الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

الأبن خلص علي والده داخل المنزل في طوخ والسبب “اضطراب نفسي”

مركز شرطة طوخ
-

في جريمة تقشعر لها الأبدان وتفطر لها القلوب، شهدت محافظة القليوبية حادثًا مأساويًا بعدما أقدم شاب على قتل والده المسن داخل منزله بإحدى قرى مركز طوخ، في واقعة هزّت الأهالي لبشاعتها وتفاصيلها المفجعة.

جلسة عائلية تحولت إلى مسرح جريمة

كانت البداية حين جلس الأب المسن بصحبة نجله في منزلهما البسيط، في مشهدٍ عادي متكرر داخل بيتٍ تغمره الهدوء والطمأنينة.
لكن الأب لم يكن يعلم أن تلك الجلسة الهادئة ستكون آخر لحظاته في الحياة، إذ تحولت بين لحظة وأخرى إلى مأساة دامية حين استلّ الابن سكينًا حادًا وانهال بها على والده طعنًا في الرقبة والصدر والجسد، مسددًا له عدة طعنات قاتلة أنهت حياته على الفور.

ليسقط الأب غارقًا في دمائه داخل صالة منزله، بينما عمّ الذعر والصدمة أرجاء القرية التي لم تصدق أن الابن قتل والده بيده في لحظة فقدان للوعي والإدراك.

صرخة مدوية تكشف الكارثة

وكشفت التحقيقات أن إحدى السيدات من أفراد الأسرة كانت خارج المنزل أثناء وقوع الجريمة، وعند عودتها فوجئت ببركة دماء تغطي أرضية الصالة.
أطلقت صرخة مدوية هزّت جدران البيت والقرية بأكملها، ما دفع الأهالي إلى التدافع نحو المنزل، ليُصدم الجميع بالمشهد البشع الذي وقف أمامه الجميع في حالة ذهول تام، قبل أن يسارعوا بإبلاغ الأجهزة الأمنية.

تحرك أمني سريع وكشف هوية الجاني

على الفور، تلقى اللواء محمد السيد، مدير مباحث القليوبية، إخطارًا من اللواء وائل متولي، رئيس مباحث المديرية، بوقوع جريمة قتل داخل إحدى قرى مركز طوخ.
وانتقل إلى مكان الحادث المقدم مصطفى كامل، رئيس مباحث المركز، على رأس قوة من رجال البحث الجنائي، حيث تم العثور على جثمان الأب ممدوح. إ. ب.، في العقد السادس من عمره، غارقًا في دمائه داخل منزله.

ومن خلال التحريات السريعة، تم تحديد هوية الجاني، وتبيّن أنه نجله محمد. م. أ.، البالغ من العمر حوالي 30 عامًا، والذي ارتكب الجريمة مستخدمًا سكينًا حادًا موجّهًا لوالده عدة طعنات قاتلة في الرقبة والصدر.

اضطراب نفسي وراء الجريمة

وأوضحت تحريات رجال المباحث أن الجاني كان يعاني منذ فترة من اضطرابات نفسية حادة، وكان يتلقى علاجًا متقطعًا، إلا أن حالته تدهورت مؤخرًا بشكل واضح، ما أثر على قدرته العقلية وأفقده السيطرة على أفعاله.
وأكدت المصادر الأمنية أن الابن لم يُبدِ أي مقاومة لحظة القبض عليه، وبدت عليه علامات التوتر والانفعال الشديد، كما أدلى باعترافات غير مترابطة، مما عزز فرضية ارتكابه الجريمة في حالة فقدان وعي أو هياج نفسي.

قرار النيابة العامة وتحقيقات مستمرة

تم نقل جثمان الأب إلى مشرحة مستشفى طوخ المركزي تحت تصرف النيابة العامة، التي تولت التحقيق على الفور.
وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تقرير الصفة التشريحية لتحديد سبب الوفاة بدقة، مع تكليف أجهزة الأمن بمواصلة التحريات حول خلفية المتهم وحالته النفسية.

كما وجهت النيابة بضرورة فحص الملف الطبي للمتهم لمعرفة ما إذا كان يتلقى علاجًا نفسيًا أو دوائيًا منتظمًا، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.

صدمة في القرية وحزن لا يوصف

سادت حالة من الحزن والذهول في قرية طوخ عقب الحادث، إذ تجمع الأهالي أمام المنزل وسط صمت ثقيل يخيم على المكان.
وأكد الجيران أن الضحية كان رجلًا صالحًا معروفًا بحسن الخلق والمعاملة الطيبة، بينما كان ابنه يعاني من اضطرابات نفسية جعلته منطويًا خلال الفترة الأخيرة.
وقال أحد الأهالي: “عمرنا ما سمعنا عن مشاكل بينهم، الناس كلها اتصدمت، محدش كان يتخيل الولد ممكن يعمل كده في أبوه.”

مأساة أسرية تكشف خطر الإهمال النفسي

الحادثة أعادت إلى الواجهة خطورة تجاهل الأمراض النفسية داخل الأسر المصرية، خاصة عندما لا يتلقى المرضى الدعم والرعاية الكافية.
وأكد متخصصون أن حالات الاضطراب العقلي غير المعالجة قد تتحول إلى كوارث أسرية مفاجئة، كما حدث في هذه الجريمة المروعة التي هزّت الرأي العام.