الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

غزة تتابع مؤتمر ترامب ونتنياهو وسط قلق من بقاء الاحتلال وأولوية لوقف الحرب- تفاصيل

اسرة فلسطينية في العراء
بوابة الصباح اليوم وكالات الانباء -

تابع الفلسطينيون في قطاع غزة باهتمام كبير المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث شكّل الخطاب مادة نقاش بين النازحين والسكان المحليين، في ظل حرب طاحنة مستمرة منذ شهور. وعلى الرغم من أن بعض الفلسطينيين أبدوا ارتياحهم لعدم تكرار ترامب تصريحاته السابقة التي لوّح فيها بخيار التهجير، فإن الغالبية أجمعوا على أن الأولوية القصوى تبقى لوقف الحرب ورفع المعاناة اليومية عن المدنيين.

ارتياح مشوب بالقلق

النازح إبراهيم أبو لحية أوضح أن حديث ترامب لم يبعث الطمأنينة الكاملة، لكنه أراحه جزئيًا بسبب غياب الدعوات إلى تهجير الفلسطينيين. وقال: "أتمنى أن تتوقف الحرب بسرعة، فالتفاصيل الأخرى رغم صعوبتها تبقى أقل أهمية من إنهاء نزيف الدم". لكنه عبّر عن قلقه من إصرار نتنياهو على إبقاء السيطرة على أجزاء من قطاع غزة، بما في ذلك منطقته شرق خانيونس حيث دُمّر منزله.

وأضاف أبو لحية أن على حركة حماس أن تتعامل بمرونة مع الخطة المطروحة، حتى لا تُمنح ذرائع إضافية لنتنياهو للاستمرار في عملياته العسكرية.

شكوك حول الالتزام الإسرائيلي

أما النازح عبد الفتاح محمود فقد شدّد على أن الأولوية المطلقة هي وقف الحرب، لكنه أبدى شكوكًا كبيرة بشأن إمكانية التزام إسرائيل بأي اتفاق. وأشار إلى أن تجارب الفلسطينيين السابقة تجعلهم غير متفائلين بخطط تُطرح دون ضمانات حقيقية، ورجّح أن حماس لن توافق بسهولة على ما طُرح خلال المؤتمر.

الموقف الرسمي في غزة

من جانبه، اعتبر إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن ما يُسمى بـ"خطة ترامب لوقف الحرب" لا يُمثّل حلاً حقيقيًا، بل محاولة لفرض وصاية دولية تُشرعن الاحتلال وتنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني. وقال في تصريح صحفي: "الطريق الوحيد لوقف الحرب هو إنهاء العدوان ورفع الحصار ووقف الإبادة وضمان حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، مع اعتراف المجتمع الدولي بدولتنا الفلسطينية".

وشدد الثوابتة على أن أي مقترحات تتعامل مع غزة ككيان منزوع السيادة تحت إدارة دولية مرفوضة تمامًا، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني قدّم منذ 77 عامًا تضحيات جسيمة في مواجهة احتلال دموي، قُتل خلاله مئات الآلاف، وأن المطلب الأساس سيبقى وقف الحرب فورًا وليس الدخول في صفقات تُشرعن استمرار الاحتلال.

أولوية واحدة لاهل قطاع غزة

تُجمع الأصوات الفلسطينية على أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون البند الأول والوحيد على جدول أي مفاوضات أو مؤتمرات، فيما تبقى بقية التفاصيل محل نقاش طويل لاحقًا. وبينما يرى البعض أن تصريحات ترامب حملت إشارات أخف حدة من الماضي، إلا أن إصرار نتنياهو على البقاء في غزة أعاد إلى الواجهة المخاوف من استمرار الاحتلال وتوسّع مأساة الفلسطينيين.