الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

المنوعات

ملك إسبانيا يقع في غرام الملوخية بالصعيد الجواني خلال زيارته للأقصر

ملك اسبانيا في وادي الملوك بالأقصر
-

شهدت مدينة الأقصر حدثًا استثنائيًا مع الزيارة الرسمية للعاهل الإسباني الملك فيليب السادس وزوجته الملكة ليتيزيا، حيث لم يقتصر إعجاب الملك على عظمة الحضارة المصرية القديمة فقط، بل امتد ليشمل المطبخ المصري الأصيل الذي وجد فيه روح الشعب وكرمه. وقد عبّر الملك بوضوح عن حبه الشديد لطبق الملوخية الشعبي، واصفًا إياه بأنه من أشهى الأطباق التي تناولها خلال رحلته، إلى جانب البامية والمشويات والأرز والسلطات الشرقية التي شكلت مزيجًا متكاملًا من النكهات المصرية.

الملوخية والبامية على المائدة الملكية

في تصريحات لافتة، أكد الملك فيليب السادس أن الملوخية أصبحت طبقًا مفضلًا لديه، مشيرًا إلى أنها تعكس أصالة المطبخ المصري الشعبي الذي استطاع أن يأسر ذائقته. وأشاد أيضًا بالبامية والأطباق المشوية، معتبرًا أن المائدة المصرية تقدم تنوعًا قلّ مثيله، حيث تجمع بين النكهات الشرقية العريقة وروح الضيافة الكريمة.

جولة بين المعابد والآثار

رافقت الملكة ليتيزيا زوجها في جولة شملت أبرز معالم الأقصر التاريخية. فقد زارا متحف الأقصر ومنطقة ذراع أبو النجا، إلى جانب جولة موسعة في وادي الملوك الذي يضم المقابر الملكية الشهيرة. كما توقفا عند بعض المقار الأثرية التابعة للبعثات الأجنبية، وخاصة البعثة الفرنسية، التي تواصل أعمال التنقيب والترميم. وأكد الملك أن هذه الجولة منحته تجربة إنسانية وثقافية لا تنسى، حيث امتزجت عظمة التاريخ بروعة الحاضر.

ملك إسبانيا والملكة ليتيزيا في الأقصر

إقامة ملكية في فندق ونتر بالاس

اختار الملك فيليب السادس الإقامة في فندق ونتر بالاس التاريخي المطل على نيل الأقصر. وقد دوّن في سجل الزوار رسالة مؤثرة جاء فيها: «إقامة رائعة في الأقصر والفندق، أمل في العودة قريبًا.. إسبانيا ومصر يد واحدة». كما وجه الشكر للعاملين بالفندق على ما وصفه بـ"كرم الضيافة المصري الأصيل"، مؤكدًا أن هذه الروح الإنسانية هي ما يميز مصر عن غيرها من الوجهات.

أثر المطبخ المصري على السياحة

لا تقتصر قوة مصر الناعمة على آثارها ومعابدها، بل يمتد تأثيرها إلى مطبخها الشعبي الذي بات عنصر جذب رئيسيًا للسائحين. فالكثير من الزوار يعودون لبلادهم بانطباعات خاصة عن أطباق مثل الملوخية والكشري والفول والطعمية، وهو ما يعزز ارتباطهم بمصر ويدفعهم لتكرار الزيارة.
تصريحات ملك إسبانيا تعكس هذا البعد الثقافي للمطبخ المصري، إذ إن تناول الأطباق التقليدية يصبح تجربة سياحية بحد ذاتها، تضاهي زيارة الأهرامات أو المعابد. فالمطبخ الشعبي يفتح نافذة على الهوية المصرية، ويجعل من تجربة السفر أكثر عمقًا وثراءً.

دلالات دبلوماسية وثقافية

تحمل زيارة ملك إسبانيا وزوجته إلى الأقصر أكثر من دلالة، فهي من ناحية تؤكد عمق العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، ومن ناحية أخرى تبرز قدرة مصر على توظيف مكوناتها الثقافية والتاريخية والإنسانية في تعزيز مكانتها السياحية عالميًا. ويأتي تصريح الملك عن الملوخية كرمز بسيط لكنه عميق لمعنى التبادل الثقافي، حيث يتجاوز التقدير الرسمي إلى إعجاب شخصي صادق يعكس قيمة مصر الإنسانية.

ملك إسبانيا يعيش تجربة متكاملة تجمع بين التاريخ والمذاق والضيافة

ما بين عبق المعابد في الأقصر وطعم الملوخية والبامية، وجد ملك إسبانيا تجربة متكاملة تجمع بين التاريخ والمذاق والضيافة. لقد أثبتت الزيارة أن سحر مصر لا يقتصر على آثارها، بل يمتد إلى مطبخها الشعبي وروح أهلها، ليضيف الملك فيليب السادس صوته إلى قائمة طويلة من عشاق المطبخ المصري الذين حملوا معهم ذكريات لا تُنسى من أرض الكنانة.