الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

إسرائيل تحتفي باتفاقيات كامب ديفيد ومصر تحذر: السلام في مهب الريح وسط الحرب على غزة

السادات وكارتر وبيجن
-

أحيا الحساب الرسمي للحكومة الإسرائيلية ذكرى توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجن في 17 سبتمبر 1978، واصفًا اليوم بأنه "تاريخي أبهر العالم"، ومعتبرًا أن هذه الاتفاقيات شكلت "حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي" وفتحت الطريق إلى معاهدة السلام الموقعة في 1979.

لكن هذا الاحتفاء الإسرائيلي يأتي في وقت حساس، حيث تواجه معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب أخطر اختبار منذ أكثر من أربعة عقود، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد التهديدات الإقليمية.

إسرائيل تحتفي.. ومصر تحذر

أكدت الحكومة الإسرائيلية عبر منصاتها الرسمية أن اتفاقيات كامب ديفيد "أسست لرؤية سياسية جديدة ترتكز على التعاون المشترك من أجل السلام والتنمية"، معتبرة أنها وفرت بيئة للاستقرار لشعوب المنطقة.

غير أن هذه الرواية الإسرائيلية تزامنت مع تصريحات غير مسبوقة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي حذّر علنًا من أن ممارسات إسرائيل "تهدد بإسقاط ما تحقق من إنجازات السلام التاريخية"، مشيرًا إلى أن "سلوك إسرائيل المنفلت وغطرستها" يقوّض فرص أي سلام جديد، ويضع معاهدة السلام القائمة على المحك.

مصر: تهجير الفلسطينيين خط أحمر

شدد السيسي في خطاب موجه إلى الشعب الإسرائيلي، على أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم لن يمر، معتبراً أن هذا السيناريو سيشكل تهديدًا مباشرًا للسلام القائم منذ نحو خمسين عامًا. وأوضح أن "العواقب ستكون وخيمة بعودة المنطقة إلى أجواء الصراع، وسيكون الندم حينها بلا جدوى".

وأكد الرئيس المصري أن أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني أو محاولة فرض حلول قسرية ستعني "إجهاض الاتفاقيات القائمة"، لافتًا إلى أن "مكاسب السلام التاريخية ستضيع إذا استمرت إسرائيل في سياساتها الحالية".

سيناء والهاجس الأمني

الإعلام الإسرائيلي نفسه أشار إلى وجود مخاوف من حشد عسكري مصري في سيناء، واصفًا العلاقات مع القاهرة بأنها أقرب إلى "سلام بارد". وأكدت تحليلات إسرائيلية أن استمرار الضغوط على غزة وتجاهل التحذيرات المصرية قد يؤدي إلى تآكل الثقة بين الطرفين، وهو ما يهدد معاهدة كامب ديفيد التي شكلت ركيزة الأمن الإقليمي منذ 1979.

مؤتمر إقليمي وتحذيرات جماعية

جاءت تصريحات السيسي خلال مؤتمر عبر تقنية الفيديو كونفرانس جمعه مع الرئيس الفرنسي، وأمير قطر، وملك الأردن، ووزير الخارجية السعودي، ورئيس الوزراء البريطاني، ورئيس الوزراء الكندي، حيث اتفق القادة على ضرورة وقف الحرب في غزة ومنع أي خطوات لتهجير السكان.

السلام على المحك

بينما تحتفل إسرائيل بذكرى اتفاقيات كامب ديفيد، تبدو معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في أخطر مراحلها، مع تصاعد التوترات وتلويح القاهرة بأن استمرار الحرب قد يقلب معادلات المنطقة رأسًا على عقب.

وبينما تصف تل أبيب الاتفاقية بأنها "تاريخية"، ترى القاهرة أن أي استمرار في العدوان على غزة أو التفكير بتهجير الفلسطينيين سيعيد المنطقة إلى مربع الصراع ويهدد الأمن القومي المصري بشكل مباشر.