الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

مصر الكبيرة.. بين حملات التحريض وواقع مواقفها التاريخية وإن كان الصغار لايتعففون!!!

صلاح توفيق
بقلم - صلاح توفيق -

خلال الساعات القليلة الماضية تداولت عاي مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الدعوات التي تطالب بإطلاق حملة شعبية تقوم بجمع توقيعات تطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بإصدار قرار بترحيل الأشقاء السوريين من مصر. هذه الدعوات جاءت – بحسب ما تردد – عقب انتشار أنباء عن مظاهرات ضد مصر على الأراضي السورية. غير أن هذه النداءات كشفت عن حالة من الانفعال السطحي الذي يتجاهل الحقائق التاريخية والإنسانية الثابتة، والتي تؤكد أن مصر كانت وما زالت الملاذ الآمن لكل من ضاقت به السبل وكل من يبحث عن الأمن والامان.

مصر بلد الأمان والملاذ الآمن

لم تفتح مصر أبوابها أمام الأشقاء السوريين فقط، بل استقبلت على مدار تاريخها الطويل العرب والعجم والأجانب من شتى الجنسيات والديانات، حين اشتدت بهم المحن. فمصر – بعراقتها وتاريخها – لم تكن يومًا دولة منغلقة أو ضيقة الأفق، بل كانت ولا تزال وسوف تظل ملجأ لكل مظلوم ومقهور، ومأوى للباحثين عن الأمن والاستقرار.

ومن هنا تبدو هذه الدعوات المطالبة بالترحيل متناقضة مع حقيقة أن مصر تتعفف كدولة كبيرة عن الأفعال الصغيرة، حتى وإن كان بعض الصغار لا يتعففون.

مصر ليست "أم الدنيا" فقط ...بل كل الدنيا

مصر لم تكن فقط "أم الدنيا" كما يطلق عليها البعض، بل هي – في حقيقتها – كل الدنيا. فهي دولة سبقت التاريخ بحضارتها، ثم جاء التاريخ ليسجل عطاءاتها. ومن ثم فإن مكانتها لا تهتز بمثل هذه الأفعال الصبيانية أو محاولات بث الفتن.

التاريخ المصري الممتد آلاف السنين، وثقافة شعبها الجبار الذي يؤثر في غيره ولا يتأثر، تجعلها أكبر من أن تنشغل بدعوات صغيرة أو أصوات نشاز على مواقع التواصل الاجتماعي ولا تثيرها الأفعال الصغيرة فهذة الأفعال لها أهلها ولم تكن يوما في اهتمامات مصر .

خلفية المظاهرات المزعومة

حتى اللحظة، لم يتضح بشكل قاطع طبيعة المظاهرات التي يُقال إنها خرجت في بعض المناطق السورية، ولا الجهة التي نظمتها أو أهدافها الحقيقية. لكن المؤكد أن هذه الأحداث – مهما كان حجمها – لن تغير من الواقع شيئًا، بل تزيد المصريين تمسكًا بوطنهم وقيادتهم، وتعمق شعورهم بضرورة الدفاع عن بلدهم ضد أي محاولات تشويه أو استهداف.

وسوريا، التي نعرفها جميعًا كشقيقة عزيزة، ليست تلك التي شوهتها الحروب والاحتلال والتدخلات الخارجية الكبيرة علي مدار السنوات الماضية ولذلك فإن محاولات إقحام الشعب السوري في مثل هذه الأعمال المشبوهة أمر مرفوض ولا يخدم إلا أعداء الأمة فسوريا الان مرتعا لعشرات الجماعات المتطرفة التي تملي عليها اجندات متناقضه فهي جماعات عميلة تقوم بادوار لحساب الغير والشعب السوري من ذلك براء

مصر دولة المواقف الواضحة

مصر، منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، دولة مواقف معلنة وواضحة. لا تتحرك في الخفاء، ولا تعقد الصفقات في الغرف المغلقة. مواقفها المشرفة، خاصة تجاه قضايا الأمة العربية، ثابتة ومعروفة. وهي لا تتأثر بضغوط أو ابتزاز ولا تلتفت الي الأعمال الصبيانية...

إن مصر، التي حمت حدودها وصانت سيادتها، لا تزال تفتح ذراعيها لكل من يلجأ إليها طلبًا للأمان. وهذا الدور هو ما يميزها عن غيرها، ويجعلها دائمًا محل احترام العالم أجمع، حتى وإن حاول البعض الإساءة أو التشكيك.

مصر المحروسة بعناية الله

ستبقى مصر المحروسة بعناية الله، كبيرة بتاريخها وأخلاقها. لا يضيرها أن يخرج بضعة أفراد – في أي مكان – ليتظاهروا ضدها، بل قد يكون ذلك أحيانًا مؤشرًا على أنها تسير في الطريق الصحيح. فمصر لا تبالي بأفعال الصغار، بل تسعى دائمًا لأن يعم السلام في العالم أجمع. وإذا كان هناك من يحاولون التشويش على صورتها، فإن الحقيقة تبقى ثابتة: مصر دولة تاريخ وحضارة، وأرض آمنة لكل من يطرق بابها... حمي الله مصر وشعبها.. عاشت مصر حرة أبية وإن كرة الحاقدون