فعاليات رمزية أو تعويضات لتعويض الرمزية التي خلّفها الإلغاء؟

  • ما هي الجهات التي مارست الضغوط على اتخاذ هذا القرار؟

  • كيف سيتقبله المواطن السوري العادي، خصوصًا من تعلّق بهذه المناسبة؟

  • هل سنشهد قرارات مماثلة تجاه رموز وطنية أخرى؟