الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

كواليس خطة ترامب للسلام في غزة.. غضب في واشنطن ومكالمات متوترة مع نتنياهو

ترامب  خلال مكالمة هاتفية
-

لم يكن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لوقف الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن يوم الإثنين الماضي حدثًا عابرًا، بل سبقه حراك دبلوماسي واتصالات متواصلة وكواليس مشحونة بالغضب والتوتر، خاصة في أعقاب الغارة الإسرائيلية الفاشلة على قطر، التي كادت أن تعصف بمسار التهدئة.

بداية الشرارة.. غارة الدوحة

كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن بذور الخطة وُضعت قبل ثلاثة أسابيع فقط، بعد محاولة إسرائيلية فاشلة لاستهداف قادة من حركة حماس في الدوحة.
هذه الغارة أثارت غضبًا عربيًا موحدًا ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما تسببت في قلق واشنطن من تداعياتها على الاستقرار الإقليمي، وفق ما نقل عن مبعوث ترامب ستيف ويتكوف وصهره ومستشاره غاريد كوشنر، اللذين شعرا بأن إسرائيل خدعتهما بعد لقائهما وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في ميامي قبل العملية بيوم واحد.

صياغة الخطة.. من وقف النار إلى "اليوم التالي"

بعد الغارة، دفع ترامب فريقه لتسريع المساعي نحو اتفاق شامل، فقام ويتكوف وكوشنر بدمج خطة وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن مع مشروع "اليوم التالي" الذي كان كوشنر يعمل عليه مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
النتيجة كانت وثيقة ترامب المكونة من 21 نقطة، والتي عرضها خلال قمة نيويورك على قادة عرب ومسلمين، حيث لاقت ردود فعل إيجابية ومهّدت لتوافق أولي قبل عرضها على الإسرائيليين.

صدام مع نتنياهو

عند انتقال الخطة إلى الطاولة الإسرائيلية، ظهرت الخلافات الحادة.
خلال لقاءات في نيويورك امتدت لساعات داخل أحد الفنادق، حاول نتنياهو إدخال تعديلات واسعة تلبي مطالب ائتلافه اليميني، مثل ضم الضفة الغربية وطرح خيار تهجير الفلسطينيين من غزة، لكن ترامب رفض تلك الطروحات بشكل قاطع.
مصادر أكدت أن ترامب فقد صبره، وأجرى مكالمة حادة مع نتنياهو قال له فيها:
"إما أن تقبل أو تترك.. وإن تركت، فسنبتعد عنك."

مكالمات صارمة وضغوط عربية

خلال عطلة نهاية الأسبوع وحدها، تحدث ترامب مع نتنياهو خمس مرات، مكررًا مطلبه بالحصول على "موافقة واضحة وصريحة دون شروط" على الخطة.
وفي المقابل، قَبِل ترامب بعض التعديلات الإسرائيلية الجزئية، لكنه شدد على أن أي محاولة لاستغلال الخطة لأهداف سياسية داخلية في إسرائيل لن تمر.
بالتوازي، واجهت واشنطن أيضًا ضغوطًا عربية لإدخال تعديلات محدودة في النص، خاصة من قطر ومصر وتركيا، لكن المصادر أكدت أن التوقعات كانت تميل إلى رد إيجابي من حماس مع بعض التحفظات.

بين القبول والرفض.. انتظار رد حماس

انتهت اجتماعات نيويورك بمسودة نهائية للخطة، تضمنت بندًا يفرض على إسرائيل الاعتذار لقطر عن الغارة الفاشلة، مع آلية تنفيذ لوقف إطلاق النار وصفقة الرهائن، وهيكلة سلطة انتقالية في غزة تشرف عليها "هيئة دولية" بدعم أمريكي وعربي.
ووفقًا للمصادر الأمريكية، فإن ترامب قال لنتنياهو:
"إذا قبلت الخطة ورفضتها حماس، فسأمنحك دعمي الكامل لمواصلة القتال."

خلاصة المشهد

كشفت كواليس الخطة عن تحولات كبرى في ديناميكيات الإقليم:

  • العرب تحدثوا بصوت واحد ضد التصعيد الإسرائيلي.

  • واشنطن باتت أكثر انخراطًا في فرض حل شامل، يقترن بالضغط المباشر على نتنياهو.

  • حماس تجد نفسها أمام اختبار صعب بين الموافقة بشروط أو مواجهة عزلة سياسية ومالية.

ويبقى السؤال الحاسم: هل ستتمكن خطة ترامب من إغلاق ملف حرب غزة، أم أنها ستلتحق بسلسلة المبادرات التي وُلدت محاصرة بالخلافات؟