الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

مصر شريك في السلام لا الحرب

الإعلام الإسرائيلي و”اختراع الحشود”.. هل تُدق طبول حرب مع مصر دون مبرر؟

جيش مصر
-

عاد الإعلام العبري مؤخرًا إلى إطلاق مزاعم متكررة حول انتشار عسكري مصري في سيناء، وتحديدًا الحديث عن نشر منظومات دفاع جوي متطورة من طراز HQ-9B الصينية. وبينما يُروَّج لهذه الأخبار بصيغة تنذر بتغيير "قواعد اللعبة" وتهديد التفوق الجوي الإسرائيلي، فإن القاهرة تؤكد أنها ملتزمة بكافة الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية كامب ديفيد، فضلًا عن كونها دولة سلام تُدير ملفاتها الدفاعية ضمن حدود القانون الدولي وتحت أنظار رقابة المجتمع الدولي.

الإعلام الإسرائيلي وممارسة التضخيم

نشرت مواقع عبرية مثل Hakol Hayehudi تقارير تزعم أن الجيش المصري نشر منظومات دفاع جوي حديثة في سيناء، وذهبت إلى حد القول إن هذه الخطوة "قد تشير إلى استعداد لمواجهة عسكرية مع إسرائيل".
لكن اللافت أن هذه التقارير لم يدعمها أي تأكيد رسمي من الجانبين المصري أو الإسرائيلي، بل إن مصادر إسرائيلية نفسها أشارت إلى أن مثل هذه الأحاديث قد تتضمن بنودًا "لن تُعجب الحكومة الإسرائيلية" وتثير الجدل داخليًا أكثر مما تعكس وقائع على الأرض.

من الواضح أن الإعلام الإسرائيلي يحاول استدعاء صورة الحشود وخلق مشهد تعبوي يوحي بتهديد مصري، رغم أن الوقائع لا تشير إلى أي تحرك عملي من هذا النوع.

مصر.. التزام بالسلام ورفض التضليل

على الجانب المصري، يتكرر الموقف الواضح:

  • التزام ثابت باتفاقيات السلام مع إسرائيل.

  • رفض قاطع لأي نزوح جماعي للفلسطينيين إلى سيناء واعتباره خطًا أحمر.

  • إدارة دفاعية مشروعة داخل أراضيها تتوافق مع المعايير الدولية.

القاهرة لم تُعلن رسميًا عن أي منظومات جديدة في سيناء، ولم تتبنَّ خطابًا هجوميًا، بل إن رسائلها الدبلوماسية تركز على وقف الحرب في غزة وتحقيق الاستقرار الإقليمي.

المراقبة الدولية تكشف الحقائق

سيناء منطقة تخضع لاتفاقيات أمنية دولية واضحة، تشمل وجود قوات مراقبة متعددة الجنسيات (MFO). وهو ما يجعل من المستحيل تقريبًا تمرير حشود عسكرية كبيرة أو منظومات استراتيجية دون رصد. لذلك تبدو روايات الإعلام العبري أقرب إلى حملة سياسية وإعلامية منها إلى وقائع ميدانية مثبتة.

هل يدق الإعلام العبري طبول الحرب؟

من خلال متابعة الأسلوب، يتضح أن الإعلام الإسرائيلي يسعى إلى:

  • إثارة مخاوف الداخل الإسرائيلي عبر الحديث عن تهديدات من مصر.

  • الضغط السياسي على حكومة نتنياهو لتشديد خطابها تجاه القاهرة.

  • تشتيت الانتباه عن مأزق الحرب في غزة وفشل الحسم السريع.

لكن مصر، بما تملكه من رصيد سياسي ودبلوماسي، تظل بعيدة عن الانجرار وراء هذه الأجواء المصطنعة، مؤكدة أنها شريك للسلام لا الحرب.

مصر دولة سلام ملتزمة بالاتفاقيات الدولية

بينما يُكثّف الإعلام الإسرائيلي من رواياته عن "حشود مصرية" و"منظومات دفاعية تغيّر قواعد اللعبة"، ترد القاهرة بالنفي العملي والتأكيد على أنها دولة سلام ملتزمة بالاتفاقيات الدولية. وفي ظل الرقابة الدولية على سيناء، يبدو أن هذه الادعاءات أقرب إلى طبول إعلامية تُدق دون مبرر واقعي، في محاولة لصناعة تهديد خارجي لا وجود له على الأرض.