الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

د مصطفى راشد يكتب : الفرق بين حكم الدولة والجماعات والميليشيات

د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون
بقلم د- مصطفي راشد -

حينما حدثت حرب ٦ أكتوبر ٧٣ العاشر من رمضان بين مصر واسرائيل لإسترداد سيناء المصرية المحتلة كنت طفلا غير مدرك لما يحدث، وبعدها بفترة وأنا طالب بمعهد سموحة الأزهرى بالأسكندرية فوجئت بعميد المعهد ورئيس منطقة الأسكندرية الأزهرية الشيخ أبو اخوات لأول مرة بيشغل أغانى بالطابور منها أغنية "بسم الله الله أكبر " للمجموعة وهي أول أغنية صدرت احتفالاً بعبور قناة السويس، التى تم تأليفها وتلحينها في أقل من 24 ساعة للشاعر عبد الرحيم منصور والموسيقار بليغ حمدي.وايضا أغنية نفس الشاعر والملحن غناء وردة "حلوة بلادي.. السمرا بلادي.. الحرة "بنفس اليوم وأغنية العندليب خلى السلاح صاحى ،وايضا صباح الخير ياسينا ، وأغنية أم البطل لشريفة فاضل التى أستشهد أبنها فى الحرب

حرب أكتوبر.. نموذج لحكم الدولة

،فتسائلت بينى وبين نفسى عن السبب العظيم الذى يجعل شيخنا يخرج عن وقاره ويشغل أغانى لأول مرة فهل دقت الساعة ونفخ فى الصور،، لكن سرعان ماقطع تساؤلاتى حديث الشيخ أبو اخوات بمكبر الصوت وأنا أراه يبتسم لأول مرة ويقول غدا ياحمير أجازة بمناسبة انتصار ٦ أكتوبر، واسترسل يتحدث عن هذا اليوم الذى أظهر معدن المصريين مسلمين ومسيحيين وبهائيين ويهود وغيرهم على قلب رجل واحد لإسترداد سيناء المحتلة، وقال أهلنا اليهود المصريين كانوا يصلون لإنتصار وطنهم

عظمة الوطن والشعب المصرى

كماغنت العظيمة ليلى مراد ذات الأصول اليهودية من الحان أخوها منير، يا رايح على صحراء سيناء"لتؤازر بها جنود القوات المسلحة، ،، مما جعلنى وأنا جحش صغير ، أنتبه لعظمة الوطن والشعب المصرى الذى يتحول ويتخلص من كل عيوبه فى لحظة لحماية أرض الوطن، لدرجة أن وزارة الداخلية وقتها أعلنت عدم حدوث أى قضية سرقة أو نصب أو شجار أو غش تموينى أيام الحرب،

أسطورة خط بارليف

ثم عرفت أن أسطورة خط بارليف تم تحطيمها بأبتكار خراطيم المياه من القناة التى أخترعها الضابط المهندس الصغير باقى زكى، مما جعل المعاهد والكليات العسكرية بالعالم تدرس ذلك بإنبهار ويسجل بأسمه كنظرية عسكرية جديدة ،، وكان الرئيس السادات ،ووزير الدفاع المشير أحمد إسماعيل، وقائد الطيران اللواء حسنى مبارك ،يملكون الحكمة والذكاء، يعرفون متى نبدأ الحرب، ومتى نوافق على وقف القتال، حتى لانخسر ماكسبناه ،بعد فتح أمريكا جسر جوى بأمدادات السلاح الحديث لإسرائيل ،وإعلانها التأهب النووى بسبب حرب العرب على إسرائيل .

القائد العظيم هو من يحافظ على شعبه، وليس من يضحى بهم

لأن القائد العظيم هو من يحافظ على شعبه، وليس من يضحى بهم ويختبىء فى الأنفاق أو القصور الخرسانية تحت الأرض ،، كما تعلمت أن المصرى من أكثر شعوب الأرض وطنية فهو ينتقد حكومته وبلده بشدة، لكن لايقبل ذلك من الغريب أو المغرض مثل الإخوانى السلفى ،، لذا أنا كتبت على صفحتى وموقعى يوم طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 أطالب حماس بتسليم الرهائن بسرعة لمصر ،ليتم استبدالهم بمعتقلين فلسطينيين بموافقة حماس، حتى نوقف مبرر إسرائيل لأقتحام غزة، لأنى أعلم أن إسرائيل لن تترك أحد مواطنيها أسيرا، وستستخدم فى ذلك كل القوة والقتل، لأننى أعلم قوة إسرائيل ،فى مواجهة حماس ،لكن حماس كانت تأخذ التعليمات من ايران، التى لها أجندتها الخاصة ،مما يعنى الفرق الكبير بين حكم الجماعات والميليشيات ،وحكم الدولة التى تعمل طبقا للقوانين الدولية ويهمها حياة كل مواطن ، مما يجعلنا ندرك قيمة السادات وإسماعيل ومبارك فكانوا حكماء ،عرفوا متى يبدؤون الحرب، ومتى يوافقون على وقف إطلاق النار ،ومتى يجبرون العدو على السلام، بزيارة السادات للكنيست الإسرائيلى، فكسبت مصر ثقة وتعاطف وإحترام العالم ،وأن مصر دولة سلام قولا وفعلا طوال تاريخها ،لذا تدرس مدارس العالم تاريخ مصر القديم والحديث بأنبهار