الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

بوابة الصباح اليوم ترصد سيناريوهات التهجير المحتمل لأهالي غزة نحو الحدود المصرية وتداعياته الكبري

الحدود المصرية الفلسطينية
بوابة الصباح اليوم وكالات الانباء -

مع اصرار جيش الاحتلال الإسرائيلي علي التوغل البري داخل قكاع غزة وأرتكاب جرائم الابادة الجماعية لشعب أعزل تتصاعد المخاوف في المنطقة من سيناريو بالغ الخطورة يتمثل في قيام جيش الأحتلال بإجبار إ سكان قطاع غزة على النزوح الجماعي نحو الحدود المصرية في شمال سيناء وهو سيناريو يشبه في تداعياته الكارثية نكبة عام 1948 التي أدت إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى دول الجوار ويثير هذا الاحتمال أسئلة كبرى حول التداعيات السياسية والإنسانية والأمنية والقانونية على مصر والمنطقة والعالم كلة

البعد السياسي لتهجير سكان غزة

مصر أعلنت بوضوح أن التهجير القسري للفلسطينيين يمثل خطًا أحمر يمس أمنها القومي وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن نقل سكان غزة إلى سيناء سيحوّل المنطقة إلى قاعدة للهجمات ضد إسرائيل ويفسد معاهدة السلام الموقعة منذ أكثر من أربعة عقود وفي السياق نفسه شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على رفضه القاطع لأي تهجير سواء إلى الأردن أو مصر فيما اعتبرت الجامعة العربية أن هذا المخطط محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر اقتلاع شعبها من أرضه وأكدت أن التاريخ أثبت فشل كل محاولات التهجير السابقة

ترحيل سكان غزة قسريًا تطهير عرقي محظور بالقانون الدولي

المجتمع الدولي من جانبه عبّر عن قلق بالغ حيث وصفت تقارير أوروبية وأممية أي محاولة لترحيل سكان غزة قسريًا بأنها تطهير عرقي محظور بالقانون الدولي في حين شدد خبراء القانون على أن هذا السيناريو غير شرعي ويتعارض مع قرارات الأمم المتحدة ويُتوقع أن تعقد المنظمة الدولية جلسات طارئة لإدانة أي خطوة في هذا الاتجاه

السياج الحدودي بين مصر وإسرائيل - ويكيبيديا

الأزمة الإنسانية المحتملة و القاهرة تتحسب لأسوأ السيناريوهات

يبلغ عدد سكان غزة أكثر من 2.3 مليون نسمة وأي نزوح جماعي سيعني تدفق مئات الآلاف وربما الملايين عبر معبر رفح إلى شمال سيناء وهي منطقة تعاني أصلًا من ضعف الموارد والخدمات وقد أظهرت صور أقمار صناعية استعدادات مصرية لإقامة مناطق مسيّجة بجدران خرسانية لاستيعاب موجات النزوح المحتملة وهو ما يؤكد أن القاهرة تتحسب لأسوأ السيناريوهات

في هذه الحالة سيواجه اللاجئون أوضاعًا مأساوية تشمل الاكتظاظ داخل مخيمات مؤقتة ونقص الغذاء والمياه والأدوية وانتشار الأمراض والأوبئة وستكون منظمات الإغاثة الدولية مثل الأونروا والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والصليب الأحمر في قلب الأزمة لمحاولة التخفيف من المعاناة لكن التجارب التاريخية مثل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والأردن تؤكد أن المخيمات المؤقتة تتحول في الغالب إلى مستوطنات دائمة ما ينذر بأزمة إنسانية طويلة الأمد

التداعيات الأمنية على مصر والمنطقة

الأمن القومي المصري سيكون في صدارة التحديات إذ تخشى القاهرة من تسلل عناصر مسلحة بين اللاجئين ما قد يحول سيناء إلى ساحة صراع جديد مع إسرائيل وهو ما حذر منه الرئيس السيسي صراحة باعتبار أن أي هجمات انطلاقًا من الأراضي المصرية ستؤدي إلى رد إسرائيلي قد يهدد اتفاقية كامب ديفيد

مصر تضاعف من الدوريات الأمنية على الحدود مع غزة

كما أن وجود مئات الآلاف في منطقة مضطربة أمنيًا سيعني حاجة مصر إلى تعزيز قواتها في سيناء وربما تعديل الترتيبات الأمنية مع إسرائيل فضلًا عن احتمالية استغلال الجماعات المتطرفة للأوضاع لتجنيد شباب يائسين داخل المخيمات ما يضاعف المخاطر الأمنية

البعد القانوني - انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة

من الناحية القانونية يعد التهجير القسري للسكان تحت الاحتلال انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة ويمثل جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية وفق توصيف منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش والمجلس النرويجي للاجئين وإذا عبر الفلسطينيون إلى مصر فسيكتسبون صفة اللاجئين وفق اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951 ما يلزم القاهرة بحمايتهم وعدم إعادتهم قسرًا إلى غزة كما ينص مبدأ عدم الإعادة القسرية

ورغم هذه الالتزامات القانونية إلا أن المجتمع الدولي يدرك أن أي محاولة لتوطين الفلسطينيين بشكل دائم خارج أرضهم تعد خرقًا لحقوقهم المشروعة في العودة وفق قرارات الأمم المتحدة مثل القرار 194 وبالتالي فإن السيناريو القانوني يؤكد أن الحل الوحيد يكمن في حماية الفلسطينيين داخل أرضهم لا اقتلاعهم منها

الحل - منع التهجير القسري وحماية المدنيين الفلسطينيين في وطنهم وضمان حقهم في تقرير المصير

السيناريوهات المحتملة في حال إجبار إسرائيل سكان غزة على النزوح نحو الحدود المصرية ترسم صورة قاتمة سياسيًا وإنسانيًا وأمنيًا وقانونيًا حيث سيتحول الأمر إلى أزمة تهدد استقرار مصر والمنطقة وتفتح بابًا لصراع جديد يعيد مأساة النكبة بصيغة أشد قسوة لذلك يبقى الحل الوحيد هو منع التهجير القسري وحماية المدنيين الفلسطينيين في وطنهم وضمان حقهم في تقرير المصير