ترامب يهدد بإلغاء كأس العالم بسبب إسرائيل وسط تصاعد أزمة كروية – سياسية

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية والسياسية، كشف موقع "واللا" العبري أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يلوّح بورقة إلغاء بطولة كأس العالم لكرة القدم أو عرقلة استضافتها في الولايات المتحدة، بسبب الضغوط المتزايدة المتعلقة بعضوية إسرائيل في الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم.
علاقة ترامب بالفيفا على المحك
بحسب التقرير، يتمتع ترامب بعلاقة وثيقة مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، الذي يزور البيت الأبيض باستمرار، غير أن هذه العلاقة تواجه اختبارًا صعبًا مع اقتراب موعد بطولة كأس العالم 2026 التي تستضيفها كل من أمريكا وكندا والمكسيك.
ووفق مصادر إسرائيلية، فإن ترامب أبلغ إنفانتينو برفضه أي تحركات تستهدف إقصاء إسرائيل من الفيفا، ولوّح بفرض عقوبات على الاتحاد الدولي لكرة القدم، تشمل حظر دخول شخصيات أو دول بعينها إلى الولايات المتحدة، في حال مضت هذه الإجراءات قدمًا.
تهديدات قد تنقلب على ترامب داخليًا
التقرير أشار إلى أن ترامب قادر على التهديد، لكنه قد يواجه عزلة ومعارضة داخلية، إذ يتهمه العديد من مؤيديه بوضع "إسرائيل فوق مصالح أمريكا". ما يجعل المضي في هذا الطريق محفوفًا بالمخاطر، خاصة أن التلويح بإلغاء بطولة عالمية بحجم كأس العالم قد يضر بصورة الولايات المتحدة عالميًا.
أزمة أوروبية ضد إسرائيل
بالتوازي، أفادت صحيفة التايمز البريطانية ووكالة أسوشيتد برس بأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) يدرس بجدية تعليق عضوية إسرائيل، حيث يؤيد معظم أعضاء اللجنة التنفيذية القرار، ومن المتوقع حسمه خلال جلسة الأسبوع المقبل.
كما ذكرت قناة سكاي نيوز أن عددًا من الأندية الأوروبية أرسل رسائل صريحة إلى الاتحاد، معلنة رفضها اللعب ضد فرق إسرائيلية، وهو ما يزيد من الضغوط على الفيفا.
موقف الخارجية الأمريكية
وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت موقفًا واضحًا، إذ أكدت رفضها القاطع لتعليق عضوية إسرائيل في الفيفا، وأكدت أنها ستتحرك دبلوماسيًا لمنع أي قرارات من هذا النوع، معتبرة أن استبعاد إسرائيل من المحافل الرياضية الدولية "سابقة خطيرة" قد تقود إلى تسييس الرياضة بشكل أكبر.
إنفانتينو بين نارين
من جانبه، يجد رئيس الفيفا جياني إنفانتينو نفسه أمام معادلة معقدة:
-
من جهة، علاقته الوثيقة بترامب والإدارة الأمريكية.
-
ومن جهة أخرى، الضغوط المتصاعدة من الاتحاد الأوروبي وبعض الأندية واللجان الأممية التي توصي بتعليق عضوية إسرائيل.
ووفق تقرير صحيفة إندبندنت البريطانية، فإن تغيير موقف الاتحاد الأوروبي قد يقود إلى مواجهة مباشرة مع الفيفا، بل وربما إلى أزمة حوكمة دولية غير مسبوقة في كرة القدم.
أزمة رياضية أم صراع جيوسياسي؟
القضية تتجاوز كونها خلافًا رياضيًا، إذ يرى مراقبون أن إصرار ترامب على الدفاع عن إسرائيل بهذه الصورة قد يحوّل الملف إلى صراع جيوسياسي داخل منظومة كرة القدم العالمية، خاصة أن تهديده يمس بطولة كأس العالم التي تُعد الحدث الرياضي الأهم على كوكب الأرض.
ومع تصاعد التوتر بين الاتحاد الأوروبي والفيفا، واحتمالية اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تعليق عضوية إسرائيل، يترقب العالم ما إذا كان ترامب سيمضي فعلًا في تهديده، أم سيجد نفسه مضطرًا للتراجع تجنبًا لأزمة أكبر تهدد سمعة الولايات المتحدة واستقرار كرة القدم الدولية.