الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

الاعتراف الدولي المتنامي بفلسطين.. خبراء يشيرون إلى تأثيره الكبير على موقف إسرائيل

غزة
-

قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين تمثل خطوة استراتيجية كبيرة تصب في صالح القضية الفلسطينية، وتساهم في ترسيخ دعائمها على الصعيدين السياسي والقانوني. وأوضح أن هذه الاعترافات تحد بشكل واضح من مساحة المناورة المتاحة لإسرائيل، مما يجعل محاولاتها لفرض سيادة كاملة على الضفة الغربية مستحيلة عمليًا، بينما قد تقتصر محاولاتها على ضم بعض المناطق فقط، وهو ما يمثل تراجعًا واضحًا في طموحاتها التوسعية.

وأشار فارس إلى أن هذه الاعترافات تضع إسرائيل تحت ضغط متزايد، إذ قد تضطر الدول الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاهها، بما في ذلك تعليق العلاقات الدبلوماسية، أو فرض قيود على مرور الطائرات الإسرائيلية في الأجواء الدولية، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على قدرتها الاقتصادية والعسكرية. وأضاف أن هناك توجهات جدية لدى الاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة، لتعليق اتفاقيات شراكة وتعاون تصل قيمتها إلى مليارات اليوروهات، وهو ما سيؤثر سلبًا على الاقتصاد الإسرائيلي ويجعل من الصعب على تل أبيب الاستمرار في سياساتها دون عواقب ملموسة.

الاعتراف الدولي المتنامي بفلسطين.. خبراء يشيرون إلى تأثيره الكبير على موقف إسرائيل

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن بعض الدول الأوروبية بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات ملموسة، مثل إسبانيا التي ألغت صفقة تسليح لإسرائيل بقيمة نحو 700 مليون يورو، ما يعكس جدية المواقف الأوروبية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة. وأكد فارس أن هذه الاعترافات الدولية، التي وصلت حتى الآن إلى 152 دولة حول العالم، تحمل دلالات سياسية وقانونية بالغة الأهمية، إذ تفتح الباب أمام بعض الدول لافتتاح سفارات أو بعثات دبلوماسية في رام الله، بما يعزز موقف السلطة الفلسطينية ويضع إسرائيل في عزلة دولية متزايدة.

وأشار إلى أن فرنسا على سبيل المثال أعلنت عن نيتها إقامة سفارة في فلسطين فور الإفراج عن الرهائن، وهو ما يمثل مؤشرًا على تزايد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية ويمثل تحديًا دبلوماسيًا كبيرًا لإسرائيل. وأضاف أن هذا التوسع في الاعتراف الدولي سيؤدي إلى زيادة الضغط على إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا، ويجعلها دولة منبوذة على المستوى الدولي، وهو ما قد يعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة لصالح الدول الداعمة لفلسطين.

وبالنسبة لسيناريوهات استمرار الحرب على غزة، أكد فارس أن إسرائيل تواجه ضغوطًا دولية متزايدة بسبب العمليات العسكرية المستمرة وارتكابها جرائم تُرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بحق المدنيين. وتوقع أن تتخذ العديد من الدول موقفًا أكثر تشددًا تجاهها، خاصة إذا استمرت الهجمات على المدنيين ومؤسسات الرعاية الإنسانية. كما توقع أن تنتهي الحرب في النصف الأول من أكتوبر، مع تحرك الإدارة الأمريكية لفرض وقف إطلاق النار ومنع مزيد من التصعيد، خاصة في ظل المخاطر التي تمثلها الحرب على استقرار النظام الدولي ومكانة الولايات المتحدة كقوة رئيسية في المنطقة.

وأضاف فارس أن هذه التطورات تعكس تحول القضية الفلسطينية إلى أولوية دولية، وأن إسرائيل تواجه اليوم اختبارات حقيقية على صعيد شرعيتها الدولية، بما في ذلك الضغوط القانونية والسياسية والاقتصادية، ما يجعل استمرار سياساتها العنيفة أكثر تكلفة من أي وقت مضى. وأكد أن تزايد الدعم الدولي لفلسطين يتيح للقضية الفلسطينية تحقيق مكاسب حقيقية على المستويات القانونية والسياسية والاقتصادية، ويضع إسرائيل في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، ويجعل أي مساعٍ لفرض السيطرة على الأراضي الفلسطينية محدودة للغاية.