الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

”الأيادي المرفوعة” تتحول لرمز غضب عالمي ضد أستخدام واشنطن للفيتو .. ومحاصرة موكب المندوبة الأمريكية

أورتاغوس مندوبة أمريكا ترفع يدها بالفيتو
-

في مشهد يعكس عمق الانقسام الدولي حول حرب غزة، رفعت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، يدها مساء الخميس داخل قاعة مجلس الأمن الدولي، معلنة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار جديد يدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية.

غير أن هذه اليد المرفوعة، التي جسدت للمرة العاشرة خلال عامين الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل داخل المجلس، تحولت إلى صورة أيقونية أعادت إنتاج نفسها خارج أسوار الأمم المتحدة، حيث رفع محتجون أيديهم في وجوه المسؤولين الأمريكيين، لكن هذه المرة غضبًا واحتجاجًا، وهم يلوحون بعلم فلسطين مرددين هتافات تطالب بوقف الحرب.

تفاصيل الجلسة الأممية

مشروع القرار، الذي صاغه الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، نص على "وقف إطلاق نار فوري ودائم وغير مشروط" في غزة، مع التشديد على إدخال المساعدات الإنسانية ورفع القيود المفروضة على المعابر، إضافة إلى الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.

وبينما أيده 14 عضوًا من أصل 15، أسقطه الفيتو الأمريكي منفردًا، وهو ما اعتبره مراقبون صفعة جديدة لجهود المجتمع الدولي في إنهاء النزيف المستمر منذ نحو 23 شهرًا.

الموقف الأمريكي والإسرائيلي

بررت أورتاغوس قرار بلادها بقولها: "هذا القرار غير مقبول، الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها لإنهاء هذا النزاع المروع، وعلى حماس أن تستسلم وتطلق سراح الرهائن فورًا".

أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، فقال إن "القرارات ضد إسرائيل لن تُحرر الرهائن ولن تجلب الأمن"، مؤكدا أن إسرائيل "ستواصل محاربة حماس حتى النهاية".

الخسائر الإنسانية الضخمة

منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 إسرائيليًا وفق بيانات رسمية، ردت إسرائيل بحملة عسكرية غير مسبوقة على غزة. وبحسب وزارة الصحة في القطاع، فقد قُتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، فيما نزح أكثر من مليوني شخص من بيوتهم في ظل حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والدواء.

غضب شعبي متصاعد

خارج القاعة الأممية، سارعت مجموعات من الناشطين إلى محاصرة موكب المندوبة الأمريكية مرددين هتافات داعمة لغزة، ومنددين بتواطؤ واشنطن. واعتُبر المشهد إعادة لإنتاج الصورة الرمزية لليد المرفوعة بالفيتو، لكن في سياق احتجاجي يُظهر اتساع دائرة الغضب العالمي.

واشنطن تضع التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل فوق أي اعتبارات إنسانية

مرة أخرى، تؤكد واشنطن عبر "الفيتو" أنها تضع التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل فوق أي اعتبارات إنسانية، بينما تتحول صور الأيادي المرفوعة — داخل مجلس الأمن وخارجه — إلى رمز للمواجهة بين إرادة الشعوب الغاضبة وسياسات القوى الكبرى.