الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

تحذير بريطانيا لإسرائيل من ضم الضفة الغربية.. قراءة تحليلية في الأبعاد السياسية والدبلوماسية

علم بريطانيا وفلسطين
-

شهد الملف الفلسطيني الإسرائيلي تطورًا لافتًا عقب اعتراف بريطانيا وعدد من الدول الغربية بدولة فلسطين، وهو ما قابلته لندن بتحذير صريح لتل أبيب من مغبة اللجوء إلى سياسة الضم كرد فعل على هذه الخطوة.

خلفية التحذير البريطاني

أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أنها أوضحت لنظيرها الإسرائيلي جدعون ساعر أن الرد عبر ضم أجزاء من الضفة الغربية سيكون خيارًا مرفوضًا ويضر بأمن المنطقة.
هذا التحذير جاء متزامنًا مع اعتراف كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين، ومن المتوقع أن تنضم دول أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يضفي زخمًا دبلوماسيًا كبيرًا على التحرك الفلسطيني.

البعد السياسي للتحذير

  • بريطانيا تعيد التموضع: بعد سنوات من تبني مواقف تميل لصالح إسرائيل، يمثل الاعتراف بفلسطين خطوة لإعادة التوازن في السياسة البريطانية الشرق أوسطية، وإرسال رسالة بأنها شريك فاعل في إنعاش حل الدولتين.

  • رسالة إلى اليمين الإسرائيلي: التحذير البريطاني يأتي للجم ضغوط أقطاب اليمين المتطرف داخل إسرائيل الساعين لاستغلال الظرف الدولي لفرض واقع جديد في الضفة الغربية.

  • نتنياهو بين المطرقة والسندان: رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه تحديًا داخليًا بين مطالب حلفائه بالضم، وبين مخاطر إغضاب واشنطن ولندن وشركاء "اتفاقيات إبراهيم".

البعد الدبلوماسي الدولي

  • تعزيز التحالفات الغربية: التحرك البريطاني المتزامن مع كندا وأستراليا يعكس تنسيقًا غربيًا لدعم فلسطين، ما قد يشكل نواة لموقف أوروبي/أطلسي موحد.

  • الضغط على إسرائيل: الاعتراف بفلسطين والتحذير من الضم يهدفان إلى كبح التوسع الاستيطاني وإعادة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات، ولو بشكل غير مباشر.

  • التأثير على الأمم المتحدة: مع توالي الاعترافات، قد يتبلور موقف أقوى داخل الجمعية العامة لدفع قرارات ملزمة أكثر لصالح فلسطين.

الموقف الإسرائيلي المتوقع

رغم الضغوط، أشار نتنياهو إلى أنه "لن تكون هناك دولة فلسطينية غرب نهر الأردن"، ما يعكس تمسكه بخطاب متشدد، لكنه في الوقت نفسه يؤجل الرد الرسمي لما بعد عودته من الولايات المتحدة، حيث ينتظره لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
هذا التريث قد يعكس إدراكًا للمخاطر المترتبة على أي خطوة أحادية مثل الضم، والتي قد تهدد استقرار العلاقات الإقليمية وخاصة "اتفاقيات إبراهيم".

التحذير البريطاني رسالة استراتيجية مزدوجة

التحذير البريطاني ليس مجرد تصريح سياسي عابر، بل هو رسالة استراتيجية مزدوجة: دعم الاعتراف بفلسطين من جهة، وكبح جماح التوجهات الإسرائيلية نحو الضم من جهة أخرى. هذه الخطوة قد تؤسس لمرحلة جديدة من الضغط الدولي على إسرائيل، وتفتح المجال أمام تحرك أوسع لإحياء حل الدولتين، رغم التحديات الميدانية والسياسية.