الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا يهاجم ترامب: ”توقف عن اعتبار نفسك إمبراطور العالم”

الرئيس البرازيلي
-

في تصريحات نارية أعادت الجدل حول علاقة البرازيل بالولايات المتحدة، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى التوقف عن التعامل وكأنه "إمبراطور العالم"، مؤكدًا أن الحوار الحضاري هو السبيل الأمثل للتعامل بين الدول بدلًا من أسلوب الإملاءات والقرارات المفاجئة.

لولا دا سيلفا: لا علاقة شخصية مع ترامب

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أوضح لولا أن علاقاته السياسية لم تتقاطع مع ترامب في فترته الأولى، مشيرًا إلى أن علاقات البيت الأبيض آنذاك كانت مع الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، وليس مع البرازيل كدولة.

وأضاف الرئيس البرازيلي:

"لم أحاول أبدًا التواصل مع ترامب لمناقشة الرسوم الجمركية، لأنه ببساطة لم يكن يريد الحوار، لكنه مطالب الآن بأن يتوقف عن اعتبار نفسه إمبراطورًا للعالم".

انتقادات لسياسات ترامب التجارية

وانتقد لولا بشدة النهج الذي اتبعته إدارة ترامب في فرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات البرازيلية، معتبرًا أن واشنطن لم تتعامل مع بلاده بـ"طريقة حضارية"، خصوصًا أن ترامب كان يعلن عن قراراته عبر منصات التواصل الاجتماعي بدلاً من انتهاج الحوار المباشر بين الحكومات.

البرازيل تستنكر التهديدات الأمريكية باستخدام القوة ضدها

وأشار لولا إلى أن هذا الأسلوب خلق توترًا غير ضروري في العلاقات الثنائية، مؤكدًا أن بلاده قادرة على تنويع شركائها التجاريين ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام الضغوط الأمريكية.

البرازيل أقرب إلى موسكو من واشنطن

وفي معرض حديثه، أشار لولا دا سيلفا إلى أن علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر دفئًا، نظرًا للصداقة التي تربطهما منذ سنوات طويلة، وهو ما يفسر تقارب البرازيل وروسيا في عدد من الملفات الاستراتيجية داخل مجموعة "بريكس".

ورفض لولا الاتهامات الغربية بأن بلاده تساعد موسكو في تمويل الحرب في أوكرانيا من خلال شراء النفط الروسي، مؤكدًا:

"البرازيل لا تموّل روسيا. نحن نشتري النفط لأننا بحاجة إليه، مثلنا مثل الصين والهند وبريطانيا وحتى الولايات المتحدة".

الرسوم الجمركية وبدائل الشراكات

وكان ترامب قد أصدر في 30 يوليو الماضي أمرًا تنفيذيًا يقضي برفع الرسوم الجمركية على المنتجات البرازيلية إلى 50%، مع استثناء 700 منتج في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والزراعة وتصنيع الطائرات.

من جانبه، شدد الرئيس البرازيلي على أن بلاده لن تندم إذا تمادت واشنطن في فرض رسوم جديدة، مضيفًا أن البرازيل ستبحث عن شركاء تجاريين آخرين لتعويض خسائر السوق الأمريكية.

قراءة في الموقف

تصريحات لولا دا سيلفا تعكس اتجاهًا جديدًا في السياسة الخارجية البرازيلية يقوم على الندية والاستقلالية، خاصة مع تصاعد التوترات الدولية حول أوكرانيا وأزمة الطاقة العالمية. ويبدو أن البرازيل بقيادة لولا تحاول أن توازن بين مصالحها الاقتصادية وعلاقاتها السياسية، مع رفض الانصياع الكامل للضغوط الغربية.