عبدالله حشيش يكتب : حماس بين ”عبثية” الرفض و ”كارثية” القبول ...”نوبل” ترمب و ” سجن” نتنياهو .

العالم يحبس أنفاسه بانتظار رد حماس
يحبس العالم انفاسه بانتظار رد حماس على مبادرة الرئيس الأمريكي ترمب لوقف حرب الابادة في غزة.... ترمب اعطي حماس مهلة أربعة أيام لقبول المبادرة او السماح لاسرائيل بتنفيذ خطة الابادة الجماعية لسكان غزة وإنهاء القضية الفلسطينية بشكل نهائي، فيما تعطي المبادرة المزيد من الوقت لبقاء القضية الفلسطينية في غرف الإنعاش حيث تعاني الموت السريري طوال الفترة الماضية.
مخاطر الرفض على حماس وغزة
مبادرة ترمب التي تمت صياغتها مع اجراء بعض التعديلات بحضور رئيس الحكومة الاسرائيلي نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة الاخيرة، وبما يحقق كل أهداف إسرائيل ودون وضع سقوف زمنية للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وإنما مجرد وعود بانسحاب تدريجي، فيما تنص المبادرة بشكل قاطع بالإفراج عن جميع الأسرى الصهاينة وبشكل فوري، وان الإفراج الفوري مع بداية تنفيذ المبادرة، يثير الشكوك حول التزام إسرائيل بالمضي قدما في تنفيذ كامل المبادرة، وخاصة ان إسرائيل لا تلتزم بالتعهدات، وأنها في حال وصول الأسرى الي إسرائيل قد يغري ذلك نتنياهو على العودة للابادة بعد أن يكون قد تحلل من ضغوط أسر الأسرى... كما أن الإفراج الفوري عن جميع الأسرى سوف يفقد حماس اهم أوراق الضغط التي تملكها على إسرائيل.
المبادرة تحتوي على العديد من " الافخاخ " أبرزها فخ نزع سلاح حماس وتدمير الانفاق التي يحتمي بها مقانلو حماس ، ويضاف الي ماسبق من مخاطر القبول ان المبادرة تحدثت عن فترة انتقالية ولم تتحدث عن فكرة حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني طبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية.
مخاطر رفض حماس
يشكل قرار حماس برفض مبادرة تر، مب مخاطر كبيرة على حماس وعلى سكان غزة،.... وفي مقدمة المخاطر المتوقعة ان حماس سوف تدخل في صدام مع الدول العربية والإسلامية التي شاركت في اجتماعات واشنطن مع الرئيس ترمب، ووافقت على المبادرة، وسوف تفقد حماس الظهير العربي والإسلامي وربما تتعرض قيادات حماس فى الخارج من الحرمان من الملازات الأمنة التي تقيم بها في عدة عواصم، كما قد يحدث مواقف شعبية منهاهضة من سكان غزة الذين يتعرضون لحملة الابادة الممنهجة للتطهير العرقي، ويفتح الباب الي تدخل مباشر اسرائيل لإعادة احتلال كامل الارض الفلسطينية في الضفة والقطاع وبمباركة دولية.... لكن هناك مؤشرات قوية على قبول حماس بالمبادرة مع التحفظ على بعض بنودها وربما يعطي التحفظ فرصة للوسطاء لإجراء المزيد من التشاور مع الإدارة الأمريكية لإدخال او تعديل بعض البنود.
نوبل ترامب وسجن نتنياهو
يسابق ترمب الزمن في محاولة للحصول على موافقة حماس على المبادرة ودخولها حيز التنفيذ الفعلي قبل موعد الإعلان عن مبادرة نوبل للسلام والمقر لها في العاشر من أكتوبر الجاري ... فيما يعطي قبول حماس بالمبادرة قبلة الحياة لرئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو... ويدعمه في الهروب من المحاكمة باعتباره بطلا قوميا استطاع ان يحقق كل احلام الدولة العبرية.